الجمعة، 30 سبتمبر 2011

(الحلقة الأخيرة)مصور البيض:البيض أصدر أوامر بسجن نجله، ولم ينفذ قائد الحرس الأوامر فأمر بإقالته


(الحلقة الأخيرة)مصور البيض:البيض أصدر أوامر بسجن نجله، ولم ينفذ قائد الحرس الأوامر فأمر بإقالته
الكاتب Administrator
الخميس, 29 سبتمبر 2011 17:28
يختتم المصور الإعلامي للرئيس البيض الزميل «فضل محمد العبدلي» في سياق هذا الجزء الأخير، بعض الإجراءات الإدارية التعسفية التي تعرض لها عقب عودته من المنفى من قبل نظام صنعاء،


وكيف وجد نفسه مفصولاً عن العمل من دار الرئاسة بدون مبررات قانونية، وذلك في أعقاب الحرب المشئومة التي شنت على شعب الجنوب، وكيف أصبح اليوم يعيش أوضاع البطالـة في أرصفة وشوارع العاصمة عدن، بعد رحلة امتدت لأكثر من ثلاثـة عقود من العمل الإعلامي قضاها برفقة زعماء دولة الجنوب، كما يصف مشاعره حيال الصورة التاريخية التي قام بالتقاطها في العاصمة عدن خلال مرحلة تدشين إعلان دولة الوحدة ورفع العلم فيها، وهي الصورة التي أقدم نظام صنعاء على طمس معالمها وحذف تفاصيلها، وإلغاء شراكة شعب الجنوب في تحقيق الوحدة اليمنية.


شبكة الطيف - القضية : جهاد جميل محسن

موقوف عن العمل بدون مبرر

يواصل «العبدلـي» حديثه قائلاً: «في 28/12/ 1995م عـدت إلى صنعاء، بعد عام ونيف قضيته في كل من دولة الأمارات وجمهورية مصر، بعد أن لجأت إليهما في أعقاب اجتياح قوات نظام صنعاء للأراضي الجنوبية، وصعقت حين عـدت ووجدت نفسي مفصولاً عن الخدمة دون مبررات قانونية، وقدمت التماساً إلى مدير مكتب الرئاسة في صنعاء، لإعادتي إلى وظيفتي السابقة، وبعد عناء وطول متابعة أعادوني إلى العمل، ولكنهم قاموا بتنزيل ترقيتي من رئيس فنيين في مكتب رئاسة الجمهورية، إلى مساعد كاتـب!!، وكانت عودتي للعمل تحمل الطابع الشكلي دون تمكيني من ممارسة أي مهام إدارية حقيقية.، وبعد مرور عدة أشهر، صدر وبطريقة سرية قرار نقل كامل أفراد الطاقم الإعلامي الخاص بالبيض وأنا كنت واحداً منهم، من مكتب الرئاسة إلى وزارة الإعلام، وهي إجراءات تم اتخاذها (سكاتي) دون أن يتم إشعارنا بها، وشملتني إلى جانب أربعة إعلاميين أخرين عملوا مع الطاقم الإعلامي للرئيس (البيض) هم الزملاء (لبيب عبدالرحمن العبسي وعبدالسلام محمد سيف وعاطف عمر سالم، وناشر سيف) غير أن (عبدالرحمن الأكوع) الذي كان يشغل حينها منصب وزير الإعلام، وبناءاً على نصيحة أحد المسؤولين الجنوبيين، طلب بإعادة ملفاتنا للرئاسة مجدداً ورفض قبول قرار مكتب الرئاسة، وبعد مضي عام عمد مكتب الرئاسة، إلى رفع أسماءنا إلى وزارة (الخدمة المدنية) تحت مصطلح (عمالة فائضة) ليتم نقلنا إلى (صندوق العمالة الفائضة) لكن مدير الصندوق بعث بمذكرة إلى مدير مكتب الرئاسة، أخبره فيها، بأن الصندوق لا يستوعب العمالة الفائضة الوافدة من المؤسسات السيادية، باعتبارنا موظفين في مكتب الرئاسة، وأوضح مدير الصندوق في مذكرته أيضاً، أن الصندوق أنشئ لأجل استيعاب عمال وموظفي المصانع والمؤسسات التي جرى خصخصتها في الجنوب، وللأسف كان مكتب الرئاسة في صنعاء، يريد إقصاء طاقم (البيض) الإعلامي من العمل ويحاول إيجاد أكثر من فرصة ووسيلة للتخلص منا، وعندما أصدر الرئيس (صالح) اللائحة الداخلية رقم (20) لسنة 2003م، الخاصة بموظفي مكتب رئاسة الجمهورية وفروعه في المحافظات، التي نصت على امتيازات عديدة منها زيادة في الأجور بنسبة 200% مع علاوة بدلات وتطبيب للموظف وأسرته سواء كان بالداخل أو الخارج، وعندما تم تطبيق اللائحة على جميع موظفي الرئاسة، استثني منها طاقم (البيض) الإعلامي بالكامل، وذلك بسبب التمييز المناطقي والجهوي، واستهداف السكرتارية الخاصة للبيض.

من دار الرئاسة في صنعاء

وعندما تم استثنائنا من اللائحة، تقدمنا بتظلم إلى مدير مكتب الرئاسة، وبعد أشهر من المماطلة والتسويف، رفعوا بمذكرة إلى «وزارة الخدمة» بتاريخ 16/5/2004م طلبوا فيها فتوى حيالنا، وفي المذكرة أكدوا بأننا «عمالة فائضة» لكن وزارة الخدمة وبعد مرور أربعة أشهر، وتحديداً في 11سبتمبر، ردت بفتوى قانونية واضحة نصت على أحقيتنا باللائحة، وطالبت بمنحنا كافة مستحقاتنا أسوة بجميع موظفي الرئاسة، باعتبارها حقوق مكتسبة، غير أن مكتب الرئاسة أظهر موقفاً رافضاً بعد التعامل مع هذه الفتوى التي جاءت بناء على طلبهم، وبعد مماطلة جديدة لأكثر من شهرين تم إحالة فتوى الخدمة المدنية إلى الدائرة القانونية بمكتب الرئاسة، وأشارت الدائرة في ردها بأن فتوى «الخدمة المدنية» ملزمة ويجب تنفيذها، وهو الأمر الذي تجاهله القائمين في المكتب.
ولجأنا إلى وسائل الإعلام والصحافة المحلية، وتناولنا خلالها مشكلتنا مع مكتب الرئاسة في صنعاء، وناشدنا «رئيس الجمهورية» بالإفراج عن مستحقاتنا، وعلى ضوء ما نشرته الصحف تفاعل مع قضيتنا عـدد من المحاميين المتطوعين، منهم المحامي «جمال الجعبي» الذي نشر في صحيفة «الأيام» في عددها الصادر (4336) لعام 2004م، وقال فيه أنه بصدد إجراء مشاورات مع عدد من المحاميين لتشكيل فريق قانوني يقوم بمهمة الدراسة والبحث عن وسائل لتحريك قضية مطالبنا الحقوقية، وبعد يومين من تصريح المحامي «جمال الجعبي» قام مكتب الرئاسة في صنعاء باستدعائي شخصياً، في وقت متأخر من مساء يوم 25/11/2004م، وطلبوا مني كتابة نفي وتكذيب حول ما نشرته صحيفة «الأيام» من خبر تفاعل المحاميين معنا، واشترطوا حال نشر التكذيب في الصحيفة، بأنهم سوف يقومون بإصدار أمر بإطلاق مستحقاتنا، لكنني رفضت هـذا الاشتراط وقلت لهم، لن أقوم بتكذيب الخبر، إلا بعد صدور الأمر وتسليمنا كل مستحقاتنا.

إلى أرصفة البطالة في عدن

وعندما رفضت كتابة التكذيب، هددوني بالسجن ثم تراجعوا عن تنفيذ ذلك، وسمحوا لي بالعودة إلى المنزل، والحضور صباح اليوم التالي إلى مدير مكتب الرئاسة «علي الأنسي»، وفي اليوم التالي قابلت مدير مكتب الرئاسة، وبلهجة استعلائية وجدته يأمرني بأن أقوم بالنفي، وأنا تمسكت بموقفي بأن يوجه توجيهات صريحة للإفراج عن مستحقاتنا وبأثر رجعي، ووعدته بأنني سألبي طلبه بالنفي حالما يصدر توجيهاته بمنحنا استحقاقنا، لكنه تجاهلني، وغادرت مكتبه وأنا في طريق خروجي شاهدت وزير «الخدمة المدنية» الأخ «حمود الصوفي» وهو يلج مكتب «الأنسـي»، وعلمت بعدها أن زيارة الصوفي لمكتب رئاسة الجمهورية، جاءت بناءاً على استدعاء تلقاه من الرئاسة، على خلفية الفتوى التي أصدرتها «الخدمة المدنية»، وطلبوا من «الصوفي» إلغاء تلك الفتوى، وإصدار فتوى أخرى بنقلنا قسرياً إلى وزار الإعلام، وبالفعل قامت وزارة الخدمة بإصدار الفتوى بقرار من مكتب الرئاسة، وكانت الفتوى التي صدرت بحقنا، أسرع فتوى تصدرها وزارة الخدمة في تاريخها، وفي غضون 72 ساعة فقـط!!، وبصورة خالفت قانون «الخدمة المدنية» في مادته رقم (62)، التي توفر شروط نقل الموظفين.
وبعد نقلنا إدارياً ومالياً وبطريقة قسرية إلى وزارة الإعلام، أفادونا الإخوة في الوزارة بأننا مجرد ضيوف عندهم وبأن لا توجد لديهم وظائف يمكنوننا خلالها من العمل بها، وقضينا قرابة أربعة سنوات في وزارة الإعلام، حتى تم إحالة ملفاتنا عام 2008م إلى التقاعد، ولولا الحراك الجنوبي الذي استطاع إظهار حجم الانتهاكات والتعسفات التي طالت الجنوبيين، واستطاع من خلال دوره السلمي في إيصال رسالته إلى كل الدوائر في صنعاء، عمدت الوزارة إلى تجميد ملفات من لم يستوفوا شروط عدم إتمام الخدمة.
وأود أن أنوه للقارئ الكريم، أنه ومنذ أن تم طردنا قسريا من مكتب الرئاسة في نوفمبر 2004م، قمنا برفع دعوى قضائية ضد مكتب رئاسة الجمهورية، وبعد معاناة طويلة وإرجاء الجلسات لشهور وسنوات، تم صدور حكم ابتدائي في عام 2008م، وقضى «بإلزام رئاسة الجمهورية بمنحنا للائحة باعتبارها صدرت ونفذت قبل عام من طردنا القسري، باعتبارها حق مكتسب» ولكن القرار أجحف في حقنا والخاص بإعادتنا للعمل في مكتب الرئاسة، وبهذا القرار أراد القاضي من تثبيت حقوقنا المادية فقط، بعد الضغوط التي مورست عليه من قبل خمسة محاميين وكلتهم رئاسة الجمهورية ضدنا، وعلى رأسهم المحامي «أحمد الأبيض».
وبرغم قرار المحكمة الذي انتقص من حقوقنا الكاملة، إلا أن مكتب الرئاسة لم يعجبه القرار وقام باستئناف الحكم، وأدخلنا في مرحلة تقاضي جديدة استمرت لمدة عامين وانتهت في 17/5/2010م، وأيد قرار الاستئناف قرار الحكم الابتدائي، مع تجاهل حق عودتنا للعمل في مكتب الرئاسة، ومع هذا تجاهل مكتب الرئاسة من تنفيذ القرار مجدداً.
ولم أكن أتوقع أن تتم مسألة فصل واستبعاد كل أفراد طاقم «البيض» الذين جرى نقلهم من رئاسة الجنوب إلى مكتب رئاسة صنعاء، عقب تحقيق الوحدة بهذه الطريقة الاستعلائية المتعمدة، والتي أظهرت حقيقة النوايا المبطنة والإجراءات التعسفية التي نفذها نظام صنعاء بحق كل الجنوبيين بعد حرب 1994م، على أسس عرقية ومناطقية، وبنفس النهج الإقصائي المستبد الذي تعمد بواسطته نظام صنعاء على تصفية ما تبقى من الكوادر الجنوبية بعد أن نجح في اجتياح الجنوب والسيطرة على كل مؤسساته ومقوماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

الصورة التي محاها نظام صنعاء

وحول الصورة التلفزيونية التي التقطها «فضل العبدلـي» في صباح يـوم 22 مايو 1990م، وهي صورة راية دولة الوحدة ترتفع من قبل الزعيمين «علي سالم البيض» و «علي عبدالله صالح» في العاصمة عدن، وأقدم نظام صنعاء بعد حرب 1994م إلى حذف صورة «البيض» منها.
يصف «العبدلي» مشاعره باعتباره صاحب أول عدسة تلفزيونية رصدت تفاصيل هذه الصورة التاريخية ونقلتها إلى كل أصقاع العالم عبر شاشة تلفزيون عدن، يقول.. لقد تألمت كثيراً حين تم اجتزاء هذه الصورة وحذف منها صورة «البيض»، وهذه الصورة هي جزء من التاريخ الثابت الذي لا ينبغي أن يشوه أو تطمس معالمه بسبب مناكفات سياسية، أو بطريقة تنسجم وتتوافق مع عقلية وقناعات الطرف المنتصر، ولا أجد تفسيراً وراء تعمد نظام صنعاء إلى بتر جزء مهم من تاريخ وطني هو ملكاً للأجيال، وحذف صورة الزعيم الجنوبي «علي سالم البيض» الذي أبرم باسم شعب الجنوب اتفاقية الوحدة، بمثابة اغتيال وإلغاء واضح لشراكة الجنوبيين في الوحدة، والتفافاً صريحاً على كل الاتفاقيات التي أبرمها معنا سابقاً نظام «الجمهورية العربية اليمنية»، ودشن من خلالها مرحلة جديدة من الهيمنة والاستبداد والإقصاء والتهميش لكل أبناء دولة الجنوب، بعد أن شن حربه الغاشمة على الجنوب، ذبح خلالها مقومات دولة الوحدة والشراكة السلمية، وأصبح يتعامل مع شعب الجنوب من منطلق الغطرسة والقوة، ساعياً إلى إلغاء هويته وتجريد كل جنوبي من تاريخه وثقافته وأخلاقياته، عبر شراء واستغلال بعض ضعفاء النفوس من الجنوبيين الذين تم إفسادهم بالمال والمغريات والمناصب الشكلية، بغية وأد وتدمير هوية وثقافة شعب الجنوب، والإساءة إلى تاريخه الحضاري الناصع، ورصيده النضالي الرفيع».

توضيح.. لبعض الردود

وفي الختام أود الإشارة، أنه وبعد نشر الثلاثة الأجزاء السابقة من هذا الحوار المفتوح مع صحيفتكم الغراء «القضية»، تطرقت خلالها عن جزء يسير من حقائق وأحداث ما زلت أتذكرها، وصلتني العديد من الردود والاتصالات من قراء وأصدقاء سياسيين، أبدوا تعليقاتهم وأرائهم حول كل ما ذكرته، وطالبوني بإيضاح المزيد عن بعض ما أعرفه، لدرجة أن أحد القراء اتصل بي وقال.. «باعتبارك كنت إعلامياً مرافقاً للبيض، أكيد كنت حينها، بتعرف عنه الكثير من الخفايا والأسرار، سواء كتلك التي تخدمه أو تخدم الجنوبيين أنفسهم»، ومن بين الاتصالات التي تلقيتها، كان مصدرها شخص مجهول، رفض تعريفي بهويته، قال لي «أنت فضل العبدلي.. فرديت نعم، أجابني مباشرة (البيض) رجل فاسد، وبدأ يكيل له بعض التهم والسباب بطريقة لا تمت للأخلاق بصلة، سألته وهل لك معه مشكلة شخصية، أجاب بكل قسوة نحن نبرأ بأنفسنا بالحديث معه أو الرد عليه».
عموماً معظم الاتصالات والردود التي تلقيتها كانت مجملها طيبة ومشجعة، وأود أن أذكر شيئاً مهماً يجهله الكثير من القراء، بأنه أولاً لا تربطني بـ «البيض» علاقة خاصة أو مصلحة، ولكن هناك ثمة موقف مسئول رأيته يبذر منه، عندما كنت معه قبل اندلاع حرب 1994م، حظر أحد الموطنين يشكوا من تصرفات أحد أولاد «البيض» معه، وكانت ردة فعل «البيض» غاضبة جداً، أصدر فيها أوامره لحراسه بإحضار «نجله» وحبسه في السجن الخاص بالحرس، غير أن قائد الحرس لم ينفذ قرار البيض، وحاول أن يعالج الموضوع فردياً وبطريقة ودية، وعندما علم «البيض» بتصرف قائد حرسه أمر بإقالته، وهذا يؤكد أن الجنوبيين قد اعتادوا العيش وفق سيادة دولة المساواة والإنصاف، واحترام القانون والنظام، الذي لم يكن فيه أحد يتطاول على الآخر مهما كان المنصب الذي يتولاه، أو بساطة المكانة الاجتماعية التي يعيشها.

* نقلا عن صحيفة القضية

(الحلقة الأخيرة)مصور البيض:البيض أصدر أوامر بسجن نجله، ولم ينفذ قائد الحرس الأوامر فأمر بإقالته


(الحلقة الأخيرة)مصور البيض:البيض أصدر أوامر بسجن نجله، ولم ينفذ قائد الحرس الأوامر فأمر بإقالته
الكاتب Administrator
الخميس, 29 سبتمبر 2011 17:28
يختتم المصور الإعلامي للرئيس البيض الزميل «فضل محمد العبدلي» في سياق هذا الجزء الأخير، بعض الإجراءات الإدارية التعسفية التي تعرض لها عقب عودته من المنفى من قبل نظام صنعاء،


وكيف وجد نفسه مفصولاً عن العمل من دار الرئاسة بدون مبررات قانونية، وذلك في أعقاب الحرب المشئومة التي شنت على شعب الجنوب، وكيف أصبح اليوم يعيش أوضاع البطالـة في أرصفة وشوارع العاصمة عدن، بعد رحلة امتدت لأكثر من ثلاثـة عقود من العمل الإعلامي قضاها برفقة زعماء دولة الجنوب، كما يصف مشاعره حيال الصورة التاريخية التي قام بالتقاطها في العاصمة عدن خلال مرحلة تدشين إعلان دولة الوحدة ورفع العلم فيها، وهي الصورة التي أقدم نظام صنعاء على طمس معالمها وحذف تفاصيلها، وإلغاء شراكة شعب الجنوب في تحقيق الوحدة اليمنية.


شبكة الطيف - القضية : جهاد جميل محسن

موقوف عن العمل بدون مبرر

يواصل «العبدلـي» حديثه قائلاً: «في 28/12/ 1995م عـدت إلى صنعاء، بعد عام ونيف قضيته في كل من دولة الأمارات وجمهورية مصر، بعد أن لجأت إليهما في أعقاب اجتياح قوات نظام صنعاء للأراضي الجنوبية، وصعقت حين عـدت ووجدت نفسي مفصولاً عن الخدمة دون مبررات قانونية، وقدمت التماساً إلى مدير مكتب الرئاسة في صنعاء، لإعادتي إلى وظيفتي السابقة، وبعد عناء وطول متابعة أعادوني إلى العمل، ولكنهم قاموا بتنزيل ترقيتي من رئيس فنيين في مكتب رئاسة الجمهورية، إلى مساعد كاتـب!!، وكانت عودتي للعمل تحمل الطابع الشكلي دون تمكيني من ممارسة أي مهام إدارية حقيقية.، وبعد مرور عدة أشهر، صدر وبطريقة سرية قرار نقل كامل أفراد الطاقم الإعلامي الخاص بالبيض وأنا كنت واحداً منهم، من مكتب الرئاسة إلى وزارة الإعلام، وهي إجراءات تم اتخاذها (سكاتي) دون أن يتم إشعارنا بها، وشملتني إلى جانب أربعة إعلاميين أخرين عملوا مع الطاقم الإعلامي للرئيس (البيض) هم الزملاء (لبيب عبدالرحمن العبسي وعبدالسلام محمد سيف وعاطف عمر سالم، وناشر سيف) غير أن (عبدالرحمن الأكوع) الذي كان يشغل حينها منصب وزير الإعلام، وبناءاً على نصيحة أحد المسؤولين الجنوبيين، طلب بإعادة ملفاتنا للرئاسة مجدداً ورفض قبول قرار مكتب الرئاسة، وبعد مضي عام عمد مكتب الرئاسة، إلى رفع أسماءنا إلى وزارة (الخدمة المدنية) تحت مصطلح (عمالة فائضة) ليتم نقلنا إلى (صندوق العمالة الفائضة) لكن مدير الصندوق بعث بمذكرة إلى مدير مكتب الرئاسة، أخبره فيها، بأن الصندوق لا يستوعب العمالة الفائضة الوافدة من المؤسسات السيادية، باعتبارنا موظفين في مكتب الرئاسة، وأوضح مدير الصندوق في مذكرته أيضاً، أن الصندوق أنشئ لأجل استيعاب عمال وموظفي المصانع والمؤسسات التي جرى خصخصتها في الجنوب، وللأسف كان مكتب الرئاسة في صنعاء، يريد إقصاء طاقم (البيض) الإعلامي من العمل ويحاول إيجاد أكثر من فرصة ووسيلة للتخلص منا، وعندما أصدر الرئيس (صالح) اللائحة الداخلية رقم (20) لسنة 2003م، الخاصة بموظفي مكتب رئاسة الجمهورية وفروعه في المحافظات، التي نصت على امتيازات عديدة منها زيادة في الأجور بنسبة 200% مع علاوة بدلات وتطبيب للموظف وأسرته سواء كان بالداخل أو الخارج، وعندما تم تطبيق اللائحة على جميع موظفي الرئاسة، استثني منها طاقم (البيض) الإعلامي بالكامل، وذلك بسبب التمييز المناطقي والجهوي، واستهداف السكرتارية الخاصة للبيض.

من دار الرئاسة في صنعاء

وعندما تم استثنائنا من اللائحة، تقدمنا بتظلم إلى مدير مكتب الرئاسة، وبعد أشهر من المماطلة والتسويف، رفعوا بمذكرة إلى «وزارة الخدمة» بتاريخ 16/5/2004م طلبوا فيها فتوى حيالنا، وفي المذكرة أكدوا بأننا «عمالة فائضة» لكن وزارة الخدمة وبعد مرور أربعة أشهر، وتحديداً في 11سبتمبر، ردت بفتوى قانونية واضحة نصت على أحقيتنا باللائحة، وطالبت بمنحنا كافة مستحقاتنا أسوة بجميع موظفي الرئاسة، باعتبارها حقوق مكتسبة، غير أن مكتب الرئاسة أظهر موقفاً رافضاً بعد التعامل مع هذه الفتوى التي جاءت بناء على طلبهم، وبعد مماطلة جديدة لأكثر من شهرين تم إحالة فتوى الخدمة المدنية إلى الدائرة القانونية بمكتب الرئاسة، وأشارت الدائرة في ردها بأن فتوى «الخدمة المدنية» ملزمة ويجب تنفيذها، وهو الأمر الذي تجاهله القائمين في المكتب.
ولجأنا إلى وسائل الإعلام والصحافة المحلية، وتناولنا خلالها مشكلتنا مع مكتب الرئاسة في صنعاء، وناشدنا «رئيس الجمهورية» بالإفراج عن مستحقاتنا، وعلى ضوء ما نشرته الصحف تفاعل مع قضيتنا عـدد من المحاميين المتطوعين، منهم المحامي «جمال الجعبي» الذي نشر في صحيفة «الأيام» في عددها الصادر (4336) لعام 2004م، وقال فيه أنه بصدد إجراء مشاورات مع عدد من المحاميين لتشكيل فريق قانوني يقوم بمهمة الدراسة والبحث عن وسائل لتحريك قضية مطالبنا الحقوقية، وبعد يومين من تصريح المحامي «جمال الجعبي» قام مكتب الرئاسة في صنعاء باستدعائي شخصياً، في وقت متأخر من مساء يوم 25/11/2004م، وطلبوا مني كتابة نفي وتكذيب حول ما نشرته صحيفة «الأيام» من خبر تفاعل المحاميين معنا، واشترطوا حال نشر التكذيب في الصحيفة، بأنهم سوف يقومون بإصدار أمر بإطلاق مستحقاتنا، لكنني رفضت هـذا الاشتراط وقلت لهم، لن أقوم بتكذيب الخبر، إلا بعد صدور الأمر وتسليمنا كل مستحقاتنا.

إلى أرصفة البطالة في عدن

وعندما رفضت كتابة التكذيب، هددوني بالسجن ثم تراجعوا عن تنفيذ ذلك، وسمحوا لي بالعودة إلى المنزل، والحضور صباح اليوم التالي إلى مدير مكتب الرئاسة «علي الأنسي»، وفي اليوم التالي قابلت مدير مكتب الرئاسة، وبلهجة استعلائية وجدته يأمرني بأن أقوم بالنفي، وأنا تمسكت بموقفي بأن يوجه توجيهات صريحة للإفراج عن مستحقاتنا وبأثر رجعي، ووعدته بأنني سألبي طلبه بالنفي حالما يصدر توجيهاته بمنحنا استحقاقنا، لكنه تجاهلني، وغادرت مكتبه وأنا في طريق خروجي شاهدت وزير «الخدمة المدنية» الأخ «حمود الصوفي» وهو يلج مكتب «الأنسـي»، وعلمت بعدها أن زيارة الصوفي لمكتب رئاسة الجمهورية، جاءت بناءاً على استدعاء تلقاه من الرئاسة، على خلفية الفتوى التي أصدرتها «الخدمة المدنية»، وطلبوا من «الصوفي» إلغاء تلك الفتوى، وإصدار فتوى أخرى بنقلنا قسرياً إلى وزار الإعلام، وبالفعل قامت وزارة الخدمة بإصدار الفتوى بقرار من مكتب الرئاسة، وكانت الفتوى التي صدرت بحقنا، أسرع فتوى تصدرها وزارة الخدمة في تاريخها، وفي غضون 72 ساعة فقـط!!، وبصورة خالفت قانون «الخدمة المدنية» في مادته رقم (62)، التي توفر شروط نقل الموظفين.
وبعد نقلنا إدارياً ومالياً وبطريقة قسرية إلى وزارة الإعلام، أفادونا الإخوة في الوزارة بأننا مجرد ضيوف عندهم وبأن لا توجد لديهم وظائف يمكنوننا خلالها من العمل بها، وقضينا قرابة أربعة سنوات في وزارة الإعلام، حتى تم إحالة ملفاتنا عام 2008م إلى التقاعد، ولولا الحراك الجنوبي الذي استطاع إظهار حجم الانتهاكات والتعسفات التي طالت الجنوبيين، واستطاع من خلال دوره السلمي في إيصال رسالته إلى كل الدوائر في صنعاء، عمدت الوزارة إلى تجميد ملفات من لم يستوفوا شروط عدم إتمام الخدمة.
وأود أن أنوه للقارئ الكريم، أنه ومنذ أن تم طردنا قسريا من مكتب الرئاسة في نوفمبر 2004م، قمنا برفع دعوى قضائية ضد مكتب رئاسة الجمهورية، وبعد معاناة طويلة وإرجاء الجلسات لشهور وسنوات، تم صدور حكم ابتدائي في عام 2008م، وقضى «بإلزام رئاسة الجمهورية بمنحنا للائحة باعتبارها صدرت ونفذت قبل عام من طردنا القسري، باعتبارها حق مكتسب» ولكن القرار أجحف في حقنا والخاص بإعادتنا للعمل في مكتب الرئاسة، وبهذا القرار أراد القاضي من تثبيت حقوقنا المادية فقط، بعد الضغوط التي مورست عليه من قبل خمسة محاميين وكلتهم رئاسة الجمهورية ضدنا، وعلى رأسهم المحامي «أحمد الأبيض».
وبرغم قرار المحكمة الذي انتقص من حقوقنا الكاملة، إلا أن مكتب الرئاسة لم يعجبه القرار وقام باستئناف الحكم، وأدخلنا في مرحلة تقاضي جديدة استمرت لمدة عامين وانتهت في 17/5/2010م، وأيد قرار الاستئناف قرار الحكم الابتدائي، مع تجاهل حق عودتنا للعمل في مكتب الرئاسة، ومع هذا تجاهل مكتب الرئاسة من تنفيذ القرار مجدداً.
ولم أكن أتوقع أن تتم مسألة فصل واستبعاد كل أفراد طاقم «البيض» الذين جرى نقلهم من رئاسة الجنوب إلى مكتب رئاسة صنعاء، عقب تحقيق الوحدة بهذه الطريقة الاستعلائية المتعمدة، والتي أظهرت حقيقة النوايا المبطنة والإجراءات التعسفية التي نفذها نظام صنعاء بحق كل الجنوبيين بعد حرب 1994م، على أسس عرقية ومناطقية، وبنفس النهج الإقصائي المستبد الذي تعمد بواسطته نظام صنعاء على تصفية ما تبقى من الكوادر الجنوبية بعد أن نجح في اجتياح الجنوب والسيطرة على كل مؤسساته ومقوماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

الصورة التي محاها نظام صنعاء

وحول الصورة التلفزيونية التي التقطها «فضل العبدلـي» في صباح يـوم 22 مايو 1990م، وهي صورة راية دولة الوحدة ترتفع من قبل الزعيمين «علي سالم البيض» و «علي عبدالله صالح» في العاصمة عدن، وأقدم نظام صنعاء بعد حرب 1994م إلى حذف صورة «البيض» منها.
يصف «العبدلي» مشاعره باعتباره صاحب أول عدسة تلفزيونية رصدت تفاصيل هذه الصورة التاريخية ونقلتها إلى كل أصقاع العالم عبر شاشة تلفزيون عدن، يقول.. لقد تألمت كثيراً حين تم اجتزاء هذه الصورة وحذف منها صورة «البيض»، وهذه الصورة هي جزء من التاريخ الثابت الذي لا ينبغي أن يشوه أو تطمس معالمه بسبب مناكفات سياسية، أو بطريقة تنسجم وتتوافق مع عقلية وقناعات الطرف المنتصر، ولا أجد تفسيراً وراء تعمد نظام صنعاء إلى بتر جزء مهم من تاريخ وطني هو ملكاً للأجيال، وحذف صورة الزعيم الجنوبي «علي سالم البيض» الذي أبرم باسم شعب الجنوب اتفاقية الوحدة، بمثابة اغتيال وإلغاء واضح لشراكة الجنوبيين في الوحدة، والتفافاً صريحاً على كل الاتفاقيات التي أبرمها معنا سابقاً نظام «الجمهورية العربية اليمنية»، ودشن من خلالها مرحلة جديدة من الهيمنة والاستبداد والإقصاء والتهميش لكل أبناء دولة الجنوب، بعد أن شن حربه الغاشمة على الجنوب، ذبح خلالها مقومات دولة الوحدة والشراكة السلمية، وأصبح يتعامل مع شعب الجنوب من منطلق الغطرسة والقوة، ساعياً إلى إلغاء هويته وتجريد كل جنوبي من تاريخه وثقافته وأخلاقياته، عبر شراء واستغلال بعض ضعفاء النفوس من الجنوبيين الذين تم إفسادهم بالمال والمغريات والمناصب الشكلية، بغية وأد وتدمير هوية وثقافة شعب الجنوب، والإساءة إلى تاريخه الحضاري الناصع، ورصيده النضالي الرفيع».

توضيح.. لبعض الردود

وفي الختام أود الإشارة، أنه وبعد نشر الثلاثة الأجزاء السابقة من هذا الحوار المفتوح مع صحيفتكم الغراء «القضية»، تطرقت خلالها عن جزء يسير من حقائق وأحداث ما زلت أتذكرها، وصلتني العديد من الردود والاتصالات من قراء وأصدقاء سياسيين، أبدوا تعليقاتهم وأرائهم حول كل ما ذكرته، وطالبوني بإيضاح المزيد عن بعض ما أعرفه، لدرجة أن أحد القراء اتصل بي وقال.. «باعتبارك كنت إعلامياً مرافقاً للبيض، أكيد كنت حينها، بتعرف عنه الكثير من الخفايا والأسرار، سواء كتلك التي تخدمه أو تخدم الجنوبيين أنفسهم»، ومن بين الاتصالات التي تلقيتها، كان مصدرها شخص مجهول، رفض تعريفي بهويته، قال لي «أنت فضل العبدلي.. فرديت نعم، أجابني مباشرة (البيض) رجل فاسد، وبدأ يكيل له بعض التهم والسباب بطريقة لا تمت للأخلاق بصلة، سألته وهل لك معه مشكلة شخصية، أجاب بكل قسوة نحن نبرأ بأنفسنا بالحديث معه أو الرد عليه».
عموماً معظم الاتصالات والردود التي تلقيتها كانت مجملها طيبة ومشجعة، وأود أن أذكر شيئاً مهماً يجهله الكثير من القراء، بأنه أولاً لا تربطني بـ «البيض» علاقة خاصة أو مصلحة، ولكن هناك ثمة موقف مسئول رأيته يبذر منه، عندما كنت معه قبل اندلاع حرب 1994م، حظر أحد الموطنين يشكوا من تصرفات أحد أولاد «البيض» معه، وكانت ردة فعل «البيض» غاضبة جداً، أصدر فيها أوامره لحراسه بإحضار «نجله» وحبسه في السجن الخاص بالحرس، غير أن قائد الحرس لم ينفذ قرار البيض، وحاول أن يعالج الموضوع فردياً وبطريقة ودية، وعندما علم «البيض» بتصرف قائد حرسه أمر بإقالته، وهذا يؤكد أن الجنوبيين قد اعتادوا العيش وفق سيادة دولة المساواة والإنصاف، واحترام القانون والنظام، الذي لم يكن فيه أحد يتطاول على الآخر مهما كان المنصب الذي يتولاه، أو بساطة المكانة الاجتماعية التي يعيشها.

* نقلا عن صحيفة القضية

الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

المصور المرافق للبيض في الحلقة الثالثة من تفاصيل الصورة التي رمته الى رصيف البطالة

المصور المرافق للبيض في الحلقة الثالثة من تفاصيل الصورة التي رمته الى رصيف البطالة


شبكة الطيف - جهاد جميل حسن
تحدث "العبدلي" في حلقة العدد الماضي، كيف تعامل الرئيس "علي سالم البيض" مع معطيات الأزمة السياسية، ومواقف "علي عبدالله صالح" المتصلبة إزائها، ورفضه لكل المخارج والحلول التي كان من شأنها انفراج الأزمة وحلها،



وعن بداية اندلاع شرارة الحرب التي خطط لها نظام صنعاء وسعى إلـى تفجيرها، بعد قيام لواء "العمالقة" التابع له بالانتشار فـي محافظة "أبين" والاعتداء على إحدى الوحدات العسكرية الجنوبية، وذلك عقب توقيع الطرفين على اتفاقيـة "العهد والاتفاق" في العاصمة الأردنية، وكيف بذلا الشيخين "سنان أبو لحوم" و "مجاهد أبو شوارب" جهوداً مخلصة في احتواء التصعيد العسكري على الجنوب من قبل نظام صنعاء.

وفي هذه الحلقة يوضح "العبدلي" كيف واجه الجنوبيون آلة الحرب المدمرة، التي شنها وفرضها عليهم نظام صنعـاء، وكيف تعاطف الأشقـاء الخليجيون مع "الجنوبيين" الذين لاجئو إليهـم، بعد اجتياح قوات صنعاء حدود الأراضي الجنوبية، أثناء الحرب المشئومة عام 1994م.

اغتيال مشروع الوحدة السلمية

يقـول "العبدلي".. عقـب توقيـع اتفاقيـة "العهـد والاتفاق" وقيـام لواء "العمالقة" التابع لنظام صنعاء بالانتشار في "أبيـن" والاعتداء على إحدى الوحدات العسكرية الجنوبية، أجرى "البيض" سلسلة لقاءات متواصلة مع كل الأطراف والأحزاب السياسية والشخصيات والوجاهات الاجتماعية، التي حرص من خلالها إلى منع الكارثة وتفادي السقوط في مستنقع الحرب، بعد أن كان نظام "الجمهورية العربية اليمنية" كما يعرفه الجميع، قد رسم المخطط وحسم أمره على تفجيرها، بعد أن استنفذ كل وسائل التحرشات والمضايقات والاغتيالات التي استهدفت الكثير من القيادات والشخصيات والكوادر الجنوبية.

وفي الحقيقة لم يكن الجنوب مستعداً للحرب إطلاقاً، وأتذكر أنه قبيل اندلاع الحرب، التقى "البيض" ببعض القادة العسكريين الجنوبيين، وقال لهم.. تعرفـون مدى استعداد نظام صنعاء لاجتياح الجنوب، لكن أحد القـادة العسكريين قاطعه قائلاً: "كنا نطالبكم من زمان "يا رئيس" بأن تلتفتوا إلينا وتمدونا بالسلاح وتجندوا الرجال، ولكنكم تجاهلتمونا طوال تلكم الفترة"، ورد "البيض" عليه: كُنـا لا نريد أن نترك لـ "علي عبدالله صالح" ذرائع وحجج بأننا دعاة حرب، غير أن أحد الضباط الجنوبيين أكد حينها "للبيض" بأن الجاهـزية القتالية لقواتنا المسلحة الجنوبية لا تزيد عن 40%!!.

عموماً.. عندما حلت الكارثة وأقـدم نظام صنعاء وشركائه من القبائل والموالين له، بشن حربهم الشعواء ضد الجنـوب وأهله، دفع بالرئيس "البيض" التعامل مع هذا التصعيد بسياسة الأمر الواقع الذي فرض عليه لمواجهته، وأتذكر لحظتها، أنه وبعد عشرة أيام من اندلاع المعارك، اجتمع "البيض" بالمكتب السياسي في العاصمة عدن، وأقر توزيع المهام على أعضاء المكتب السياسي لمتابعة ومواجهة تطورات الوضع، والإشراف على المناطق التي كانت تدور بداخلها الحرب، وقـد كلف حينها "البيض" بالإشراف على محافظتي حضرموت وشبوة.

"الحريوة" التي سلموها

وأود التنويه هنا وبكل أمانة وصدق، بأننا كنا نعيش في صنعاء بعـد الوحـدة، وخصوصاً خلال مرحلة الأزمة السياسية في ظروف بالغة الصعوبة، لاسيما في جوانب مهمة للإنسان، حيث لم يتم توفير لنا كجنوبيين أبسط قواعد الحياة الكريمة، وكنا نلتمس بأن نظام صنعاء لا يفهم معنى الوحدة ولا يحرص عليها، بخلاف حرصنا عليها، بل دأب يمارس أساليب مستفزة تحاول النيل من كرامة كل جنوبي، وهي أساليب لا يمكن القبول بها، ناهيكم عن تسكيننا في منازل إيجار، وحين بدأت الأزمة السياسية تتوالى تداعياتها، كان المؤجرون الشماليون يمارسون علينا وسائل الابتزاز والاستفزاز، وبطريقة يمكن تسميتها بالاصطفاف غير المسبوق والممنهج ضد المواطنين الجنوبيين.

وبلغت ذروة تلكم الاستفزازات حين تم التقطع لسيارة أولاد "البيض" في صنعاء، أثناء طريقهم إلى المدرسة الخاصة في مبنى جامعة صنعاء الجديدة، على الرغم من معرفة الأمـن بأن السيارة التي أوقفوها، تتبع نائب رئيس الجمهورية، لكنهم عمدوا إلى إيقافها بالقوة وتمزيق "ورق العاكس" من على زجاجاتها، بحجة أن اللاصق الزجاجي ممنوع تركيبه، وفق قرار رئيس الوزراء المهندس "حيدر أبو بكر العطاس" وهـو القرار الذي كان قد أصدره عقب الوحدة مباشرة، واستثني تطبيقه على سيارات الرئيس ونائبه ورئيس الوزراء، ووزيرا الدفاع والداخلية، لكن كان الهدف من ذلك السلوك هو استفزاز "البيض" وكل جنوبي حر، وهي رسالة واضحة أرادت عناصر الأمن المركزي إيصالها "للبيض" عبر أطفاله، وبمثابة سلوك عدواني لا يخدم الوحدة، بقـدر ما تهدف دلالاته إلى تعكير صفو الأمن والاستقرار لدى الجنوبيين في الشمال.

وأتذكر أيضاً أن هناك حواراً دار بين أحد الأصدقاء مع أحد الشماليين في صنعاء، وتحدث ذلك الصديق معاتباً موقف الشمالي المؤيد لشن حرب ضروس ضد القيادة الجنوبية، فكان جواب الشمالي صاعقاً، حين رد "وصلتم الحريـوة وتريدون تنشطرون" والمقصود بــ "الحريوة" أي العروسة، أي بمعنى إننا قمنا بتسليم الجنوب كعروسة، ونريد فصلها الآن، فرديت عليه: "وهل مطالبنا بقيام دولة نظام وقانون ومواطنة متساوية، وغيرها من المطالب التي تخدم الوطن والمواطن، وتسمح للجميع أن ينعموا تحت ظلها بخير وأمان، تعتبر خطاءً"، وكان جوابه مستهزئاً على كلامي: "أنت من يافـع وقبيلي وإيش عـاد طرحت للقبيلة ورجالها"، للأسف أقـول، كانت هذه نماذج من العقليات القاصرة في الشمال، حيال دولة الجنوب بعد أن تحققت الوحدة.

مواقف الأشقاء الخليجيين حيال الجنوبيين

بعد 70 يوماً مـن عمر الحرب التي أفضت تداعياتها المشئومة إلى اجتياح الجنوب برمته، من قبل الجيش الشمالي وحلفائه من القبائل، غادرنا إلى الشقيقة "سلطنة عمان" واستقبلنا الأشقاء هناك بكل حفاوة وتقدير ومحبة، ومكثنا في ضيافتهم نحو أكثر من شهر، قبل أن نغادر إلى الشقيقة "الإمارات العربية المتحدة" التي استقبلت عـدداً كبيراً من الجنوبيين وأسكنتهم في مجمع "بني يأس" وهو مجمع شيدته الإمارات للأشقاء الكويتيين الذين طردهم وشردهم من أرضهم نظام "صدام حسين" حين أقـدم بفعلته الشنعاء عام 1990م، على احتلال أراضي دولة الكويت خلال حرب الخليج الثانية، "وما أشبه الليلة بالبارحة" حين سلك نظام صنعاء ذات المسلك بلجوئه إلى حسم الأمور بالقوة وبنفس الطريقة العنيفة التي مارسها النظام العراقي حيال شعب الكويت، وأعتقد بأن الجنوبيين حين يطردون من أرضهم قسراً، سوف يتلاشون وينتهون كالهنود الأحمر، لكنه دون أن يعلم صدق المقولة التي تقول "ما يضيع حق وبعده مطالب".

وحين غادرنا إلى دولة الإمارات الشقيقة، استقبلنا الأشقاء أيضاً بكل حفاوة وترحاب، وهو موقف يجعلنا الآن نسجل كل شكرنا وتقديرنا لهم، لأنهم لم يبخلوا معنا طيلة فترة ضيافتنا عندهم، ووفروا لنا السكن والغذاء وبعض الخدمات والمتطلبات الأخرى، بالإضافة إلى تضامنهم مع قضيتنا، وتعاطفهم مع حقنا المسلوب.

انقطاع اتصالاتنا مع "البيض"

منذ مغادرتنا ولجوؤنا في أول مرة إلى "سلطنة عمان" وبعدها إلى دولة "الإمارات" انقطعت اتصالاتنا بالرئيس "علي سالم البيض" ولم يعد هو يتواصل معنا، ربما لأنه شعر بالإحباط واليأس، وشعر بأن معظم الذين كانوا يدقون له صدورهم قد خذلوه، لهذا كنا أنا وزملائي في بلاد المهجر نلتمس له العذر، ولكن الشيء الذي كان يحز في نفوسنا، بأننا قمنا بإجراء عدة اتصالات مع قيادات جنوبية أخرى، شرحنا لهم بعض الصعوبات التي بدأنا نواجهها، ومن إشكالية عدم اعتمادنا من ضمن كشوفات الذين كانوا يتحصلون على مساعدات مادية تعينهم على مواجهة متطلبات الغربة ومتاعبها، ناهيك عـن ظروفنا الخاصة في الخارج ومسؤوليتنا تجاه أسرنا بالداخل، والتي جعلت البعض منا يعود مضطراً تحت ضغط الظروف المادية الصعبة التي كنا نعيشها بالخارج، وبسببها جعلت معظمنا يعيش "عالة" على المغتربين من أهلنا هناك.

وعندما قدم لنا الأشقاء في دولة "الإمارات" مبلغ مالية، غادرنا إلى "القاهرة" وتمكنا من التواصل مع قيادات جنوبية بارزة، وقلنا لهم بأننا لم نستلم المساعدات المقررة لنا، كبقية "المشردين" اللاجئين من أبناء الجنوب في بعض دول الأشقاء، وتحصلنا على وعد منهم بأنه سيتم النظر في أوضاعنا، ولكن للأسف شارف عام 1995م على الانتهاء، ولم يتم اعتمادنا ضمن قوائم اللاجئين، ولا نعلم إن كان هناك شخص غيرنا كان يستلمها بدلاً عنا، مع أن هـذا الأمر جائز، ولكننا لا نستطيع أن نتهم أحـداً، وستظل حقوقنا أمانة في أعناقهم، لأننا تحملنا على كواهلنا الكثير من الديون لبعض من تعاطفوا معنا وأحسنوا إلينا خلال فترة غربتنا بالخارج.

استعادة "الجنوب" هدفنا الوحيد

وللأسف.. وأقولها بكل حزن ومرارة، لقد عشنا في بعد الوحدة في ضنك العيش والفقر، ونحن كنا نتعشم منها الخير للجميع، وحين غادرنا صنعاء كنا غارقين بالديون بعد طردنا من أعمالنا، بخلاف القادمون إلى عدن، الذين نهبوا كل شيء، وباتوا يعيشون اليوم في ثراء فاحش، وأصبح ما يمكن وصفهم بالمحتلين والغزاة الذي شنوا الحرب على الجنوب، ودمروا الوحدة السلمية الحقيقية وقضوا عليها في المهد قبل أن ترى النور، واستولوا على مساكن وملكوها لأنفسهم بعد الوحدة والحرب، وأصبحوا بفضل سياسة النهب والفيد التي انتهجوها حيال ثروات وممتلكات الجنوب، بعـد حرب 1994م من الأثرياء والسلاطين، ولم يكتفوا بذلك بل أذاقوا أخواننا في الجنوب مرارة الذل والمهانة، وشردوا من شردوا، وبقى تحت رحمتهم من بقى، ومارسوا وسائل الإقصاء والطرد القسري بحق الآلاف من الجنوبيين الذين استبعدوهم من وظائفهم، وجرعوهم حجم القهر والذل والغبن، بل وتمادوا في القضاء على كل ما كان يحلم به الجنوبيون من تحقيق مشروع دولة حديثة تلحق بركب الدول المتحضرة التي تضع في نصب اهتماماتها التنمية والتعليم والصحة والمستقبل والعدالة والحرية والمواطنة المتساوية.

لهذا فإنني أنظر بأنه من حق الجنوبيين اليوم بأن يناضلوا ويتمسكوا بخيارهم على استعادة وطنهم المسلوب "الجنوب" ذلكم الحلم الذي سيبقى حياً في نظر كل جنوبي حر، بعد أن كانت الوحدة أمامه بالأمس حلمه الكبير، وحولها نظام صنعاء إلى كابوس دمر وشوه فيها كل المعاني الجميلة، وقتلها في نظرنا تماماً، ولم يترك أمامنا خياراً آخراً سوى الحصول على أرضنا ودولتنا، بنفس الطريقة السلمية التي دخلنا بها الوحدة قبل أن يغدر بنا.
البقية العدد القادم....

الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

من مسيرات للحراك الجنوبي



---------- Forwarded message ----------
From: صالح محمود الذنبه
Date: Wed, 14 Sep 2011 22:18:19 +0300
Subject:
To: "deradm14.THAR-REDFAN"

--
*(ابوسهيل2011*)
من مسيرات للحراك الجنوبي
من مسيرات للحراك الجنوبي

التغيير– خاص - كتب : أديب السيد :

ما هي العلاقة بين الحراك الجنوبي السلمي والثورة التغييرية السلمية ؟
وهل يرضي اسقاط النظام جميع الجنوبيين ؟ .. إن واقعنا المتسم اليوم بحماس
ثوري منقطع النظير تتجذر فيه روح الولاء والمسؤولية الفردية تجاه الوطن،
لهو واقع قادر على تعدي كل المطبات والعثرات التي من شأنها ان تعيق مسيرة
التقدم والتطور التي بدأت بالتحرك نحو اقتلاع وبتر النظام المتجمد الذي
جثم على انفاس الحرية والتطور ردحا من الزمن بقيادة الاشخاص المترهله
افكارهم والمهزوزة ثقتهم بتحمل مسؤولية وطنية تأريخية بحجم التقدم
والتطور وبناء الانسان والركيزة الاولى التي تعتمد عليها الاوطان اعتماد
اساسي في صنع التحول والازدهار والتوجه نحو تحقيق ومجاراة العصر الحديث
الذي انقطعت دونه الازمان في تحقيق ما وصل اليه العلم .

ان الثورة الشبابية التغييرية اليوم كفيلة بان تزيل التفرد بالقرار او
السطو على نتائج ومخرجات الثورة مثلما حصل مع الثورات اليمنية او العربية
السابقة ، وكل جهه او حزب يفكر بالسطو على مخرجات الثورة سيتفاجئ بصدام
قوي وواقع متغير ومتحرر من الارتباطات التي قد تعيق مواجهته لتلك الجهات
او الاحزاب .

فما يحدث اليوم من اختراق وتمترس خلف الثورة والذي بدأت بوادره تظهر جليا
من قبل جهات تظن أنها الوريث الشرعي لنظام الحكم البائد غير مستوعبة ما
حدث ويحدث من تحول تاريخي عميق في الفكرة والشكل والمضمون ، فثوار اليوم
ليسوا فئة معينة تستطيع أن تزيف وعيها او أن تتغلب عليها بالقوة مثلما
كان يحدث سابقا ،فثوار اليوم هو الشعب باكملة هي الفئات باكملها هي
الاحزاب والتنظيمات والمكونات والنقابات والحركات والتشكيلات والقبائل
والفئات العمرية وكل انسان شارك بطريقة او باخرى في صنع الثورة ،ولن يحق
لاحد او جهه أن تصادر حق الاخرين في متابعة تحقيق نتائج الثورة على اكمل
وجه وبكل الاهداف العظمى التي حملتها الثورة .

فالتدخلات التي برزت من وسط الزحام الثوري العبقي التحرري التقدمي الشعبي
السلمي لتحويل مسار الثورة هي تدخلات عقيمة ولدت لتقديم خدمة مباشرة أو
غير مباشرة للنظام الصنمي الجاثم على صدورنا وصدور اولئك المتدخلين لحرف
المسار الثوري المنجذب بتلقائية ولا تلقائية نحو النصر والتحرر وصنع
التحول التاريخي الكفيل باعادة كتابة التاريخ وهيكلة الوضع العام للشعب
الكريم .

و علي هنا ان اذكر الجميع بتقديم الفرق الجلي والايجابي بين الثورات
السلمية والثورات المسلحة التي حدثت سابقا ، فالثورات السلمية اليوم لا
تتفضل بصنعها جهه معينه بل يشارك جميع الناس فيها حتى اولئك الذين لم
يشاركوا في الساحات والمكتفين بالتضامن النفسي والعاطفي مع اخوانهم
الثوار السلميين ، وهذا فرق جوهري يجعل من الثورة للجميع وبصنع الجميع
بخلاف الثورات القديمة التي قامت بها جهات او فئات محدوده الافراد والتي
كان ينظر اليها الناس انها الجهة الوحيدة القادرة على صنع الثورات
المسلحة مما يجعل تلك الفئات المحدودة تتحكم بمصير الشعوب وما ان تنجح
ثورتهم المسلحة ضد نظام حكم معين حتى تسيطر على مفاصل الدولة وتعيد انتاج
نفس العمل والاداء المكرر الذي كان من قبل ،مما يكرر الظلم والاظطهاد
وزيادة معاناة الشعوب فتفشل الثورة بتحقيق اهدافها التي لايمكن ان نطلق
على الثورة ثورة الا بعد ان تحقق نتائج سامية وعادلة .

علاقة الحراك الجنوبي بثورة إسقاط النظام

بقدر ما حظي الحراك الجنوبي بقبول شعبي جنوبي واسع في عموم قرى ونواحي
الجنوب منذ انطلاقه رسميا عام 2007م لا يزال اليوم كثير من الجنوبيين
يعلقون امالا عريضة على الحراك الجنوبي رغم ما يقال من خلافات في وسط
تياراته ،وهذا يدل على تمسك الجنوبيين بمطالب الحراك الجنوبي المتدرجة
بحسب تياراته (دعاة الفيدرالية الاتحادية من شطرين ودعاة فك الارتباط )
حتى تحت ظل الثورة السلمية الشبابية التغييرية العارمة التي تجتاح ربوع
اليمن اليوم ومحددة مطالبها بانهاء حكم الرئيس ونظام حكمه والذي كان سبب
رئيسي في انتاج ازمة جنوبية واجبار الجنوبيين على رفع مطالبهم الى حدود (
فك الارتباط اوالمطالبة بالجنوب العربي ) وهم الذين ظلوا خلال عقدين من
الزمن صامتين ومنتظرين امل الكف عن العبث الفرعوني والفساد الشاوسيسكي
الكبير بارض وثروات ومقدرات الجنوب الذي كان الى وقت قريب دولة ذات قيمة
ونظام وقانون صارم يسمى ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) .

واليوم نجد الحراك الجنوبي يقف موقف مسؤول وبرغم كل ما حدث من حرب
شعواء من كل الفئات والجهات ضده الا ان هناك موقف جلي من الحراك
الجنوبي بانخراطه في ثورة (اسقاط النظام ) الذي مكث يحارب ويقتل ويعتقل
انصار الحراك الجنوبي على مدى الاربعة اعوام الماضية بمساندة قوى كثيرة
وبدعم جهات اخرى منها بعض احزاب المشترك المعارضة .

للحراك الجنوبي علاقة وطيدة بما يحدث اليوم من ثورة تغييرية جبارة في
صنعاء وتعز ومحافظات الشمال اليمني الاخرى وكذلك محافظات الجنوب وعلاقة
الحراك فكما انها سلمية بدأها الحراك السلمي الجنوبي فهي علاقة وثيقة
كشفت عنها مصادر خاصة في تواصلات ولقاءات عديدة عقدتها قيادات جنوبية
من خارج الحراك الجنوبي وقيادات من داخل الحراك الجنوبي مع قيادات
الثورة الشبابية وقيادات ومشائخ شماليون .

الحراك يدعو إلى هبة جنوبية للمطالبة بفك الارتباط ونصرة المعتقلين الجنوبيين

لقد وزع مجلس الحراك السلمي الجنوبي بيانا يوم الاحد11/9/2011 الماضي
يدعو كل الجنوبيين إلى الخروج في مسيرات مستمرة تنتهي بيوم الاسير
الجنوبي يوم الخميس القادم للمطالبة بالافراج عن المعتقلين الجنوبيين في
سجون السلطة وعلى رأسهم المناضل الجسور حسن احمد باعوم ، وهذه الدعوة
موجههة لكل فئات الحراك الجنوبي ومكوناته الشبابية والتنظيمية في كل
انحاء الجنوب .

فهل ياترى يعيد الحراك الجنوبي زخمة إلى الساحة الجنوبية للمطالبة والضغط
على القوى السياسية في الشمال بقبول احدى الحلين المطروحين لانهاء القضية
الجنوبية والذي اولها (فيدرالية اتحادية من شطرين شمالي وجنوبي ) يليه
الحل الاخر (فك الارتباط الذي يقف على راسه الرئيس الجنوبي السابق علي
سالم البيض) .

لعل الملاحظ من خلال ذلك أن الحراك الجنوبي يسعى الان لانتزاع قرار
تاريخي من القوى الشمالية وخاصة بعد انسحاب قيادات جنوبية مهمه من المجلس
الوطني الذي شكلته المعارضة لقيادة الثورة . وكان الحراك الجنوبي قد بداء
تحركات كبيرة في مناطق جنوبية خلال الفترة الماضية لاعادة هيكلة تنظيمات
الحركة الشبابية والطلابية في عدد من محافظات الجنوب حيث خرج في امسيات
رمضانية ومسيرات كبيرة في محافظة عدن خلال شهر رمضان .

وقد اخرج الحراك الجنوبي اليوم الاثنين مسيرات كبيرة في عدد من مديريات
عدن والضالع وشبوة فهل يستمر الحراك الجنوبي بالدفع نحو مطالبة بقوة ام
يخضع لرغبات حلول سياسية قد تنتجها قيادات سياسية في صنعاء ومعارضة
الخارج وخاصة تيار الفيدرالية كما يقال .

أين كان الحراك الجنوبي خلال فترة قيام الثورة ؟

لقد آثر الحراك الجنوبي السلمي الصمت خلال فترة قيام ثورة الشباب
التغييرية وبإيعاز من قيادات الحراك في الداخل والخارج فمكث الحراك شهرين
لا يرفع علما ولا ينطق شعارا حتى قال الكثيرون أن الحراك الجنوبي ذاب في
الثورة وهو ما روجت له قناة سهيل الفضائية التابعه لحزب الاصلاح وكان
الشعار الاول لدى الجماهير الجنوبية (الشعب يريد اسقاط النظام ) وبذلك ظن
كثير من المتحمسين لاسقاط النظام أن الحراك الجنوبي انتهى غير مدركين أن
القضية الجنوبية السياسية العادلة ستصنع الف حراك جنوبي .

وحين بداء الترويج الاعلامي لقوى حزب الاصلاح ينتهج النيل من الحراك
الجنوبي حتى انه وصل ذلك النيل إلى وصف الحراك الجنوبي بانه يتبع بقايا
نظام الرئيس صالح ونشرت مواقع وصحف عديدة اخبار مراسلين صحفيين تابعين
حزب الاصلاح قولهم (بلاطجة الحراك التابعين للنظام يعترضون مسيرة تطالب
باسقاط النظام في عدن ) وهو الخبر الذي اثار حفيظة كثير من الجنوبيين
الذين بدأت تتضح لديهم ملامح مؤامرة قادمة يقودها حزب الاصلاح مرة اخرى .

مما جعل عدد من قيادات الحراك يعيدون رفع صوتهم إلى الواجهه وبعضهم كان
متشنجا حتى صدرت تصريحات عنهم بان ثورة الشباب لا تعني الجنوب فيما صدرت
تصريحات اخرى لقيادات جنوبية تنتهج النهج العقلان الذي توكد فيه دعم
الحراك الجنوبي للثورة مع تمسكة باهدافة السياسية المتمثلة بفك الارتباط
. قبل أن يتم اصدار مشروع المهندس حيدر العطاس المتمثل في خيار
(الفيدرالية الاتحادية من شطرين جنوبي وشمالي ) والذي لقي ترحابا واسعا
لدى فئة معينة من الحراك الجنوبي على رأسهم اعضاء الحزب الاشتراكي .

اليوم يعيد الحراك الجنوبي دعوته للجنوبيين للخروج في مسيرات تطالب بفك
الارتباط مع اختلاف واضح بين مكوناته المنخرطة في مشروعي فك الارباط
والفيدرالية مستبعدين اي خيار اخر يدعو لما يسمى (دولة وحدة وطنية أو
دولة مدنية ذات مؤسسات وحكم محلي واسع الصلاحيات ) وهي المشاريع التي
يعتبرها الجنوبيين انتهت منذ أن استشهد 700 شهيد في الجنوب وجرح المئات
وتنقل في المعتقلات ما يقارب (50000) خمسين الف جنوبي في ظل صمت من قبل
كل القوى الشمالية والاحزاب السياسية واولها احزاب المعارضة .

للحراك الجنوبي اليوم رأيا مغايرا لما يضنه ثوار الشمال ، وهو الرأي
المطروح منذ أن كان النظام اليمني برئاسة علي صالح قائما وهورأي فك
الارتباط والتحاور تحت هذا المشروع أو انطلاقا من قراري مجلس الأمن
الدولي 931 و 924 واللذان ينصان على " انه لا وحدة بالقوة ".

الايام القادمة حقيقة حبلى بالمفاجئات والتقلبات وسننتظر ما قد تجود به
لنا الايام أو قد تصينا به مع املنا باستقرار الاوضاع وتجنيب كل اليمنيين
اي مكروه سواء في الشمال الو الجنوب الذي تحترق فيه محافظة أبين
وابناءها بنار الصراعات والاحقاد ..اعان الله أبين وابناءها على ما
يمرون به ولنا لقاء في ذلك قريبا



--
*(ابوسهيل2011*)

الاثنين، 5 سبتمبر 2011

القيادي في الحراك العميد السعدي: شماليو (48) مواطنون جنوبيون بإمتياز


SOUTH- FILE

القيادي في الحراك العميد السعدي: شماليو (48) مواطنون جنوبيون بإمتياز

بواسطة: شبكة الطيف
بتاريخ : الجمعة 26-08-2011 03:16 صباحا

شبكة الطيف - حوار/ عبدالرحمن أنيس
قال القيادي البارز في الحراك الجنوبي العميد علي السعدي إن الحراك الجنوبي هو الذي أحيا وأوجد القضية الجنوبية لكنه لايعطي نفسه الحق في الوصاية على شعب الجنوب ، مشيراً إلى أن هذه سمة نضالية تميز بها الحراك الجنوبي عن بقية الحركات التي قامت على مدى التاريخ النضالي لشعب الجنوب واعطى الحراك الجنوبي الحق لشعب الجنوب ان يختار مصيره كما يريد على الرغم من ان الحراك الجنوبي اكبر قاعدة منتشرة على الساحة الجنوبية .


وأشار السعدي في حوار مع صحيفة ( الأمناء ) العدنية إلى أن مسألة التخوين لاتخدم الجنوبيين لكن هناك تباينات بسيطة وليس خلافات وهذه التباينات ظاهرة صحية تؤسس لمستقبل امن للجنوب، مضيفاً : (( اذا كان الحراك الجنوبي كله وشعب الجنوب كله يتبنى حل واحد لقضية الجنوب هذا يخيفنا لان غدا سيصبح هذا الراي هو الراي الوحيد وسنعود لمرحلة الدكتاتورية التي نحاول ان نتخلص منها )) .

ولفت إلى أن التفتيش في الجينات لم يكن يوما هدف او نهج سياسي للحراك الجنوبي على الاطلاق ، قائلاً : (( نحن نعتبر شعب الجنوب هم من كانوا عائشين في الجنوب واصبحوا ضمن النسيج الجنوبي ولم يحدث ابدا ان ادلى الحراك بخطاب رسمي قال فيه شماليون او أي شيء من هذا القبيل ونحن لدينا الكثير من الاخوة في الحراك الجنوبي من كل مكان ولم يسألهم احد من اين انتم طالما هو موجود من قبل عام 90م وفي الجنوب ولد وتربا ونشأ وتعلم وعمل في الجنوب فهو جنوبي )) .

وتحدث السعدي عن ثورة التغيير قائلاً : (( نحن كنا خرجنا مع بعض بداية انطلاق ثورة التغيير في فبراير لكن عندما نتابع البيانات والخطابات التي تلقى في ساحات التغير وعلى قناة سهيل وفي الصحف انهم يقولون خلاص ماعاد في حاجة اسمها قضية الجنوب هذا اثار حفيظتنا لاننا اردنا بسقوط النظام رفع جزء من الظلم المفروض على الشمال ولكن قضيتنا وجدت على لكي تنتصر لا لكي تموت، هذا ما جعلنا نراجع حساباتنا وعرفنا اننا فهمنا ثورة التغيير خطأ اذا هم يحملون نفس العقليه التي حملها صالح ونظامه ولانتمنا ان يكونوا كذلك )) .

وفيما يلي نص الحوار :

س- ماهو تقييمكم لوضع ومستوى الحراك الجنوبي بعد اربع سنوات من الانطلاقة؟
ج- نحن الان في السنة الخامسة منذ انطلاق الحراك الجنوبي وتقييمنا للحراك الجنوبي منذ انطلاقته الى هذا اليوم هو ان الحراك الجنوبي احيا واوجد القضية الجنوبية التي اعتبرها نظام مابعد حرب الاحتلال للجنوب عام 94م والذي يسميه شعبنا الجنوبي نظام (الاحتلال) اعتبر الجنوب قد انتهى ارض وهوية وتاريخ ويعابر هذا النظام الهمجي ان انتصاره العسكري نهاية الطمس للارض والانسان الجنوبي ولم يدرك بان انتصار شعبنا سيكون سياسيا واليوم ونحن في السنه الخامسه من ثورة شعبنا الجنوبي الثانيه التي تصدرها الحراك الشعبي السلمي الجنوبي وقد قدمنا قوافل من الشهداء في سبيل احياء هذه القضية واظهارها حتى اصبحت امر واقع.
واليوم الحراك الجنوبي لايعطي نفسه الحق انه الوصي على شعب الجنوب وهذه سمة نضالية تميز بها الحراك الجنوبي عن بقية الحركات التي قامت على مدى التاريخ النضالي لشعب الجنوب واعطى الحراك الجنوبي الحق لشعب الجنوب ان يختار مصيره كما يريد على الرغم من ان الحراك الجنوبي نستطيع ان نقول اننا اكبر قاعدة منتشرة على الساحة الجنوبية ولكننا لانعطي انفسنا الحق بالوصاية على شعب الجنوب فشعب الجنوب هو صاحب الحق الوحيد في اختيار تقرير مصيره المستقبلي والحراك الجنوبي ثورة شعبيه تظم في داخلها كل الطيف السياسي والاجتماعي والثقافي لشعب الجنوب وهذه الحركه الثوريه الجنوبيه لم تكن بنفس الحركات الثوريه الجنوبيه ابان الاستعمار البريطاني فقد تميزة بسعتها لمختلف الطيف الجنوبي ولن تضع نفسها الوصيه المطلقه على خيار شعبنا في تقرير مصيره وهذه الصفه المميزه لن تمتاز بها أي حركه ثوريه من قبل بل كانت كل تلك الحراك تسعي لفرض اليسطره على السلطه في الجنوب والقاء منافسيها وهذا ماحصل في الجنوب بعد الاستفلال .


س- اذا قارننا زخم الحراك الجنوبي بين عامي 2007م و2011م كيف تقيم الزخم الحالي للحراك في الوقت الراهن ؟
ج- الحراك الجنوبي من 2007 وحتى 2011 كان هو الوحيد الموجود على الساحة الجنوبية وعلى مستوى الوطن العربي لكن اليوم ظهرت قوى سياسية وظهرت حركة تغييرية في الشمال والحراك الجنوبي اليوم يقرأ الاوراق السياسية الموجودة في الساحة، ويريد ان يقف في المكان الذي يجب ان يقف فيه فالحراك قائم وبقوة لاتلين وثبات لايتزحزح ولكننا الان في مرحلة استغلال هذه الفرصه لاعادة ترتيب انفسنا وتقييم الحراك سلبا وايجابا منذ انطلاقته واعادة ترتيب الحراك بشكل منظم افضل مما كان عليه في السابق.
الحراك الجنوبي اليوم لازال قويا بل وتوسع ليشمل شعب الجنوب بشكل عام وليس طيف سياسي محدد على الاطلاق بل هو حركة شعبية تشكل كل الاطياف الجنوبية بكل قواها السياسية والثقافية والاجتماعية فالحراك وجد من اجل قضية وهذه القضية التي اوجدها وجدت لكي تنتصر.

س- وماذا عن الخلافات بين القيادات والمكونات التي تتبنى قضية واحدة هي القضية الجنوبية وصلت حد التخوين في مابينها؟
ج- مسألة التخوين لاتخدم الجنوبيين بشكل عام لكن مسألة التباينات وهي تباينات بسيطة وليس خلافات هذه التباينات ظاهرة صحية تؤسس لمستقبل امن للجنوب، فاذا كان الحراك الجنوبي كله وشعب الجنوب كله يتبنى حل واحد لقضية الجنوب هذا يخيفنا لان غدا سيصبح هذا الراي هو الراي الوحيد وسنعود لمرحلة الدكتاتورية التي نحاول ان نتخلص منها.
اليوم السياسة تغيرت على مستوى العالم بشكل عام وعلينا ان نواكب السياسة الجديدة التي تجري على مستوى العالم والمحيط.
وهذه التباينات اثبتت بجدية ان شعب الجنوب عنده قضية ويجتهد كلا بطريقته للوصول الى حل لهذه القضية التي نحن نناضل من اجلها، هذه التباينات لاخوف منها لانه اذا كان التباينات تحدث داخل الاسرة الواحدة، فمابالك بشعب كامل لابد ان تكون هناك اراء ولكن في الاخير علينا ان نسخر كل هذه الاجتهادات لمصلحة شعب الجنوب لانه صاحب الحق الاول والاخير في تقرير مصيره وستذوب كل التباينات امام ما يختاره شعب الجنوب.


س- كان الشارع الجنوبي مؤخرا مع حدثين هامين الاول تمثل في لقاء القاهرة الذي تبناه الرئيسين ناصر والعطاس وخرج بتبني مشروع الفيدرالية والثاني لقاء بروكسل برئاسة الرئيس علي سالم البيض وتبنى مشروع فك الارتباط في اعتقادك أي المشروعين اقرب الى التحقيق على ارض الواقع في الجنوب؟
ج- كلا المشروعين اجتهاد كلا ينطلق بها من وجهة نظره انها تخدم شعب الجنوب هذين المشروعين جنوبيين وعلينا احترامها بشكل عام ولكن على هذه المشاريع ان تحترم ارادة الشعب.
لقاء بروكسل عبر عن رايه ولقاء القاهرة عبر عن رايه وعلينا احترامهما وعدم الولوج في مسألة التخوين لاي طرف من هؤلاء وعلى كلا المشروعين ان يعتبروا الشعب الجنوبي هوصاحب الحق فيما يريد ان اراد فيدرالية كان بها وان اراد حريته وكرامته وعزته واستعادة دولته وهويته وتاريخه فهو حر فلا احد بعد اليوم وصي على شعب الجنوب على الاطلاق.

س- تكرر في حديثك مفردة شعب الجنوب هل تعتبرون مايطلق عليهم العامة ( شماليو 48 ) والذين كان لهم دور في بناء الجنوب ولكن يعودون الى اصول شمالية..هل تعتبرون هؤلاء مواطنين جنوبيين ام انهم سيعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية؟
ج- عندما نتحدث عن شعب الجنوب فنحن نتحدث عن شعب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية فمن كان في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ومن ابناءها وسكانها فنحن نعتبره جنوبي ولا نسأل هو من اين، فعدن احتضنت كل الاجناس حتى الجنسيات الاخرى كالهنود والصومال والباكستان ولم يسألهم احد انتم من اين فكيف نقولها لابن تعز او صنعاء كل من عاش وتربى داخل عدن والجنوب هو جنوبي.
التفتيش في الجينات لم يكن يوما هدف او نهج سياسي للحراك الجنوبي على الاطلاق نحن نعتبر شعب الجنوب هم من كانوا عائشين في الجنوب واصبحوا ضمن النسيج الجنوبي ولم يحدث ابدا ان ادلى الحراك بخطاب رسمي قال فيه شماليون او أي شيء من هذا القبيل ونحن لدينا الكثير من الاخوة في الحراك الجنوبي من كل مكان ولم يسألهم احد من اين انتم طالما هو موجود من قبل عام 90م وفي الجنوب ولد وتربا ونشأ وتعلم وعمل في الجنوب فهو جنوبي.

س- تبنى الحراك منذ انطلاقته مشروع فك الارتباط واستعادة دولته التي دخلت الوحدة وهي وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ثم ارتفعت اصوات لقيادات في الحراك تطالب باحياء مشروع الجنوب العربي الذي انتهي في 30 نوفمبر 67م..باعتقادكم ما مدى صوابية المناداة باعادة احياء هذا المشروع؟
ج- نحن نتكلم عن دولة دخلت في وحدة سياسيه مع الجمهورية العربية اليمنية وهي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ونحن الان بصدد فك ارتباط من وحدة فشلت وتم الانقلاب عليها عسكرينا من قبل الشريك نظام الجمهوريه العربيه اليمنيه واحتل الجنوب فالوحدة ليست بالمدفع ولا بالدبابة ولا بالطائرة طالما وان الوحدة فشلت فمن حقنا استعادة ارضنا وفيما بعد يحق لشعب الجنوب ان يسمي دولته مايريد اما اليوم فنحن نناضل من اجل استعادة الدولة.
وعندما نقول استعادة الدولة فهذا لايعني استعادة النظام السابق وانما استعادة الارض والهوية والتاريخ اما النظام السابق فهو نظام شمولي وغير صالح .. اما الهوية الجنوبية فهي هوية شعب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ومن عاش في هذه البلد فهو من ابناء الجنوب.
اما التسمية فلايصح ان نملي شروطنا من الان وبعد استعادة الدولة ان اراد بشعب الجنوب عبر برلمان منتخب تغيير تسميته فهذا من حقه وان اراد ابقاء نفس التسميه السابقه فهذا ايضا من حقه العالم يعترف بنا الان كشعب لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وعلينا ان نناضل تحت هذه المظلة وبعد استعادة الدولة لكل حادث حديث.

س- هناك من يقول ان تبني مشروع الجنوب العربي يهدف في الاساس الى فصل حضرموت على اعتبار ان حضرموت لم تدخل ضمن مشروع الجنوب العربي حتى عام 67م..ماتعليقكم؟
ج- نحن الان نناضل من اجل استعادة ارضنا ورحيل هذا الاحتلال الهمجي المتخلف اما فيما يتعلق بالاجابه على السؤال فعند استعادة ارضنا سيكون الجنوب ليس بجنوب الماضي سيكون الجنوب الجديد الاتحادي المستاصل للمركزيه وستكون كل محافظه لها استقلاليتها وميزانيتها المستقله وتمثيلها المنصف في السلطه المركزيه وفي كل المؤسسات السياديه مثل الجيش والمناصب في الحكومه المركزيه والبرلمان واعتقد سقوط المركزيه للسلطه سيحل ما تعرضت له في السؤال حول حضرموت او أي محافظه من محافظات الجنوب نحن نناضل من اجل جنوب جديد ليس جنوب الامس جنوب ديمقراطي تعددي سياسي مكفوله فيه حرية الراي والراي الاحر اتحادي فيدرالي اما المركزية التي اوصلتنا الى هذه المزبلة التي نحن فيها اليوم فليست مطلوبة غدا.

س- كيف تنظرون الى موقف احزاب المشترك من القضية الجنوبية؟
ج- لسنا ضد العمل الحزبي ونعتبر احزاب اللقاء المشترك في المركز تمارس عمل سياسي يدور في اطار الدولة الواحدة ونعتبر انهم يعملون على ترميم مالا يترمم فالوحدة قتلت في عام 94م والاخوة قيادات احزاب المشترك في المركز هم مدركين ان الوحدة انتهت ومنهم من كان مشارك في قتل هذه الوحدة ومنهم من كان يدافع قبل ان تقتل ولكن سبق السيف العدل وقتلت الوحدة وما هو موجود اليوم في الجنوب هو احتلال همجي مع سبق الاصرار والترصد.
اما الاخوة اعضاء الاحزاب في الجنوب فهم جنوبيين ومناصرين لقضية شعبهم بغض النظر عن كونهم تابعين لاحزاب المركز لكنهم في الاخير جنوبيين ونحترم آراءهم وفي المقابل عليهم احترام اراءنا والقول الفصل لشعب الجنوب.

س- هل يعول الحراك على ثورة الشباب لاخذ حقوق الجنوب؟
ج- نحن باركنا ثورة الشباب او بالاصح ثورة التغير في الشمال نحن نناضل خمس سنوات في الجنوب والمشكلة ان الشعب في الشمال كان صامت كنا ولازلنا نخرج بصدور عارية امام الترسانات الهمجية وهم كانوا شبه بانهم مباركين نقتل ونضرب بكل انواع الاسلحه وهم صامتون ولو تحركوا منذ انطلاق الحراك وقبل ان يخسر الحراك خيرة شبابه لكان للموضوع معنى اخر وكنا جعلنا النظام وحدة هو الذي افسد الوحدة وان الشعب شعب طيب لكن اشعرونا بان النظام مع المجتمع في الشمال راضيين عن تحولنا الى فيد وغنيمة داخل اراضينا وهذا اساءنا.
وعندما جاءت ثورة التغيير لم نكن ضدها بل باركناها ونحن نتمنى للاخوة في الشمال ان يرفع الله عنهم الظلم ونعرف انهم مظلومين الان والحمد لله انهم قاموا ولكن نلاحظ ان ثورة التغيير اختلطت فيها الكثير من الاوراق السياسية ولايمثلها طرف معين.
في البداية عندما ظهرت الثورة في الشمال اعلنت احزاب المشترك انهم لن يقودوا وانما سيكونون تابعين لها ولكن فيما بعد تحول الاحزاب الى قيادة والحركة الشبابية تابعة لها وهذا ما جعل الثورة تتأرجح.
حزب الرابطة كان اول حزب دعم ثورة التغيير اما احزاب المشترك بقيت تتأرجح قبل اعلان انضمامها للثورة ثم في الاخير ابدوا استعدادهم للتوقيع على المبادرة الخليجية وهذه المبادرة قتلت الحركة الثورية بشكل كامل وحولت الثورة الى ازمة بين السلطة والمعارضة.

س- باعتقادك لماذا لم تتطرق المبادرة الخليجية الى القضية الجنوبية؟
ج- نحن موجودين على ارضنا كامر واقع لكن هناك علاقات بين النظام ودول الاقليم وان اعترفوا بعض دول الجوار بالقضية الجنوبية سيضطر للاعتراف بحركة التغيير الشبابية في الشمال وهذا اعتقد لايرغبونه.

س- هناك من يقول بان السلطة استغلت الحراك الجنوبي لافشال الثورة في الشمال واستخدمت ورقة الانفصال لاخافة ثوار الشمال من مستقبل مابعد صالح؟
ج- يعني ثوار حركة التغيير في الشمال هل سيأتون بالجديد بعد علي عبدالله صالح ام سيكونون نسخة طبق الاصل فيما يتعلق بقضية الجنوب وسيعتبرون الجنوب غنيمة وفيد وقضية الجنوب لن تخيف ثورة التغيير في الشمال اما ان قالوا انهم يناضلوا لاجل اسقاط نظام صالح دون الاعتراف بقضية الجنوب واعطاء الجنوبيين حق تقرير المصير فاي تغيير قد جرى لن يتغير شيء لقضيتنا الا ان علي عبدالله صالح رحل ودخل علي عبدالله صالح اخر.
نحن نأمل اذا نجحت ثورة التغيير ونتمنا لها النجاح والنصر ان شا الله ان تأني قوى وطنية وتعترف بحق الكل نحن شعب ودولة ولسنا جزء من نظام الجمهورية العربية اليمنية ومن حقنا تقرير مصيرنا بالطريقه التي نريدها فما هو الجديد ان كانوا يعتقدون ان الحراك اجهض ثورة الشباب فعلي صالح كان رافض الاعتراف بقضيتنا وهم ايضا سيرفضون حقنا في تقرير مصيرنا فهذا يعنى ان الخلاف بينهم على السلطة وهم متفقون على ان شعب الجنوب عبارة عن قطيع هم هم الاوصيا عليه وطبعا لن ياتوا بالجديد اذا كانوا بهذه العقليه.
نحن كنا خرجنا مع بعض بداية انطلاق ثورة التغيير في فبراير لكن عندما نتابع البيانات والخطابات التي تلقى في ساحات التغير وعلى قناة سهيل وفي الصحف انهم يقولون خلاص ماعاد في حاجة اسمها قضية الجنوب هذا اثار حفيظتنا لاننا اردنا بسقوط النظام رفع جزء من الظلم المفروض على الشمال ولكن قضيتنا وجدت على لكي تنتصر لا لكي تموت، هذا ما جعلنا نراجع حساباتنا وعرفنا اننا فهمنا ثورة التغيير خطأ اذا هم يحملون نفس العقليه التي حملها صالح ونظامه ولانتمنا ان يكونوا كذلك.
وفوق هذا كله نحن نؤيد هذه الثورة لتستمر وتنجح ونتمنى للاخوة في الجمهورية العربية اليمنية ان ياتوا بنظام يرفع عنهم الكثير من الظلم ولكن عليهم بالمقابل ان يعرفوا بان من حق الشعب في الجنوب تقرير مصيره بالطريق التي يريدها.

س- سانتقل الى الوضع في محافظة ابين والذي تقول السلطة ان الجيش يخوض حرب مسلحة مع جماعات جهادية متشددة؟
ج- بقايا النظام هي من تقف وراء مايجري في ابين لو تابعت خطابات علي عبدالله صالح منذ بداية ثورة التغيير في الشمال كان يهدد بسقوط المحافظات الجنوبية لانه كان يعد العدة لهذا من مكاتبه الامنية ولكي تعرف الحقيقة فان قوات الجيش في ابين تضرب القرى بينما المسلحين على بعد امتار منهم ولايضربوهم وهذا دليل على وجود لعبة سياسية يريد علي عبدالله صالح ان يقول من خلالها ان سقوطه سيخلف الارهاب والقاعدة هي البديل وهذا تكرر في سوريا وليبيا ولتخويف العالم واعتقد المجتمع الدولي يدرك ان علي عبدالله صالح هو الارهاب وهو ممول الارهاب وليس مكافح له كما نسمع ولكن اعتقد هناك بعض المصالح هي التي جعلت بعض الدول تتغاضا عن الحقيقه ولو لفتره زمنيه محدوه وقصيره فقط.

س- يفترض ان محافظة ابين من المحافظات التي بها انصار للحراك بالالاف اين دورهم اذا كانت الجماعات المسلحة محسوبة على النظام؟
ج- الحراك نضاله سلمي ونحن لسنا ارهابيين اما الارهاب فيتصارع الان فيما بينه صراع كاذب.
نحن نراقب هذه العملية التي يريد النظام من خلالها القول ان البديل لنظام صالح هي الجماعات المسلحة لكن في الاخير عند سقوط نظام صالح ستسقط هذه الجماعات لانها من صناعته كما ستسقط كل اوراق هذا النظام المتهالك .

س- ما هي رسالتك لكل من:
جنوبيون السلطة:
ج- الجنوب ملك لكل ابنائه وليس حكرا على احد واجب عليهم ان يقفوا مع ارضهم وشعبهم وهويتهم ونريد منهم ان يكون لهم موقف كجنوبيين ويعلنوا رايهم بوضوح ونحن سنحترم هذا الراي مهما كان ونحتكم جميعا الى مايريده شعب الجنوب.

قيادات الجنوب في الخارج:
ج- ندعوهم الى توحيد صفوفهم لاننا نعتبرهم رموزا تاريخية خصوصا علي سالم البيض وعلي ناصر وعبدالرحمن الجفري وحيدر العطاس ونحن ندعوهم الى ان يكونوا دعاة لم الشمل الجنوبي بغض النظر عن اراءهم تحت مظلة حق شعب الجنوب في تقرير مصيره مع احتفاظ كل منهم برايه الشخصي حتى يساعدوننا على تشكيل قيادة موحدة.

احزاب المشترك:
ج- ندعوهم الى ان يكونوا دعاة حق وعادلين في الطرح،لانهم كاحزاب سياسية نعلق عليهم الامل في ان يكونوا اكثر من يتفهم قضية الجنوب وان يصدقوا في القول بان الوحدة قتلت وتم احتلال الجنوب بالمدفع والدبابة.

شباب التغيير في الشمال:
ج- ندعو لهم بالنصر وندعوهم الى توحيد صفوفهم والخروج عن طوق ساحة الجامعة وان يحسموا الامر ولايكونوا بمثل عقلية من ثاروا ضده بل يكونوا طليعة جديدة بعقل جديد يستوعب كل القضايا بطريقة تثبت للعالم ان التغيير حصل بحق وحقيقه على ارض الواقع.

س- كلمة اخيرة تود ان تقولها؟
ج- نسأل الله في هذه الخواتم المباركة ان ينصر قضيتنا ويتقبل شهداء الحراك بواسع رحمته ويوحد كلمة شعبنا في الجنوب بكل اطيافه السياسية والثقافية والاجتماعية وان ينصر ثورة التغيير في الشمال ويرفع عنا وعنهم الظلم ونستعيد دولتنا ونعود كما كنا في السابق دولتين تسودها المحبة والتاخي والود فالشمال ليس كله سيئا وكذا الجنوب والطيبون سيبقون طيبون ولن ينقطع حبل الوصل بينهم.

مرات القراءة: 917 - التعليقات: 2