حوار : ( عبدالرحمن الجفري ) يكشف تفاصيل جديدة عن حرب صيف 1994
الأربعاء 06 يونيو 2012 11:36 صباحاً
السيد عبدالرحمن الجفري رئيس حزب رابطة ابناء اليمن
من لحظة مغادرة الأخوة من الشمال أعضاء لجنة الحوار الوطني التي أنتجت وثيقة العهد والاتفاق لعدن إلى الهجوم الذي شنته قوات الشرطة العسكرية على مطار عدن الساعة8 مساء 4مايو 1994 إيذاناً ببدء الحرب على الجنوب إلى 9 مايو نفس العام عندما رفض الرئيس السابق علي عبدا لله صالح إيقاف أطلاق النار وإعلانه الاستمرار في الحرب إلى ما لانهاية إلى 21مايو 94م حين أعلن الرئيس علي سالم البيض فك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية وإعلان دولة جمهورية اليمن الديمقراطية أي ما سمي بالإعلان السياسي لاستعادة الهوية الدولية والتاريخية للجنوب كنتيجة لفشل الوحدة اليمنية الاندماجية التي أعلنت في مايو 22 منه 1990م والى النزوح ثم العودة بعد غياب دام 12عاما وإشهار التكتل الوطني الجنوبي الديمقراطي من عدن في 12 من مايو المنصرم يتحدث الأستاذ الحبيب عبد الرحمن علي الجفري عضو القيادة العليا للتكتل الوطني الجنوبي الديمقراطي رئيس حزب رابطة أبناء اليمن عن تفاصيل جزء كبير منها ينشر لأول مرة معبراً في حوار صحفي شفاف تنشره التجمع الى جانب يمنات عن رعبه ومخاوفه من مستقبل قاسي ومجهول ومخيف للجنوب إذا لم يتمكن الجنوبيين من أدارة قضيتهم بروح التعاون والتوافق والقبول بالتنوع و بالآخر واحترامه وإقصاء ثقافة الإقصاء والتهميش والادعاء بوحدانية تمثيل الجنوب وشعبه ومرجعيته .
حاوره في عدن :- شاهر مصعبين ثروت جيزاني
مقابلة صحفية مع الأستاذ عبدالرحمن علي الجفري
رئيس حزب رابطة أبناء اليمن "رأي"
س1: المدخل للحوار بالسؤال التالي: التعرف على الملابسات والظروف الداخلية والخارجية التي فرضت إعلان فك الارتباط أو ما يسمى بالإعلان السياسي عام 1994م الناتج عن بدء الحرب على الجنوب.
ج1: بسم الله الرحمن الرحيم.. لم أكن في الصورة من أي ظروف دولية أو إقليمية خاصة بهذا الأمر، نهائياً، نحن كنّا في لجنة الحوار في "عدن" بناءً على اتفاق تم، نعمل على تهدئة الأوضاع بعد معركة "عمران" بين اللواء الثالث الجنوبي واللواء الأول الشمالي مدرعات.. ونزلنا كلجنة حوار وبدأنا اتصالاتنا بالإخوان الذين هنا (في عدن).. شكلنا لجنة عسكرية برئاسة الأخ أحمد سالم عبيد، ولم تكن قد بدأت عملها بعد عند بداية الحرب على الجنوب.. وفي عصر يوم الأربعاء 4 مايو علمت أنه تم الاتصال في الليلة السابقة من رئيس النظام علي عبدالله صالح بإخواننا وزملائنا في لجنة الحوار الذين من الشمال فقط، وقال لهم: عودوا غداً ضروري ولا تتأخروا عن غد.. وكنّا لم ننتهِ بعد من عملنا كلجنة حوار.. بقي الجاوي، رحمه الله، ومحسن بن فريد وأنا وممثل اتحاد القوى الشعبية من "تعز" الأخ محمد راوح، هؤلاء لم يُشعروا.. فوجئنا، عصر الأربعاء يوم 4 مايو، بالإخوان يقولون أنهم سيغادرون.. فقلنا لهم كيف؟ فنحن لم ننتهِ بعد! وسننتهي الليلة وسنغادر غداً إلى صنعاء.. فقالوا عن الاتصال، وأنهم لم يجدوا مقاعد، ودبّر لهم المرحوم جار الله عمر 12 مقعداً.. كانت لجنة الحوار تعتقد أنها بدأت التهدئة باتفاق بين طرفي الأزمة آنذاك.. غادرت طائرتهم بعد الساعة 6 مساءً.. وحوالي الساعة 8 مساءً بدأ القتال في مطار عدن وفي غيره من المناطق، كان هناك قوات من الشرطة العسكرية وغيرها، هجموا على المطار لكن صدوهم في نفس المكان وانفجرت الحرب.
هذا الذي كنّا نعرفه عن بدء الحرب.. ولم نعرف أي شيء خارج عن هذا الإطار إلا أننا كتكتل وطني للمعارضة أصدرنا مبادرة في 9 مايو نطالب بوقف إطلاق النار وتشكيل حكومة إنقاذ وطني والتحقيق من بدأ الحرب وأن من يرفض هذا الأمر فنحن سنقف ضده.. ووقف رئيس النظام في ذلك الوقت ضد هذا الأمر وأعلن أنه سيقاتل إلى النهاية.
أعرف ما جرى محلياً.. ونُشر، من قبل، ما صار بالضبط وسجلناه في شريط ووزعناه كرابطيين ما صار كشأن محلي.. أما الشأن الإقليمي والدولي فكان الإخوان علي البيض وزملاؤه قائمين به، فنحن لم نكن نعلم عنه شيئاً.
========================================
س2: في ما يتعلق بقراءة البيان – الإعلان – هل شاركتم فيه؟
ج2: قالوا لنا.. لكن الموضوع كان بحث خاص بالإخوان في الاشتراكي.. اجتمعوا في بيت حيدر العطاس، وحيدر كان في الخارج، وقرر المكتب السياسي إعلان استعادة الدولة وأُرسل الإعلان هذا مكتوباً، صِيغ هنا، إلى البيض الذي قد كان غادر "عدن"، يوم 16 أو 17 مايو إلى حضرموت، هو وأسرته وأولاده.. وأُرسل الإعلان لقراءته في التلفزيون لأنه تم تصويره في "المكلا"، أُرسل الفيلم من "المكلا" ليُذاع من قناة عدن في ذلك الوقت.. وكان الأستاذ أنيس حسن يحيى قد تشاور معنا في اتفاق قد أُعلن يوم 15 مايو في فندق عدن بين التكتل الوطني للمعارضة والحزب الاشتراكي.. فنحن ليس لنا قرار لأننا خارج السلطة.. من الناحية الرسمية هم الذين في السلطة، لكن الحقيقة أبلغونا، نعم.
========================================
س3: هل اتخذتم موقفاً؟
ج3: نعم، اتخذنا موقفاً.. وأيدنا.. ولسنا نادمين.. وقد ذكرت ذلك في جريدة سبتمبر في 2006م بأني لست نادماً على ذلك..
- سؤالنا الذي نقصده: هل أيدتم أم لا؟
- نحن أيدنا في العلن.. بل شاركنا.. وكنت المسؤول الأول في عدن عن الدولة.
========================================
س4: في سياق الحديث عن الخروج والحرب ما حقيقة أن الولايات المتحدة الامريكية وعدت الجنوب بدعم دولة الجنوب في الحرب مقابل الحصول على قاعدة عسكرية ثابتة؟
ج4: لم أسمع بهذا أبداً إلا الآن منك.. بل الذي أعلمه أن الولايات المتحدة كان لها موقف من ضرب عدن.. وأرسل كلينتون، في ذلك الوقت، رسالة شديدة اللهجة إلى صنعاء بأن عدن خط أحمر.. وكانوا على وشك أن ينسحبوا من حول عدن بحيث لا تكون في مرمى مدفعيتهم.. لكن الانسحاب من حضرموت ألغى هذا كله.. وكان قرار الإخوان بالانسحاب من حضرموت بعد مقتل الشهيد العظيم صالح أبوبكر بن حسينون.
========================================
س5: عقب الحرب، نزحتم إلى الخارج، وشكلتم الجبهة الوطنية للمعارضة (موج)، ما تقييمكم لتلك التجربة؟ ومن كان وراء قرار هذا التشكيل؟
ج5: كلنا، كل الأطراف التي خرجت من عدن.. اجتمعنا وقررنا هذا.. وصغنا بياناً بذلك.. وأعلنا معاً في مؤتمر صحفي في لندن.. كلنا كنّا موجودين ومشاركين في المؤتمر الصحفي ذلك، كل الأطراف التي شاركت في الدولة في الجنوب، أعلنت هذا البيان.
التجربة كانت ثرية جداً، الحقيقة، في نظري، واستطعنا أن ندير التنوع في إطار (موج).. واستطعنا أن نعمل معاً دون خلافات أساسية.. وإن وجدت اختلافات في الرأي فإننا نحسمها بعد نقاش مستفيض بالتوافق، وكل ذلك مسجل في محاضر موقع عليها من جميع الأطراف في (موج).. كانت تجربة في غاية الثراء.. واستطعنا أن نضع البرلمانات الاوروبية، والبرلمان البريطاني ومجلس العموم البريطاني، والدول الخارجية، في الصورة مما يجري في بلادنا وما جرى، وعلى الأقل كانت "فرشه" (الأساس) لقضية موجودة في البلد، كان لها مكتب وصحيفة وموقع الكتروني، كان أول موقع الكتروني على الإطلاق في بلادنا، وأنشأناه من لندن.
- من سؤالي لكم أحببت أن أشير إلى أن تلك الفترة كانت فترة مشتركة.
- نعم، صحيح.
========================================
- من سؤالي لكم أحببت أن أشير إلى أن تلك الفترة كانت فترة مشتركة.
- نعم، صحيح.
========================================
س6: عدتم إلى الداخل بعد غياب دام 12 عاماً.. وأعلنتم اصطفافكم إلى جانب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، واعتبرتموه رجل المرحلة.. ما الذي حكم هذا الموقف يا أستاذ عبدالرحمن؟
ج6: نحن كنّا نعلم أن بقاءنا في الخارج غير مجدي.. فالمعارضة من الخارج لم يكن لها أثر حقيقي في ذلك الوقت.. والنظام في صنعاء اعتبر القضية جنائية.. ونحن نلح على أن ليس هناك قضية جنائية وإنما هناك قضية سياسية بامتياز.
ثم أعلنوا العفو وأنا رفضت العفو وقلت إلغاء لأن القضية سياسية ولا أرضية جنائية لها.. وإن عدنا بناءً على العفو الذي أعلنوه فهذا يعني أننا اعترفنا أن القضية جنائية.. ونحن نريد أن نعود.. إذن لا بد من مناسبة سياسية تسمح لنا بالعودة كعودة سياسية وليس بسبب قرار العفو.. وجاء موضوع الانتخابات.. ودرسنا الأمر.. وجدنا أن المرشحين في الانتخابات كلهم، مع احترامي لهم كلهم، على رأسهم الفقيد الأستاذ فيصل بن شملان، الرجل النظيف والطيب.. النزاهة والطيبة صفات جيدة لكن لوحدها لا تقيم دولة، فهو كان وزيراً للنفط قبل ذلك، وواجه متاعب، واضطر أن يترك الوزارة وهو نظيفاً، لأنه تربى على نظافة.. فكرنا هل ممكن يفوز أحد من هؤلاء ويدير البلد؟.. تابعنا مؤتمراً صحفياً للإخوان في المشترك، سُئلوا : إفرضوا فاز مرشحكم كيف ستعملون؟.. فرد الأستاذ الدكتور العظيم محمد عبدالملك المتوكل ساخراً: سنشرد (يعني سنهرب).. تعبيراً عن أن المسألة لم تكن بها جدية حقيقية.. ولو كانت جادة حقيقة لرشح أحد زعامات المشترك الكبار نفسه للرئاسة ولكنهم كانوا مدركين ظروف المرحلة، وقرروا المنافسة دون ترجيح للفوز.. وبعد أن عدنا وأثناء ما كنّا في المنصة ألقيت كلمة.. وكانت كلمة غير مكتوبة ولم أتفق عليها مع أحد، فارتجلت الكلمة والبعض لم يتعمّق في ما قلته.. قلت في موضوع الانتخابات وأقسمت يمين لو وجدنا في المرشحين من هو أنسب منك لانتخبناه.. ماذا يعني هذا الكلام؟.. يعني أنه ليس لنا خيار آخر.. وهل يعني هذا مديحاً أم نقداً؟.. فنحن نتكلم عن أنسب أما أفضل فابن شملان بلا شك أنه هو الأفضل من حيث النزاهة.. والنزاهة وإن كانت ضرورية ولكن لوحدها لا تكفي لإدارة دولة.. موازين القوى كانت في صالح كفة علي عبدالله صالح.. وكنا اتفقنا معه على أساس اصلاحات شاملة.. وعندما قام يتكلم التزم بها، ولكن كالعادة يلتزم ولا يفي..
وينسى الناس أن رئيس الإصلاح، رحمه الله، آنذاك، قد أيّد انتخاب علي عبدالله صالح بينما حزبه يظهر وكأنه ينافس علي عبدالله صالح بالفقيد فيصل بن شملان.. كما ينسى الناس أنه في الانتخابات التي سبقتها أعلن أمين عام الإصلاح أن علي عبدالله صالح هو مرشح الإصلاح وأن على المؤتمر الشعبي أن يبحث عن مرشح للمؤتمر الشعبي.. وينسى الناس أن غيرنا كثيرون ممن كال المديح لعلي عبدالله صالح في الداخل والخارج وهو ما لا نجيده..
وينسى الناس أن رئيس الإصلاح، رحمه الله، آنذاك، قد أيّد انتخاب علي عبدالله صالح بينما حزبه يظهر وكأنه ينافس علي عبدالله صالح بالفقيد فيصل بن شملان.. كما ينسى الناس أنه في الانتخابات التي سبقتها أعلن أمين عام الإصلاح أن علي عبدالله صالح هو مرشح الإصلاح وأن على المؤتمر الشعبي أن يبحث عن مرشح للمؤتمر الشعبي.. وينسى الناس أن غيرنا كثيرون ممن كال المديح لعلي عبدالله صالح في الداخل والخارج وهو ما لا نجيده..
ثم صار بيننا وبينه حوارات لمدة 9 أشهر وتوقفنا نحن لأننا رأينا أن لا أمل.. وأبلغته بوضوح: لا أمل أنت تقود البلاد إلى كارثة.. حاول أن يضغط علينا بضغوط شتى كحزب وكأشخاص أيضاً.. أنا لي ممتلكات، من شغلي في الخارج، في صنعاء وفي عدن، باعوها بوثائق مزورة بعلمه.. والتي في عدن أخذتها الدولة قسراً وظلماً يريدونني أبيع وأغير رأيي من أجل يردّون لي ممتلكاتي.. وأنا في اعتقادي أن المال والممتلكات أنا الذي "جبتها وليس هي التي جابتني"، وبالتالي لا أسمح لها أن تكون أداة علي.. "خذ خذ ما في مشكلة" تركناها للزمن وستأتي، بإذن الله، دولة في بلادنا تعيد الحقوق الشرعية لأصحابها..
وبالتالي قدمنا مبادراتنا علناً في داخل "صنعاء" وهو يأمر إعلامه ومن يسير في فلكه يشتمون كالعادة.. سرنا في طريقنا.. واستغلينا هذه العودة لننشط في الداخل.
========================================
س7: هل هذا أول اتفاق معه؟ أم سبقت اتفاقات من قبل؟
ج7: لم يحدث من قبل أي اتفاق معه.
========================================
س8: المقاومة السلمية الجنوبية، كيف انطلقت بعد أن وضعت الحرب أوزارها؟
ج8: نحن حركنا الناس، حتى أننا استخدمنا البالونات الكبيرة نكتب عليها شعارات.. وفي حضرموت تحركت مظاهرات.. كان هناك خطأ كبير، جريمة كبيرة، ارتكبت من السلطة على الناس في أعراضها، والناس ثارت، وكنّا منسقين مع الأخ حسن باعوم.. واستمرت هذه المظاهرات.. ورغم ما أصاب الناس في الجنوب إلا أن الجذوة بقيت مشتعلة؛ وتحرك كثيرون، أفراداً وجماعات، بما في ذلك الجنوبيون المقيمون في "صنعاء"، بمطالبات تناهض ما يحدث في الجنوب من استباحة.. واستمرينا، بقدر الاستطاعة، في توعية الناس ونشر الأشرطة في الداخل، وفي الخارج، في عدم جعل القضية تموت.
========================================
س9: ما هي السنوات التي بلغت فيها المقاومة الذروة لهذه المقاومة؟
ج9: الذروة كانت في سنة 1997م و1998م.. وشاركنا بمختلف السُبل في حمل كثيرين على مقاطعة الانتخابات النيابة في ذلك الوقت.
- ركزتم على محافظاتي عدن وحضرموت بشكل رئيسي.
- نعم، فهي المدن الرئيسية.
========================================
س10: بعد أن عدتم قدمتم جملة من المشاريع.
ج10: نعم، حتى قبل ما نعود.. كان لنا مشروع، والحزب في "صنعاء" أعلنه.. صيغ منّا كلنا وتداولنا فيه، وهو مشروع الإصلاحات الشاملة، وربما هو أكبر مشروع عندنا، يحوي (450 صفحة)، وكان تفصيلي.. وذكرنا فيه أن نظام الدولة هو نظام الدولة المركبة.. والدولة المركبة لا تعني شيء في علوم السياسة إلا الفيدرالية، ويقرأوه كلهم ولا أحد انتبه، هذا المشروع كان في 7 نوفمبر 2005م..
وأيضاً في عام97م عملنا مشروع الحكم المحلي، في حقيقته فيدرالي، أسميناه حكم محلي، لكن تفاصيله فيدرالي..
ثم طوّرنا هذا المشروع إلى مشروع الأقاليم في يناير 2008م، قلنا خمسة أقاليم وأمانة عاصمة في "عدن"، وأمانة عاصمة في "صنعاء"، وذكرنا أن الثروة يتم تقاسمها.. طبعاً "جنّوا" وأقاموا اجتماع في جامعة صنعاء حضره الرئيس السابق وترك رئيس الوزراء يلقي خطابه يهاجمنا، وهاجمونا بدون ذكر اسمنا، للذين يطرحون المشاريع التجزيئية، والعمالة...إلخ من هذه الألفاظ التي دائماً يرددونها..
ثم طوّرنا المشروع في يونيو 2009م، وقلنا دولة فيدرالية، ولم نذكر أقاليم..
ثم في مارس 2010م قلنا فيدرالية من إقليمين بحدود 21 مايو 1990م، وقلنا بين اقليمين وبالتساوي، والجديد في مشروعنا عن فيدراليات العالم هو التساوي في مؤسسات الدولة أي السلطة، التشريعية والتنفيذية والقضائية.. ثم قلنا أن ثروة كل إقليم له، ويُتفق على نسبة ضريبة للمركز لإدارة دولة المركز.. ثم بعد أشهر أضفنا موضوع الاستفتاء الحر بعد 3-5 سنوات لشعب الجنوب تحت إشراف دولي ليختار مستقبله ويقرر مصيره، وفيدراليات فرعية لكل إقليم.. يعني الإقليم الجنوبي يكون فيه فيدراليات فرعية، فيدراليتين أو ثلاثة حسب الإتفاق.. هذا الذي طرحناه..
الحراك كان قد تحرك من عام 2006م في موضوع المطالبات، "حزب خليك في البيت"، الموظفين والمقالين والمحالين للتقاعد تعسفاً سواء في الجيش أو في الأمن أو الدوائر المدنية، وتطور هذا الأمر لأنه تم التعامل مع احتجاجات الناس ومطالبهم باستعلاء.. هذه القشة، في نظري، التي قصمت ظهر البعير.. الاستعلاء عامل خطير يكسر النفس الانسانية، والانسان الأبي لا يقبل أن تُكسر نفسه بهذه العنجهية والاستعلاء.. ثم أعادوا أناساً وجاءوا إلى صنعاء لاستلام رواتبهم فيُهانوا.. واحد شاب كان يعمل معي، وكان قبل ذلك جندياً، جاء بملفه ليتابع عودته ورأيته، قالوا له هذه ليست صورتك أنت مزور، قال لهم هذه صورتي قبل 17 عاماً الآن تغيرت وهناك وسيلة تتأكدوا من بصماتي موجودة بالملف والبصمات لا تتغير.. يتعاملون بعنجهية واستعلاء.. هذا التعامل هو العامل الذي جعل أبناء الجنوب الأبي لا يقبلون هذا التعامل، وطوّروا الحراك إلى حركة شعبية سياسية تطالب باستقلال الجنوب.
========================================
س11: ما هي العوامل التي ساعدت المقاومة السلمية لتصبح بهذا الزخم؟
ج11: انكسرت نفوس الناس من الوحدة.. الذي خرج للوحدة الجنوب كله.. كان فرحان بها.. جاء فرحان بشيء.. جئت فرحان أشوفك تقوم تعطيني كف!!.. جئت أحضنك تقوم ترمي علي القاذورات!!.. هذا كسر النفس يولّد حالة غضب وثورة، هذا أهم عامل، الموضوع ليس فلوس أو راتب قطعوه، لا شك أنه عامل مهم في حياة الإنسان، لكن العامل الأهم هو كسر النفس.. بالإضافة إلى ذلك، هذه الاستباحة للجنوب أرضاً وإنساناً، ممتلكات وبشر، والنهب المنظم لكل شيء في الجنوب، في البحر وعلى اليابسة وتحتها، فشعر الناس أنهم غرباء في وطنهم وأن حق المواطنة حتى من أي درجة قد انتُهك واستُبيح مادياً ومعنوياً، ولا شك أن كل هذا قد ولّد النفور من وحدة يمارس القائمون عليها كل هذه الانتهاكات.. أنت تتعامل معي باستعلاء، بأي حق، أنا الذي طالبت بالوحدة مش أنت!.. كسر النفس أعتقد أنه هو العامل الفاصل، عند الناس، بين الانتقال من مطالب حقوقية إلى "خلاص بطلنا".
========================================
س12: المشروع الذي تقدم به حزب رابطة أبناء اليمن "رأي".. هل استوعب المطالب الشعبية لأبناء الجنوب؟
ج12: طبعاً.. كونك تقول له فيدرالية فهذا يعني حكم كامل، الفيدرالية تعني كل شيء إلا المسائل السيادية، فهي مشتركة شراكة متساوية وكاملة : الجيش، العلاقات الخارجية، الخطة الاقتصادية العامة، لكن ثروتك لك وتعطي نسبة ضريبية منها فقط، لإدارة الدولة المركزية التي أنت مشارك فيها بالتساوي.. وبالتالي فأنت عملياً تستعيد حقوقك.. كما تمتلك الحق أيضاً أن تجرّب بعد 3-5 سنوات إذا لم تعجبك فتستطيع أن تطالب بالاستقلال فلا أحد سيقول لك لا.. لأننا طرحنا هذا الشرط الملزم دستورياً ودولياً لتزمين المسألة، بعد 3-5 سنوات، نتفق على المدة، يجري استفتاء بضمانات دولية وبإشراف دولي.. نحن حُكمنا حكم شمولي ولم نختره، أحد سألنا فيه؟ لم يسألنا أحد.. ذهبنا إلى الوحدة، ولا أحد سألنا.. نحن أعلنا انفصال سنة 94م وما سألنا أحد.. دعونا نسأل الناس مرة.. الآن دخلنا في التكتل – وسنأتي على ذكر التكتل لاحقاً – وهذا قعّد المسائل كلها، كيف يتم التعامل مع هذا وذاك؟.. وهذا في اعتقادي المعضلة التي استطعنا، كلنا، نحن وزملاؤنا في التكتل أن نوجد لها حل.
========================================
- هذا يطرح يا أستاذ سؤال.
- من حقك أن تسأل أي سؤال.
س13: تقييم موقفكم من الحراك منذ انطلاقته؟
ج13: الحراك، سأتكلم بوضوح وصراحة، كنّا نتابع بدقة خطوة بخطوة، وليس من بعيد ولا كمراسلين، كان الناس يصرفون على أنفسهم، وبعض الناس يشترون من الدكاكين "جونيه" رز ويبيعها بنصف السعر لأجل يدبّر مواصلات له ولجماعته، وكان الناس متحابين في الحراك ومتحدين.. حصلت بعض التجاذبات السياسية، وللأسف أدت إلى بعض الخلافات.. وأعتقد أن على الجميع أن يعمل على تلافيها وعدم استمرارها، لأن استمرار الخلافات في الصف الجنوبي كارثة مستقبلية.. أنا مطمئن أنها لن تؤثر على القضية الجنوبية من حيث أن الجنوب يأخذ حقوقه، لكن ستؤثر على مستقبل الجنوب، يعني سيؤسس لمتارس صراع، هذا خوفي من الموضوع، وليس خوفي على القضية الجنوبية، فالقضية الجنوبية أُعلنت وانتهى الأمر.. بمعنى أن توحد الناس سيبقيها فقط في نفس المستوى، لكن لا أعتقد أن هناك تراجع فيها في العالم كله.. والمهم كيف سيكون الجنوب سواء في ظل فيدرالية أو في ظل استقلال؟.. هذه الخلافات إذا تركناها تستمر ستؤسس لمتارس صراع، ولذلك قام "التكتل الوطني الجنوبي الديمقراطي" لمحاولة الإسهام في درء الصراعات لأنه يقوم على التعاون في إطار التنوع، وهذه سمة أساسية من سمات العصر التي إذا أخذنا بها جميعاً سنسلّم بلادنا من صراعات لا يمكن تصورها.
========================================
س14: أنتم يا أستاذ محسوبون من معارضة الداخل أو معارضة الخارج؟
ج14: نحن لسنا معارضة في الخارج.. نعم، كنّا معارضة في الخارج.. لكن الآن نحن كرابطة في الداخل، ولسنا في الخارج ولم يعد لنا لا مكتب ولا تجمع ولا جهة في الخارج ولا شريكة في أي معارضة في الخارج.. ويوجد كثيرون معارضون في الخارج.. الإنسان المعارض أو الحزب أو الجبهة أو الجهة تحتاج أن تعارض من الخارج عندما لا تستطيع أن تعارض من الداخل؛ ولا أعتقد أن أحداً لا يستطيع اليوم أن يعارض من الداخل.. صحيح في مخاطر أمنية علينا كلنا وإلا لا أضع حرساً على بابي، أكره الحراسة بذاتها وليس الحرس.. فالحرس أعتقد أنهم أناس شرفاء وعظماء.. لا أعتقد أن أحداً ليس معرضاً للخطر، أنت معرض للخطر والكل معرض للخطر.. وبالتالي لا يوجد منع على أحد أن يعود.. بعض الإخوان قد يكون لهم مبرراتهم التي نحترمها، يعارضون من الخارج، فليكن، فليس في ذلك ضرر.. نحن فضّلنا أن نكون من الداخل.. ولننظر إلى الداخل، فيوجد فيه من تجاوزوا مسمى معارضة وأصبحوا ثورة سلمية وتطرح رؤاها بشجاعة من الداخل وتقدم التضحيات.
========================================
س15: هل توجّه دعوة للإخوان الموجودين في الخارج للعودة إلى الداخل؟
ج15: أنا لا أتدخل في شأن أي إنسان، هم أناس كبار وليسوا صغار، سواء الاخوان في الاشتراكي أو الاخوان من الرابطة الأخرى أو حكام بلادنا ما قبل الاستقلال أو الشخصيات المستقلة، كلهم أعرف منّا بظروفهم، ويستطيعون أن يوزنوا ويعملوا حسابهم هل العودة لهم مناسبة أو غير مناسبة.. ما يجوز لي أن أقيم نفسي وصياً على أحد أو أنادي أحداً أو أحرج أحداً ولا أحب أن أضع أحداً في زاوية، كل واحد له ظروفه وله حساباته.
========================================
س16: الاتفاق بين فصائل الحراك السلمي الجنوبي، هذه المكونات، ما هي رؤيتكم لهذا الإتفاق؟
ج16: رؤيتنا لأي اتفاق، سواء الاخوان في الحراك أو غيرهم، أنه لا بد أن يقوم على أساس كلمتين: "التعاون في إطار التنوع".. نحن جربنا أن لا رأي يعلو فوق رأيي، وأنتم الباقون خونة وعملاء...إلخ من هذا الكلام الذي ملّته الناس وظهر أنه كله كذب.. بل يزايدون علينا بما كنّا نطرحه زمان، ونطرحه اليوم، الذين كتبوا في المناهج الدراسية أننا عملاء وانفصاليون، وظهر كل هذا الكلام ليس له أساس.. وعادوا ليطرحوا ما كنّا نطرحه منذ 60 عاماً.. إذن، أخطر، أخطر، أخطر، ما يواجهه الجنوب منّا وليس من غيرنا، من القوى السياسية، وليس من خارجنا.. فخطر أي أحد من خارجنا أقل بكثير، بكثير، بكثير.. عدم قبول الناس لرؤى بعضها، واتهام أي صاحب رأي مخالف لك بتهم بشعة، بأي حق؟.. من أنت، أياً كان حجمك، حتى تصنّف الناس؟.. هل تحولت إلى مرجعية لشعب الجنوب؟!!.. شعب الجنوب هو المرجعية لنا؛ ولسنا نحن كقوى سياسية أو حراكية أو غيرها مرجعية شعب الجنوب.. فكرة أن كل إنسان يعتبر نفسه هو مرجعية شعب الجنوب، ويتحدث باسم شعب الجنوب، قد جاءت بنا إلى المأزق الذي بلادنا فيه.. إذن، طالما عرفنا الداء وهو "الأوحدية في الرأي"، "الأوحدية في الفكر"، "الأوحدية في التمثيل"، (لا أوريكم إلا ما أرى).. هذا الذي أوصلنا إلى هذا المأزق.. نتركه يا أخوان.. إذا وجد موضوع يسبب الداء والمرض، اتركه يا أخي.. الدواء موجود أمامك الذي يستخدمه العالم كله، ليس العالم فقط، بل الشجر والحجر والمدر يستخدمه، وهو التناغم والتعاون في إطار التنوع.. عندما تتصارع الحجار والمعادن في جوف الأرض يصير بركان وزلازل.. وعندما يكونون على سطح الأرض ويتآلفون ترى مناظر جميلة.. الشجر عندما تتصادم جذوره في الأرض ويزاحم بعضه بعضاً ليبقى أحدها ويزول الآخر فإنها تموت، وعندما يكون كل واحد في مكانه ويسمح للأخر يظهر جمال الطبيعة.. حتى الطبيعة والشجر والمدر بالتنوع ينمو، بالتنوع يزهو، بالتنوع يزيد جمالاً، وبعدم قبول التنوع ينهار.. الله خلقنا هكذا.. الله سمح لإبليس يجادله.. أقوام الأنبياء كانوا يجادلون أنبياءهم وكانوا يتحملونهم، إلا بعضنا فتجد الواحد يرى رأيه هو الصح والعالم كله خطأ، هذه كارثة، وهذا الأمر انتهى.. ولم يعد مقبولاً في هذا العصر، بل مدمراً.. ودمّر في الماضي دولاً كبرى، وسيدمرنا إن لم نأخذ العبرة من ماضينا ومن العالم.
ثانياً: نعلم جميعنا أن عند التعامل بالتنوع فأنت أمام خيارين، ما لهما ثالث، إما بالصهر يولد قوة ونار، قتل، وحصل في العالم، في أكثر من نصف العالم، ليس عندنا فقط.. وهذا لا يدوم، عشر سنين أو عشرين أو خمسين أو مائة، ثم ينتهي، ثم يأتي التنوع من جديد لتستقيم الحياة وتنتشر المودة بين الناس..
أما العلاج الثاني، الصح، يوفر على الناس أرواح ويوفر على الناس العيش في تخلف.. يا أخي جئت عدن سنة 90م وجدت عدن غير عدن التي خرجت منها، كانت عدن التي خرجت منها أحسن من "جدة"، وكانت الأولى في المنطقة، ثم جئت وهي زبالة.. جئت والسكة نفسها التي خرجنا منها.. حتى الكهرباء نفس الشبكة القديمة حسب إفادة مدير الكهرباء، غير معقول ما يقرب من ربع قرن ولا تقدم!!!.. التنوع هو الذي يخلق الجمال، هذه واحدة..
كما أن العالم اليوم كله في هذا الاتجاه وهو اتجاه طبيعي، اتجاه فطر الله عليه الانسان, وعدم الأخذ به يعني أنك تخالف إرادة الله الذي خلق هذا التنوع وأمر بالتعايش فيه.. وتخالف اتجاه العالم كله الذي يتجه للتنوع والرأي والرأي الآخر.. فثورات القرن الماضي كانت تعتمد على الإقصاء والرأي الأوحد ونتائجها أمامنا، بل قامت في دولها ثورات الربيع العربي القائمة على التنوع والرأي والرأي الآخر والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والحريات.. إذا لم يجد في الجنوب من يقبل بهذا فلا جنوب.. علينا أن ندرك هذا التحول التاريخي في الفكر الإنساني..
ومن ناحية أخرى فالعالم له مصالح غير عادية في بلادنا، ولنا نحن مصالح مع العالم.. هذه المصالح لا يمكن أن تتحقق إلا في ظل استقرار، وبغير التنوع لا يتحقق استقراراً، بل ينتج صراعاً.. وبالتالي، العالم لن يقبل قضيتك إذا أنت تقول: "أنا أو الطوفان"، (أنا ربكم الأعلى)، ما يصير!!.. ولا يأتي أحد يقول أن هذا الرأي هو رأي شعب الجنوب، يا أخي شعب الجنوب ما وكّلك؟، حتى ولو كان يبدو غالب شعب الجنوب في الاتجاه الذي أنت عليه، فلكي تتدعي تمثيلك لشعب الجنوب فلا بد أن يختارك شعب الجنوب اختياراً حراً طبيعياً..
نريد أن نترك شيئين: رفضنا للآخر يجب أن نتركه، ويجب أن نقبله وأن نقبل رأيه، ولستَ مجبراً أن تقتنع به، ولكن ليس من حقك أن تمنعه من إبداء رأيه.. إبحث عن طريق وعن مساحة مشتركة بينك وبينه لتحقيق التعاون المطلوب بين الجميع من أجل شعب الجنوب..
ثانياً: نترك الشيء الآخر وهو أخطر من الأول، أن كلاً منّا يدّعي أنه المرجعية لشعب الجنوب.. لا طبعاً.. بل شعب الجنوب هو المرجعية لنا كلنا..
لو هاتان القاعدتان استطعنا أن نفهمهما كلنا، وأنا أولكم، واستطعنا أن نبني عليهما تعاوننا أو تكتلنا أو توحدنا أو تنسيقنا أو حتى امتناعنا عن الصراع بين بعضنا بعضاً، فالأمور ستمر بسلام، وبلادنا ستحقق ما تريد..
ونحن في نظرنا أن الغاية الأسمى لشعبنا هو تحقيق طموحاته في حياة حرة كريمة وفق ارادته الحرة واختياره.. أما الاستقلال والفيدرالية فهما وسيلتان.. إذن، نحن نتوقف عن أن ندعي تمثيل الشعب.. ونترك الشعب مرة يختار.. اختير له مرات عديدة، وكانت فاشلة.. نتركه يختار ويتحمل المسؤولية.. الشعب عندما يختار فإنه يقف مع خياره، ولا يلومك لأنه هو اختار، نعطيه فرصة يختار، ونوعّيه على هذا الأساس، ولا نشحن الناس بالعواطف ضد الآخرين، ضد بعضنا، هذه خطيرة..
وأنا سأقولها الآن، وسيسجل هذا وسينشر.. إذا استمرت بعض القوى في الجنوب رافضة للتنوع، فالجنوب مقبل على صراع لم يشهده في تاريخه.. الصراعات الماضية، كانت واضحة أطرافها، سلطة وتصارعت مع الآخرين وأبعدتهم عن طريقها.. ثم تصارعت في ما بينها.. هكذا هو رفض التنوع، يبدأ برفض الآخرين ثم يبدأ برفض من هم في إطارك.. فأطراف الصراعات كانت محسوبة.. أما اليوم غير محسوبة.. وسيكون الصراع رأسياً وأفقياً، لم يشهده الجنوب في تاريخه، وكله بسبب الرفض للآخر، بناء متارس صراع.. نحن نحذر من هذا.. ونرجو الله أن لا يحدث.. وندعو الله أن يهدينا جميعاً أن نقبل بعضنا.. وهذا ليس على المستوى السياسي فقط، بل على كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية والدينية وهي الأخطر.
- أعتقد أن هذا الذي دفعكم لتبنّي موضوع التكتل.
- لسنا وحدنا من يتبنّى هذا التكتل المبارك، بل وكل الزملاء الذين أسسوه..
وهذا هو الأساس.. أترك أي شيء آخر.. لو التكتل يحقق هذا الوعي بهذا الموضوع، ففي نظري يكفي.. ولا نريد شيئاً آخر كبداية نبني عليها جميعاً..
ويجب أن يعلم الجميع، أننا حاولنا مع الجميع في الداخل والخارج، ولهم رؤيتهم نحترمها، كل من له رأي ضدنا نحترمه، لكن لا يعتقد أحد أننا تسرعنا، فنحن لنا أشهر طويلة.. قالوا أننا تسرعنا، وأقول: لم نتسرع، لم نترك أحد، لم نترك طرف، بل أن وثيقة التكتل قد اتفقنا عليها مع بعض الإخوة في الخارج الذين الآن يهاجمونا، ثم غيروا، واحترمنا رأيهم عندما غيروا، لكن نحن حاولنا مع الجميع في الخارج..
ثم انتقلنا للداخل حاولنا مع الجميع، ثلاثة أشهر محاولات، ستقول لماذا لم يأتِ معنا الآخرون، فنقول أنه لم يكن هدفنا أن يأتي معنا الآخرون، بل أن نتفق معاً على قبول التنوع والتعاون في إطاره.. وبدلاً من أن نستمر حوار في حوار في اختلاف، جعجعة بلا طحين، فالمقتنعون يتفضلوا ويعلنوا تكتلهم.. والتكتل لا يدعي أنه يمثل الجنوب.. ولا يدعي أنه الأوحد.. ولا يدعي أن رأيه الصح ورأي الآخرين خطأ.. ولا يدعي أنه مقفول بل مفتوح للناس كلها.. ومستعدون للتعاون مع الجميع.. وهناك الآن مساع بيننا وبين الزملاء الآخرين للنقاش والحوار للتعاون، ورحبنا بهذه المساعي.. ولم، ولن، نرفض أي مساع بهذا الإتجاه.. سنظل نسعى إلى هذا ما حيينا.. لأن لا خيار، لا خيار، إلا أن نعلم أن الجنوب لكل أبنائه.. أما الجنوب حقك وحدك، فالجنوب ليس حقك وحدك..
ونحن لا أحد يزايد علينا في الرابطة، فنحن الذين سمينا الجنوب جنوباً.. لم يكن في تاريخ الجنوب كيان سياسي اسمه جنوب.. كان عدن ومحمياتها الشرقية والغربية.. وأول ما أُسمي جنوب كان في 29 إبريل 1951م.. والانجليز كان رافض هذا الكلام.. ثم أقام اتحاد على جزء من الجنوب لأجل يفشل المسألة.. ونحن رأينا كان، ولازال، الجنوب كله من باب المندب إلى حدود سلطنة عمان.. لكن الانجليز الذي أقام اتحاداً على نصف الجنوب، واعتبروه الجنوب كله.. فلا أحد يزايد علينا في الجنوب.. لسنا نحن الذين منعنا اسم الجنوب، لسنا نحن الذين ألغينا اسم الجنوب من التاريخ ومن الجغرافيا ومن مدارسنا، فلا يزايدوا علينا اليوم..
نحن نبحث عن حل للقضية الجنوبية العادلة، كلنا، بأقل الخسائر الممكنة على أهل بلادنا.. عانوا الناس هنا، عانوا معيشياً، عانوا أمنياً، عانوا خوفاً، عانوا رعباً، يكفي، نريد أن ننتقل ببلادنا جميعنا إلى شط الأمان.. فلا أحد يزايد علينا في هذا الموضوع أبداً؛ يتذكروا من خوّنّا واتهمنا بالانفصالية لأجل أننا قلنا جنوب، لأجل فقط أننا نقول جنوب.. وثبّتنا اسم الجنوب في الأمم المتحدة وفي قراراتها التي صدرت عام1963م.
========================================
س17: معلومات سبقت أن الأستاذ/عبدالله الأصنج كان من ضمن الموافقين على إشهار التكتل أو إقامة التكتل، لكن هناك بعض المواقع الإخبارية أو وسائل الإعلام نقلت عنه موقف أنكم تسرعتم بإعلان التكتل.
ج17: أنا أعز الأستاذ عبدالله الأصنج، وبيني وبينه زمالة بالرغم أنه أكبر مني سناً.. كان يعلم عن الموعد ولم يعترض، لكن قد يكون هناك ظروف أخرى لم يفصح عنها.. أما الموعد فهو يعلم به ووقع على وثيقة التكتل.. لكننا نحترم رأيه.. ياجماعة القضية ليست قضية فلان أو فلان، قد يكون للإنسان ظرف معين بعد ما وقّع، وبعد ما عرف الموعد، بعد فترة رأى أن لا يستمر، فإننا نحترم هذا الرأي، ولا نحولها إلى خصومة.. نحترم كل إنسان ورأيه ولا خصومة مع أحد.. وأشك أن الأستاذ عبدالله الأصنج قد قال ما نُقل عنه.
========================================
س18: عندما أشهرتم التكتل في كثير من الأطراف وقفت، حاولت تعطيل اللقاء.. هذه الأطراف طرحت أن الهدف من التكتل هو الدخول أو المشاركة في الحوار الوطني المزمع عقده في اليمن.. وهذا دفع كثير من الأطراف أنها تطلق عبارات التخوين.. السقف الذي وضعه التكتل، هل هو كان سقف مدروس أو أنه أخذ بالمزاج العام الموجود أو حاول محاكاة لتطلعات الشارع/
ج18: أنت الآن شبكت سؤالين مختلفين تماماً في سؤال واحد.. نمسك الشق الأول من السؤال.. وهو ما قام به بعض الإخوان.. نقول إخوان لنا بغوا علينا، كما قال سيدنا علي بن أبي طالب، لم يكفر المسلمين.. ونحن لا نخون أحد، ولا نتهم أحد بسوء، إلا بما يعلمه الناس عنه، والناس تعلم عن كل واحد..
أولاً: ليس هناك في وثائقنا ولا في أقوالنا ما نقول أننا نطرح حوار هكذا، فهذا ليس موجوداً..
ثانياً: إفرض أن هذا موجود؟.. كيف لو حكموا؟.. نرجع إلى الأول، لا صوت يعلو!! كيف؟!.. ثالثاً: نحن مع أن كل إنسان يقول رأيه في الآخر بآداب القول.. حتى لو سبّونا فنحن مسامحون.. لكن أن يستخدم يده، فهذه ظاهرة خطيرة، تسيء إلى من استخدمها وليس لنا.. كانوا 40 إلى 50 نفر، رأيتوهم كلكم، والكثرة الواقفون كانوا مدعوين، وكان بالإمكان إبعادهم، لكن من الممكن أن يحدث صدام ولو حتى مجارحة بالأيدي، وكان ممكن يحدث صدام بأكثر من ذلك من قِبلهم وليس من قبلنا لأنه كان في تجهيز لذلك، فنحن تحاشينا هذا طالما وأن الصالة امتلأت بالحضور، وقلنا إعلنوا، فحادثة المنع أساءت لمن قام بها أو حرّض عليها أو جهّز لها.. ولم تسئ لنا.. كونه يسبنا فهو يسب نفسه.. الذي يسبك إذا كان فيك هذا العيب فمهما نفيته لا تستطيع أن تزيله.. وإذا هذا العيب الذي اتهمك به ليس فيك فمهما قالوا، من اليوم إلى يوم القيامة، فلن يكون فيك أصلاً.. ونحن، والحمد لله، أبرياء من المسائل هذه.. الناس تعرف من ومن ومن الذي أوصلنا إلى هناك، ومن ذهب بنا هنا وهناك، الناس تعرف من، فلسنا نحن..
نحن قبل الوحدة يوم ما أعلنوا في:30 نوفمبر 1989م أرسلنا برقية للإخوان في السلطة في "عدن": نحن نؤيدكم ولكن علينا أن نقيم وحدة وطنية ومصالحة وطنية على أسس ديمقراطية للجنوب، ثم نتجه للوحدة، وإذا رديتم علينا فسنأتي في أول طائرة.. ولم نستلم أي رد..
ثم جئنا إلى هنا في:13 مارس 1990م.. وكان المفروض تُعلن الوحدة في 30 نوفمبر، واسألوا لماذا قدموها إلى مايو بعد رحلات من الطرفين إلى بغداد!!،.. جئنا إلى هنا قبل أن يُحدد في مايو، ولازال في نوفمبر.. ظللنا 15 يوماً في عدن ونحن نلح على أن نلتقي، وأصدرنا بياناً في عدن، ونُشر، قلنا يا أخواننا نعمل وحدة وطنية ومصالحة وطنية على أسس ديمقراطية في الجنوب، بهذه المصطلحات، ثم نتفاهم على الوحدة ونتجه إليها.. لا نتجه هكذا مفرقين.. رُفضت حتى المقابلات.. واتُخذ قرار أن لا مقابلات.. وأًُبلغتُ بالقرار.. من إثنين، واحد الله يرحمه وواحد حي.. لم يلتقِ بنا أحد من أصحاب القرار في "عدن" إلا في 1992م.. فلا أحد يلومنا.. الذاكرة لا تموت عندنا.. نحن لا نلوم أحد، ولا نلقي بالمسؤولية على أحد، حصل وحصل، وتعاملنا معه كما حصل..
اليوم نتعامل مع الوضع كما هو.. فلا يأتي أحد ويقل أدبه ويتكلم علينا.. فنحن لدينا ألسن وأيدي ولكن لا، ولن، نستخدمها في السوء على الإطلاق.. ونحن عندنا الدم محرم.. ورسول الله، عليه الصلاة والسلام، يقول بما معناه أن دم المسلم أعظم عند الله من هدم الكعبة حجراً حجراً.. بينما الآن الدماء هنا تُراق وكأنها لا شيء!!.. نحن نحرّم هذا ونجرّمه.. بالنسبة لنا لا يمكن أن نكون طرفاً في صراع بين أهل بلادنا.. أما أن تقول أي جهة رأيها فينا، فنتقبل ذلك بصدر رحب، ونسامحهم.. ومن أساء لنا فقد أظهر التكتل على حقيقته.. ادعوا لنا ولهم بالهداية.
========================================
- ما هو سؤالك الثاني؟
- السؤال الثاني حول سقف التحرير والاستقلال هل هو مدروس أم أخذ بالمزاج العام؟
- نحن في الرابطة واقعيون.. وأنا قلتها في أكثر من صحيفة.. ما هو جار في الشارع، الصوت الأعلى في الشارع، هو الاستقلال.. نقولها دائماً وما عندنا خجل ولا عيب فهذه حقيقة، الإنسان يخجل عندما يحاول يغطي الحقيقة.
- أنا أقول لك نعم، نحن كرابطة طرحنا الفيدرالية، وهذا رأينا.. لكن نقر ونعلم، أن صوت الشارع اليوم، يقول الاستقلال والتحرير.. نعرف هذا الكلام.. التكتل مكون من عدة جهات ترى هذا.. حسناً إذا أنا أمنع التنوع في إطاري كيف أطالب بالتنوع في إطار التكتل؟ أو أرفض أن يكون تنوع؟.. فكيف أطالب به في إطار المجتمع؟.. نحن بهذا نريد أن نعكس للناس، وليس لنا، أن هذا هو التنوع، أن تقبل ببروز الرأي الأبرز، وأن تقبل بالرأي الآخر في نفس الوقت.. وأن نضع آلية للعمل في ما بيننا في المساحة التي نستطيع أن نعمل فيها.. ونتفق حتى على السقف، واتفقنا على السقف أن يكون الاستقلال والتحرير.. وقلنا أن السقف هو الاستقلال والتحرير مع التعامل مع كل الوسائل والاتجاهات المؤدية إلى تحقيق الغاية "الأسمى" لشعبنا، والمقصود بالغاية "الأسمى" هو حق شعبنا في الجنوب في أن يحقق طموحاته في حياة حرة كريمة وفق خياره الحر.. فهذا الذي نقوله.. وهو ليس تحايلاً وليس مجاراة فهذا عكس الواقع وعكس الفكرة نفسها التي ننادي بها وهي التعاون في إطار التنوع وإلا نكذب على أنفسنا.. إذا نرفض نحن كرابطة هذا الكلام، نقول بالتنوع ونوافق زملاءنا يقولون بالتنوع ثم نقول كلام آخر.. يجب أن يُعكس إيماننا بقبول الآخر، وإيماننا بالتعاون في إطار التنوع، لا بد أن يُعكس في بياناتنا، لا بد أن يُعكس في توجهاتنا، في حركتنا في نشاطنا.. نحن نريد أن نثبت أن التنوع يمكن أن يعيش مع بعضه، وأن التنوع يمكن أن يتعاون الناس في إطاره.. هذا الذي نريده، وهذا الذي عكسناه.. الأهم لو لم ينتج إلا شيء واحد، وهو أن يمنع الصراع لكفى.. في بلد تمر بالحالة التي تمر بها بلادنا، متشظية، الصراع سيكون أفقياً ورأسياً بلا أطراف، ستكون حالة غير عادية.. ولو نحن ساهمنا في منع الصراع، أو على الأقل في تخفيف الصراع، يكفي.. وهذا هدفنا.. وعندما أقول هذا هدفنا، هذا كلامنا، فأقصد هدفنا جميعنا نحن والزملاء.. أنا لا أستطيع اليوم أن أتصرف في أمور خاصة بالتكتل إلا بالرجوع إلى كافة أطراف التكتل والالتزام بوثائقه.. يجب أن يُعرف الكلام هذا.. ولا أستطيع أني أصرح باسم التكتل لأن هناك من اخترناه ناطقاً رسمياً باسم التكتل، لكن أقول ما قد تم الاتفاق عليه في التكتل وجاء في وثائقه.
========================================
س19: بعد الإشهار ما هي الخطوة التالية؟
ج19: نحن الآن انتهينا من إقرار اللوائح الداخلية، واخترنا للثلاثة أشهر القادمة رئاسة التكتل من رئيس هو الأخ الأستاذ أمين صالح محمد، رئيس المجلس الأعلى للحراك؛ ونائباً له هو الأخ الأٍستاذ علي حسن باهارون، رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية؛ وناطقاً رسمياً للتكتل هو العميد علي محمد السعدي، عضو مجلس الحراك الأعلى؛ ونائباً له هو الأخ الأستاذ ضياء خميس محورق، رئيس التكتل الشبابي المتحد لتحرير الجنوب.. وسيتم اختيار مسؤولي الهياكل الأخرى للتكتل مثل اللجنة الإعلامية والمالية والعلاقات العامة والنشاط الجماهيري والمتابعة والتقييم...إلخ.. كما سيتم اختيار كل تلك الهياكل على مستوى المحافظات.. أما الشخصيات المستقلة فستكون لهم هيئة على مستوى المركز وهيئات على مستوى المحافظات ليختاروا دورياً من يمثلهم في القيادة العليا للتكتل وفي القيادات الفرعية للمحافظات.. كما سيتم الانتهاء من برنامج العمل وميثاق الشرف وسيُعلن كل ذلك في حينه.. والاجتماعات مستمرة.. نحن سائرون في خطنا.. وسنستمر في الحوار مع الآخرين.. هناك محاولات الآن تُبذل، نحن من جهتنا بلا تحفظ نوافق على حوارات مع أي جهة جنوبية، لو تأتي جهة جنوبية تريد إرجاع علي عبدالله صالح يحكمنا، وهو مستحيل يرجع، أقول له تعال، هذا رأيك، أحترم رأيك ولكن لا أتفق معه.. يجب أن نتعلم هذا بدلاً من أن نستمر في "لا أوريكم إلا ما أرى"، هذه مقولة فرعون.. نتعلم أن الرأي المخالف لك محترم، أنت مختلف معه من حقك، أنت تخطئه من حقك، لكن أن تسفهه، تجرمه، تقتله، تضربه، تمنعه باليد، فهذا لا يجوز.. وشبابنا الذين هم الأساس، يُدفع بهم إلى أن يكرروا تجربة تلك الفترة.. فترة الإقصاء.. الإقصاء لا يجوز.. الإقصاء معناه صراعات.. لن ندخل مهما حصل في صراع يُقتل فيه جنوبي.. لكن نحن نعرف أن الآخرين لن يصبروا على الإقصاء.. ولا نريد أن شبابنا يتعلم على هذا.. وأنا دائماً أقول للشباب نحن مستقبلنا وراءنا، والمستقبل هو مستقبلكم.. فلا تسمحوا لمستقبلكم أن تُعاد فيه تجربة نحن مررنا بها وكانت فاشلة، وهي الإقصاء.
======================================
س20: ما الذي يميّز التكتل عن بقية المكونات أو المؤتمرات التي عُقدت كجنوبية؟
ج20: لون واحد.. نحن ألوان.. التكتل تنوع، وليس تنوع أشكال، إنما تنوع رؤى مختلفة بل تبدو للوهلة الأولى قد تكون متصارعة، نحن أزلنا أسباب الصراع منها بالقبول بها..
زملاء لهم رؤيتهم نحترم لكن موضوع التنوع لم يصلوا إليه.. ونأمل أن يصلوا إليه..
وللعلم فإن بعض الزملاء من الجهات التي في الخارج كان قد اتُفق معها على نفس المبدأ، الذي اتفقنا عليه في التكتل، وتم إعداد رؤية بهذا التوجه أي القبول بالتنوع، وتم الاتفاق عليها، ثم ناقشوا الأمر بعد الاتفاق عليها، وما وقعنا عليها، ولكن اتفاق رجال (100%) كما قالوا، ثم بعد أسبوع يبدو أنهم رأوا أن الظروف لم تسمح لهم، وهم أعلم بظروفهم، ونحترم خيارهم،/
- قبل الإشهار أو بعد؟
- كان ذلك في نوفمبر الماضي.
- أعلنوا موافقتهم؟
- لم يعلنوا موافقتهم أصلاً.. كنّا في اتفاق على القبول بالتنوع، وطرحنا الفيدرالية والاستقلال، واتفقنا على هذا تماماً في ورقة مكتوبة، واتفقنا على أن نجهز دعوة لمؤتمر ولقاء تمهيدي.. فيبدو أن هناك ظروف حالت دون استمرارهم بالقبول بهذا النهج فتغيّر الموقف.
========================================
س21: يُلاحظ وجودكم في عدن في الفترة هذه.. وأعتقد أنه يمكن أن البقاء هذا سيطول/
- دعني أسألك هل نحن منكورون في عدن؟
- لا..لا.. لست منكوراً.. إنما أقصد أن تواجدك كان في صنعاء معظم الوقت.. ما هي دلالات وجودك في عدن؟
ج21: أبداً، لا توجد أي دلالات أكبر من أن اتجاهات القضية الجنوبية وحلها العادل تُصاغ في "عدن" بصفة أساسية.. نحن كرابطة نشتغل في النور.. ونحن كتكتل مع ما شاهدته وعاشرته في اجتماعات مع الزملاء نشتغل في النور كلنا.. كان لا بد لي أن أبقى في عدن هذه الفترة كلها..
وقلت لكم "أني جئت إلى عدن ولم أجد عدن".. لازلت أبحث عن عدن.. غير موجودة عدن.. جئت إلى عدن ولم أجد عدن.. وهي في الحقيقة غائبة من زمان ولكنها أكثر غياباً في الـ18 سنة أو الـ20 سنة الماضية، أين هي عدن؟.. أين الأمن عند الناس؟.. أين السكينة عند الناس؟.. أين المحبة بين الناس؟.. اليوم تخرج من بيتك في ليل أو نهار وأنت خايف، لست أنا، بل كل إنسان اليوم.. هذه ليست عدن.. لازلنا نبحث عن عدن.. وسنجدها إن شاء الله، ونبنيها معاً كلنا..
كان هنا فعاليات بناء التكتل، تأسيس التكتل، واشهار التكتل، وبناء هياكل التكتل، أين أذهب؟ لا بد أن أكون هنا.. لو كان في "تمبكتو" فسأذهب.. لو كان هذا النشاط الخاص بالتكتل في أي مكان في الدنيا فسأبقى في ذلك المكان..
عدن لها معزة خاصة تعلو معزة أي مدينة في الدنيا، حتى قريتي التي ولدت فيها،.. لأني كنت اسمي عدن المدينة التي تألف من يسكنها ويألفها من يسكنها أياً كان، من أي دين ومن أي ملة ومن أي جنس ومن أي عرق، من سكن عدن ألفها وألفته، هذه ميزة عدن..
صنعاء إلى اليوم هي عاصمة دولة ما أقدر أنكرها.. لدينا شيئان إما أن نتعامل مع الواقع بهدف تغييره، شيء.. ونتعامل مع ما نود أن يكون، شيء آخر.. أن نتعامل مع ما نود أن يكون بهدف تحقيقه، لكن ليس بأنه قد حدث.. اجتمعنا مع زملائنا في اللجنة التنفيذية لحزب الرابطة "رأي" في "عدن" وصدر عنها ترحيباً بـ"التكتل الوطني الجنوبي الديمقراطي" القائم على "التعاون في إطار التنوع"؛ وهو فخر لحزبنا.. فلا يوجد حزب آخر يمكن أن تصدر قيادته التنفيذية ترحيباً كهذا وتؤيد القضية الجنوبية العادلة.. وهو تأكيد على قبول التنوع في إطار الرابطة أصلاً، ونفخر بهذا ايّما فخر.
=======================================
س22: قيادات التكتل التي حضرت الإشهار لم تستطع الدخول؟
ج22: لا.. فقط أنا ومحسن بن فريد اللذين لم نحضر.. جئنا متأخرين.. وكنا نريد أن نحضر بالضبط قبل موعد الإشهار الساعة العاشرة إلا خمس دقائق.. باقي الزملاء كانوا هناك، كل القيادات، الأستاذ أمين وكل القيادات..
ونحن في الطريق علمنا بما يجري، ورأينا من الحكمة أن نتجنب أي فتنة، وأن المسألة مجرد إشهار ولم يكن لي دور في الإشهار إلا الحضور، فقد اتُفق على من يلقي كلمة التكتل ومن يلقي بيان التكتل ومن يقرأ وثيقة التكتل ومن يلقي قصيدة شعرية.
نحن نقول تنوع، فلا يتأتى أن نتصادم مع الناس.. إذاً ناقضنا هدفنا وألغينا ما نعمل من أجله.
=============================================
س23: شكلوا لجنة اتصال من الأخ حسين عرب والأستاذة راقية حميدان والأستاذ عبدالقادر هلال والقاضي عبدالوهاب الآنسي، ماذا لو اتصلت بكم لجنة التواصل الفرعية الخاصة بالحوار الوطني؟
ج23: نحن في التكتل لم نقرر هذا بعد.. ولكن سنطرح هذا في التكتل لنقرر، هل نلتقي أو لا نلتقي؟.. لكن نحن في بيان الإشهار طرحنا أسساً، وليس فيها لبس، والرؤية التي طرحناها واضحة في البيان، وهي تقول نريد إجابة من الرعاة الإقليميين والدوليين على النقاط التالية:
[كيفية الإعداد له، وأسس هذا الحوار والتفاوض، وأطرافه، وسقفه الزمني، ومآلاته، ومدى الالتزام والإلزام، وضمانات التنفيذ لمخرجاته، وجهات الفصل في ما لا يصل فيه المتحاورون والمتفاوضون إلى اتفاق، وفي هذه الحالة فإن جهة الفصل المقبولة مقدماً منّا هو المرجعية الأصيلة: شعب الجنوب..]
أحد الإخوان، في التليفزيون، سبني وسبنا كلنا وقال شروطهم يريدون المال كاتبين (مآلات)!!! وهو اعتقد أن (المآلات) أننا نريد نعرف أين سيذهب المال المخصص للحوار!! هكذا قال سامحه الله، وأنا أعرفه وصديق، ولا نقول إلا إخوان لنا بغوا علينا، فقلنا مآلات الحوار يعني ما سيؤول إليه الحوار..
هذا الذي طرحناه.. ماذا في ذلك؟.. وإذا فيه خطأ بيّنوه لنا، يا أخواننا وزملاءنا، وسنتراجع عن الخطأ فليس عيباً، كلامنا ليس قرآناً ولا كلام غيرنا..
وعند معرفة الإجابات من الرعاة الإقليميين والدوليين، يتم تقييمها وعلى أساس هذا التقييم يتم اتخاذ القرار من قِبل قيادة التكتل حول هذا الأمر.
===========================================
س24: يعني أن التكتل لم يتخذ قرارَاً بالنسبة للجنة الاتصال؟
ج24: هناك فرق بين لجنة الاتصال وبين قبول حضور الحوار.. وأن لجنة الإتصال ليست لجنة حوار، وإنما تستشف الآراء.. ورأينا واضح وصريح ومعلن..
أنا رأيي الشخصي، لجنة الاتصال تجلس وسنقول لها نفس الأسئلة.. ولا نريد الجواب منهم، آسف.. نحن نريد الجواب من رعاة الحوار، الذين طالبوا بالحوار هم الرعاة الدوليون والإقليميون وهم من يرد علينا.. لكن حتى الآن لم نتخذ قراراً في التكتل، وأرجو أن يكون ذلك واضحاً في إجابتي، التكتل لم يتخذ قراراً للجلوس مع لجنة الاتصال.. سنجتمعونتخذ القرار.. وهو قرار ملزم.. وهذا موقف التكتل المعلن عن موضوع الحوار.
=============================================
س25: هل تريد أن تضيف أي موضوع آخر؟
ج25: نعم.. فإن مما يؤكد أهمية التنوع والتعاون في إطاره، فقد رعت الحكومة الألمانية لقاءً حوارياً لورشة عمل من قوى جنوبية لنقاش قضية التعددية السياسية والتنوع والتحالفات في إطاره وإدارة التنوع بأدوات سياسية احترافية راقية.. وذلك في أيام 26 و27 و28 مايو في الأردن الشقيق.. وحضرها عدد من قيادات التكتل هم: رئيس المجلس الأعلى للحراك رئيس التكتل، وعضو المجلس الأعلى للحراك الناطق الرسمي باسم التكتل، والأمين العام لحزب الرابطة "رأي" عضو التكتل، ورئيس دائرة المتابعة والتقييم في حزب الرابطة "رأي" عضو التكتل، ونائب دائرة الإعلام والفكر والثقافة في حزب الرابطة "رأي" عضو التكتل، كما دُعي بعض قيادات للحراك السلمي ومن مؤتمر القاهرة ومن الحزب الاشتراكي وبعض الشخصيات المستقلة.. وقد تُنشر هذه المقابلة في نفس الوقت الذي قد تُنشر استخلاصات ما تم في هذا اللقاء..
وإن ما يؤلم هو ما ظهر على السطح من بوادر لفتنة جنوبية – جنوبية تحركها أيادي من اتجاهات مختلفة، نرى أنه واجب شرعي ووطني وأدها وهو ما حدث وما كاد أن يحدث في المنصورة، وما سقط ضحيته من شهداء من الشباب.. إنها فتنة لعن الله من أنشأها وشب فيها.. فالجميع أهل أياً كانت توجهاتهم.. ولا سبيل للقضاء عليها وعلى مثلها إلا بالقبول بالتنوع، السمة العصرية والتي أصلاً هي إحدى السمات والفطرة التي فطر الله –سبحانه وتعالى- عليها الناس.. وأأمل أن يتعاون العقلاء من جميع الأطراف في عدم السماح في انتشار أو تكرار مثل هذه المظاهر التي تعتبر محرمة شرعاً ومجرمة وطناً، أي القتال بين الإخوان أياً كان الإختلاف في وجهات النظر الذي يمكن لكل طرف، ومن حقه أن يعبر عنه بكافة الطرق السلمية الحضارية الراقية.
وأود أن أختم بأن أكرر أنني مليء بالرعب على البلد وليس على نفسي.. إذا لم نقبل بالتنوع، ونقبل ببعضنا، فاعلموا أن من يرفض هذا فإنه يدفع ببلادنا إلى صراعات لم تشهدها في تاريخها.
والتكل وُلد ليبقى، وإن شاء الله، سيبقى وسيتطور.. ولا هو تكتل أحد ولا تكتل جهة.. وأنت تحضر الاجتماعات وترى أن جميعنا في هذا التكتل شركاء بنفس القدر، والتكتل بابه مفتوح وأياديه ممدودة لكل القوى والشخصيات.. ومن عنده رأي أفضل يخدم القضية الجنوبية ويمنع الصراعات بين أبناء الجنوب ويقنعنا به فسنتبعه.
اقرأ المزيد من عدن الغد | حوارات | حوار : ( عبدالرحمن الجفري ) يكشف تفاصيل جديدة عن حرب صيف 1994 http://www.adenalghad.net/news/12423.htm#ixzz1x5Fgqjq8
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق