الصفحات

الخميس، 21 يونيو 2012


الحراك السلمي الجنوبي والانفلات الاخلاقي

الخميس , 21 يونيو, 2012, 09:23

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  • Bookmark and Share

قاسم عثمان الداعري

مثل كل التحولات التي تشهدها الثورات عبر التاريخ تمر ثورة جنوب اليمن بمنعطفات حاسمه خلال المرحله الراهنه من عمر الحراك السلمي الجنوبي ,.
المشهد السياسي الراهن زاخر بالكثير من التفاصيل .. ما أوقع الكثير من الجنوبيين . حراكيين في الميدان وصامتين وحائرين مهتين وموظفين ومواطنين عاديين أحزاب و تكوينات وتجمعات جماهيريه واجتماعيه مثقفين وبسطاء اغنيا وفقرا في الداخل والخارج . في غياهب الشكوك والالتباس .وجدت كميات هائله من مرثونيات الاراء المتوحده في الاستراتيجيا خجولت التطبيق الميداني.

سطو دكتاتورين الراي والذاتيات والبحث عن روافع الاناء دون اعطاء اي اعتبار لتضحيات شعب الجنوب العربي.
غابت الشفافيه والمصداقيه والنزاهه وغابت معها وتشتت الافكار التي تحدد ملامح المستقبل, ولم يعد احد يستطيع أن يقرأ المشهد بهذؤ من اجل الوصول لجمهوريه اليمن الديموقراطيه الشعبيه ,كامله اسياده دون نقصان وكدا شكل النظام السياسي الذي سوف يسود ويعمل به واعتباره كفاره للماضي الجنوبي يسود فيه الحريه والكرامه والمساواه .

ونتيجه بديهيه لدلك برز الانفلات الاخلاقي ليشكل إذا لم يعالج بعقاقير ناجعه اشد خطوره على مستقبل الاجيال الجنوبيه ,لقد فرح كل ابناء الجنوب وبكل الوان طيفهم في الداخل وفي الخارج ببشراء ميلاد الحراك السلمي الجنوبي في 7/7/2007م المثبت والمستقوي بصخره عموده الاساسي ومحور ارتكازه الرئيسي والمتمثل بمبدأ التصالح والتسامح الجنوبي.

هدا الحراك الدي يعود له في الاول والاخير الفضل في أزالة الخوف وذوبان جليد التردد والاحباط والانكسار مابعد حرب 1994 م , هذا الحراك اتى لينهي ويستاصل تراكمات اخلاقيه بذيئه وذخيله على شعب الجنوب , حيث مررت هذه الاخلاقيات الا الارض الجنوبيه منذ بدايه منتصف القرن الماضي ,والاسوأ والاقبح والافضع منه ماتسرب وتقلقل في تلابيب اخلاقيات بعض الجنوبيين خلال الفتره الاخيره ,والتي اسقطت معها حاجز احترام الاقدر وتوقير الاكبر الى جانب عدم احترام العادات والاعراف والاخلاقيات ..
سوف يقول قائل ان هذا مايحدث دائما في اعقاب الثورات , ولكن الامور تعود الى طبيعتها على نحو افضل بكثير مما كانت عليه قبل الثورة .
ونحن نأمل ان يكون الامر كذلك ولكننا تعلمنا من دروس الماضي , ان القيم التي نفقدها لاتعود وان التقاليد التي نهذرها لاتاتي من جديد.

وأنا اتوجه بكلاماتي هذه خالصه مخلصه للاجيال الجنوبيه الجديده وهم أبنائنا وبناتنا مطالبا اياهم باحترام اهل الخبره وأصحاب التجربه ((الجنوب)) بشعبها لم يولد بذاية هذا القرن ولا في 30نوفمبر 1967م ولاحتى في 14 أكتوبر 1963م , إن الجنوب الممتد من باب المنذب غرباً الى حوف شرقاً أكبر واعرق من ذلك بكثير,إنه شعب جنوبي قد إمتد تاريخه منذو الاف السنين دون انقطاع ذوي المواهب والعبقريات المعلومه والمشهوذه لها في فضاء المعرفه الفسيحه , ونشر ضياء العلم واشعه التنوير على المنطقه كلها الى جهات قارتي اسيا وافريقيا كلها منذ عشرات القرون .. ,فليذرك شبابنا أن الحياه ليست جيلا واحدا ولا حدثاً منفرداً ولا موقفاً فريداً مهما كانت عظمته ومهما امتدت آثاره .
بل الحياه أمتداد طويل وتراكم كبير لاصحاب العم والمعرفه والراي السديد ولايجوز اختزالها باي حال بصورة تتجاهل القيم وتصطو على التقاليد وتعصف بالاخلاق ولنا عنا ملاحظات تصويبيه أخلاقيه نراء ضروره الاخد بها وهي على النحو التالي :
1. الحفاظ على مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي ورفده وتعزيزه وتطويره بكلما ينفع ويفيد بالخير الوافر على شعب الجنوب بكل الوان طيفه حاضره ومستقبله .
2. نبذ واستأصال اي نوازع عصبيه قبليه او مناطقيه أو جهويه أو قرويه أو تنظيميه لما يترتب من مساؤ وتذاعيات ضاره وخطيره ,مميته ومحرقه للاخضر واليابس حيوان او نبات دون استثناء

3. أعتبار التأزر والتأخي والألفه الجنوبيه الجنوبيه غايه وهدف اساي لكل جنوبي وعلى رأسهم الشباب , ولايمكن باي حال من الاحوال التغاضي او الحياء عنه أي كان الثمن .
4. ليكون واضحا لنا جميعاً أن الثورات هي تغييرات فجائيه صمأ إذا لم تقترن ببرامج واليات ومشاريع ومرجعيات واضحه وشفافه تأخد بيد شعب الجنوب نحو غاياته , وتحرك هذا الشعب العظيم إتجاه آماله الكبيره وعلى رأسها استعاذه ((جمهوريه اليمن الديموقراطيه الشعبيه))كامله السياده دون نقصان وفق ماكانت عليه قبل مايو 1990م إن لم تفعل ذلك فإنها تصبح مجرد انتفاضه مرحليه ليس إلا .

5. ان الجنوب ذات شأن بالزمان والمكان بالتاريخ والجغرافيا والثقافه والانسان والثروات المتعدده ..إلخ.
وعلينا ان ندرك جميعا ان نذرت هذه الصفات ذائماً محط انظار واستهداف, أيضا واهم من يتصور ان الجنوب يعيش مرحلة قلق داخلي يقترن بسلام وهدؤ خارجي .. إذ إن واقع الامر هو ان الجنوب كان دائماً ولاتزال محل أطماع خارجيه لان نذرت صفاتها الايجابيه المذكوره اعلاه قد جعلتها وتجعلها مؤثره في غيرها ومن يريد تغيير الخريطه السياسيه في المنطقه عليه التركيز على ((الجنوب)) فهو ارمانه الميزان وعمود الخيمه , يعول عليها وعلى مكانته ورايه ووقع فعله في المنطقه.
لذلك فإن القيم الاخلاقيه والتقاليد المرعيه ركيزتان للجنوب في كل الظروف.
هذه قراءه في ملف الحراك السلمي الجنوبي واستهدافه الممنهج من قبل اعداء الجنوب وشعب الجنوب في الداخل والخارج بالانفلات الاخلاقي المتعمد الملموس من قبل البعض وفي بعض الساحات والتجمعات هنا وهناك في ارض الجنوب الحبيب, ولاننا نخاف من ان يؤدي هذا الانفلات الاخلاقي ( إذا لم يوضع له حد ) إلى ذوبان الهويه وتراجع الدور والمكانه المعلومه والمشهوده عبر التاريخ وضبابيه المستقبل.
فلنستعد بشجاعه روح الجنوب المتعارف عليه في ضميرنا وسلوكنا ومستقبل ايامنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق