الأحد، 7 نوفمبر 2010

بريد الحراك الجنوبي تتابع تاريخ الثورة 14 من اكتوبر الجنوبية وقياداتها المختلفة للمرحلة الممتدة من 1963م وحتى 22 من مايو 1990م

الرئيس سالمين وهو على احد السفن الروسية متجهة الى جزيرة سقطرى الجنوبية

بريد الحراك الجنوبي
الملف الجنوبي
العميد/ طيار عبد الحافظ العفيف
نقلا عن مصادر مختلفة وقريبة من الحقيقة



الميلاد عام 1935 في ابين.
تلقى تعليمه في عدن
وعمل في التعليم، ومارس مهنة المحاماة.
انضم في اواخر الخمسينيات الى منظمة الشباب القومي،
وشارك مشاركة قيادية في نشاطات الجبهة القومية
لتحرير اليمن الجنوبي المحتل.

كان عضواً في القيادة العام للجبهة القومية
واصبح رئيساً للمجلس الرئاسي منذ العام 1969.
بدأت في فترة حكمه المباحثات الوحدوية
بغية التوصل الى صيغة تقارب وحدوي بين شمال اليمن وجنوبه.

اتهم عام 1978 بتدبير مؤامرة للاستئثار بالسلطة
وتدبير عملية اغتيال رئيس اليمن الشمالي احمد الغشمي
واعدم بعد ذلك مع مجموعة من انصاره في عدن
بعد هزيمتهم في المواجهة المسلحة القصيرة
مع مجموعة عبدالفتاح ومن كانو يسيرون في دربه
بدون علم ولا معرفه

تفاصيل:

سالـم ربيع علي وشهرته سالمين (1935 - 1978) رئيس يمني جنوبي. كان أحد الثوار ضد الإحتلال البريطاني لجنوب اليمن، ومن ثم الحزب الإشتراكي اليمني.

أصبح رئيس جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية في 1969، وحكم حتى 1978، حين اُنقلب عليه و أعدم بتهمة قتل رئيس اليمن الشمالي أحمد الغشمي.

بعض ما ورد عن تاريخ الرئيس سالم ربيع علي وقصة بدايته و نهايته من حكم اليمن الجنوبي الذي بدا في 22 يونيو 1969م وانتهى في 26 يونيو 1978م

نبذة تاريخية عن حياة الشهيد الرئيس سالم ربيع علي رئيس جمهورية اليمن الجنوبية من العام 1969م وحتى العام 1978م
متابعة بريد الحراك الجنوبي
الملف الجنوبي
العميد / طيار عبد الحافظ العفيف


سالم ربيع علي
المراجعة الحالية (غير مراجعة)سالـم رُبـَيـِّع علي وشهرته سالمين (1935 - 26 يونيو 1978) رئيس جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية. كان أحد الثوار ضد الإحتلال البريطاني ، ومن ثم الحزب الإشتراكي اليمني. أصبح رئيس جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية في 22 يونيو 1969، وحكم حتى 1978، حين اُنقلب عليه وأعدم بتهمة قتل رئيس [[الجمهورية العربية اليمنية أحمد الغشمي.

فهرست [إخفاء]
1 سيرة ذاتية
2 أحداث 26 يونيو 1978
3 فضلي بار
4 المصادر

سيرة ذاتية

الرئيس سالم ربيع علي على متن السفينة السوڤيتية من نشطون إلى سقطرى. يناير 1978.وُلد في 1935 في محافظة أبين لأب من صيادي الأسماك. تلقى تعليمه في عدن وعمل في التعليم، ومارس مهنة المحاماة.

انضم في اواخر الخمسينيات إلى منظمة الشباب القومي، وشارك مشاركة قيادية في نشاطات الجبهة القومية لتحرير الجنوب العربي المحتل.

كان عضواً في القيادة العام للجبهة القومية واصبح رئيساً للمجلس الرئاسي منذ العام 1969.

بدأت في فترة حكمه المباحثات الوحدوية بغية التوصل إلى صيغة وحدوة مع اليمن الشمالي اتهم عام 1978 بتدبير مؤامرة للاستئثار بالسلطة، وتدبير عملية اغتيال رئيس اليمن الشمالي أحمد الغشمي، واغتيل غدراً بعد ذلك مع مجموعة من انصاره في عدن بعد هزيمتهم في المواجهة المسلحة القصيرة مع مجموعة عبدالفتاح إسماعيل.

أحداث 26 يونيو 1978
صادف يوم الثلاثاء الموافق 26 يونيو 2007م مرور 29 عاماً على مقتل الرئيس سالم ربيع «سالمين» مايو نيوز وجدت في مذكرات بخط يد الفقيد محمد سعيد عبدالله «ابونقطة» اركان حرب الرئاسة ايام تولي سالمين لرئاسة في جمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبيه ما يجيب على الكثير من التساؤلات حول احداث 26 يونيو 1978م وحول مقتل الرئيس سالمين.[1]

اولاً احداث 26 يونيو 1978م كان لها اعداد مسبق، حيث تم تصفية القوات المسلحة من العناصر الموالية للرئيس السابق سالمين وآخرهم 60 ضابطاً قيادياً قبل الاحداث بحوالي شهرين تم ازاحتهم من القوات المسلحة، ولكن لا اريد ان ادخل في الجوانب السياسية للاحداث كونها ستضر ببعض الشخصيات السياسية الكبيرة في الخارج والداخل واحتفظ ببعض المعلومات عن معركة 26 يونيو 78م.. ففي يوم 24 يونيو 78م وفي تمام الساعة الرابعة عصراً اعلنت اذاعة صنعاء عن اغتيال الغشمي وتم رفع الاستعداد القتالي في القوات المسلحة في الشطر الجنوبي الى استعداد عالٍ ودعيت اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي لعقد اجتماع طارئ في يوم 25/6/78م الساعة العاشرة صباحاً بمقرها بالتواهي، وفي اجتماع اللجنة المركزية اتخذت قراراً بابعاد سالمين من الحكم وكلفت المكتب السياسي بتنفيذ القرار وحدد المكتب السياسي اجتماعاً في مساء نفس اليوم الساعة السابعة بمجلس الوزراء واشعروا سالمين بذلك، وفي تمام الساعة السابعة الا ربع مساءً تحرك الاخ سالمين الى مجلس الوزراء ولم يجد احداً من المكتب السياسي في مقر الاجتماع وعاد الى قصر الرئاسة وهم غيروا الميعاد من السابعة الى التاسعة مساء ولم يشعروا سالمين بذلك، وفي الساعة العاشرة مساء وصل الينا بقصر الرئاسة ثلاثة من المكتب السياسي وهم:

علي أحمد ناصر عنتر وزير الدفاع وصالح مصلح قاسم وزير الداخلية ومحمد صالح مطيع وزير الخارجية. وجلسوا مع سالمين في مكتبه وبعد حوالي ساعة ونصف دعا سالمين الطباخ الخاص به «يسر» وقال له جهز لي حقائبي وانزلهم من غرفتي الى الصالة الآن وعندما شعرنا بذلك اتفقنا اننا وصالح شيخ بيحاني قائد امن الرئاسة آنذاك ومحمد امزربه وهود صالح .. على ان نحجز الوزراء الثلاثة الموجودين عندنا حتى يتم الحلول ولكن لا نستطيع تنفيذ ذلك بحكم الولاء لسالمين الا بموافقته وفعلاً دعيناه الى خارج المكتب وطرحنا عليه هذا الاتفاق فرفض سالمين وقال انا اعطيتهم استقالتي واشترطت سفري الى الصين .. ووافقوا على ذلك وسأسافر الساعة الرابعة صباحاً ولا داعي للمشاكل وهم ما يريدون الا السلطة.

وعاد الى داخل المكتب عند الوزراء وفي الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل خرج الوزراء الثلاثة من القصر وصعدوا سيارتهم وتحركوا باقصى سرعة وبعد خروجهم مباشرة جاءت سيارة كبيرة وسدوا بها الطريق من مفرق الطرق التي تطلع الى الرئاسة وبنشروا اطاراتها وبعد ذلك وفي حوالي الساعة الثانية الا ربع بعد منتصف الليل قرحين ست طلاقات نارية من ميدان الشرطة العسكرية ونهاية آخر طلقة انطفأت الكهرباء وبدأت المعركة علينا وسالمين لايزال في القصر، وفي تلك اللحظة خرج سالمين من القصر يجري الى السكرتارية وهو ينظر الى الذخائر التي تصيب القصر ويردد بكلمة «اكيد انقلاب انقلاب» وكان اكثر اطلاق النار علينا في البداية من مربط بالسلاح 37 م ط وهكذا استمرت المعركة بيننا واثناء سير المعركة ارسلت هدية للمكتب السياسي وهي قذيفة بي 10 ودافعت عليه شجرة مريمرة امام مجلس الوزراء حيث قسمت جذع الشجرة نصفين وصورها فيما بعد ونشروها في صحيفة اكتوبر وكتبوا فوقها عنوان بارزاً.. «جذع الشجرة التي دافعت على المكتب السياسي من التيار اليساري المغامر»، واستمرت المعركة حتى فجر يوم 26/6/78م وعندما طلع الصبح تحركت الطائرات وقصفتنا فانسحبنا وسحبنا القوة الى القصر المدور وكان يقود العملية علينا بالمكرفون علي شائع هادي واستمر القصف علينا بكافة الاسلحة الجوية والبحرية والبرية الا ان الدفاع الذي يحيط بالقصر المدور دفاع يصعب اختراقه كونه من عهد بريطانيا واستمر القصف علينا حتى الساعة الواحدة ظهراً يوم 26/6/78م وتوقفت الطائرة لغرض الغداء ثم خرجنا من الدفاع وتقدمنا على القوة التي تهاجمنا من الفتح وهربوا وتركوا الغداء حقهم في الحديقة الواقعة في مفرق الطريق المؤدية الى قصر الرئاسة واخذنا غداءهم التي تركوها وهربوا ووجدنا «دست كبير» مليان خبز و«دست فاصوليا» وثلاجة حديد كبيرة شاهي يعرفها افراد القوات المسلحة واخذنا «الدست الخبز» معنا الى الدفاع حقنا وكان معي في هذا الموقف اذكر منهم حسين محمد الدوري كشميمي احد افراد امن الرئاسة وعندما حملت «الدست» على كتفي علق سواده في «الشميز» حتى خرجت من السجن بعد سنة واعطيته الاخ عبدالله سعيد مشدف احد اقاربي وهو عايش حتى الآن الله يطول في عمره وخلال المعركة كلها قتلوا علينا ثمانية افراد فقط من بينهم الملازم عبدالله الصبيحي قائد حرس الاخ سالمين و اثنين افراد واحد علي سعيد من الكود اصيب في رقبته والثاني علي محمد المحفد وكان اصابته شظية قذيفة في بطنه غير مؤثر واستمرت المعركة علينا حتى الساعة الخامسة والنصف مساء وخلصت علينا الذخائر كون ذخائرنا قصفتها الطائرة في الصباح فالتهبت النيران فيها واحرقت براقات القوة الشعبية كاملاً في ذلك الوقت ابلغنا الاخ الرئيس سالمين بان الذخيرة خلصت علينا وعندما بلغنا سالمين بذلك قال صيحوا لهم وقولوا لهم اننا بانسلم وبانعطيهم رسالة يوصلوها لعلي عنتر وخرجت من الدفاع وناديتهم بصوت عالي اننا بانسلم وجوبني الباخشي اللي كان يقود آخر عملية قال سلموا في وجه الثورة وقلت عليك اللعنة انت والثورة وقدكم علينا بالمدفع من يوم امس واضفت سوف نرسل لكم جندياً برسالة وصلوها لعلي عنتر ونادى بصوت عالي وقفوا اطلاق النار وعدت الى سالمين وكتب رسالة في قرطاس حق كرز سجارة ردفان وكان صيغة الرسالة:

” الاخ/ العقيد ركن علي أحمد ناصر عنتر المحترم
نظراً للمعارك الدامية في اليمن فاننا بانسلم للتفاهم وشكراً

سالمين


واعطيتها جندياً ووصلها عليهم وبعد لحظة بسيطة لا اعتقد انها قد وصلت الرسالة نادانا الباخشي انزلوا عبر البيب حق المجاري ليس من البحر وفعلاً نزلنا عبر هذا البيب وكان سالمين اولنا وبعده جاعم صالح وبعده علي سالم لعور وبعده صالح شيخ البيحاني وانا بعدهم وكان واقفاً لتفتيشنا واحد ملازم اول من الكتيبة العسكرية وبجانبه الباخشي وكان الباخشي يحمل حقيبة المعركة يعرفها الذين درسوا قيادة واركان وكانت بجانبهم سيارة كروزر جيش مطربل وعندما وصل سالمين عند الملازم ادى الملازم التحية العسكرية لسالمين ثم فتشه واخذ مسدس ميكروف من كيشت جيب سروال سالمين وفتش جاعم ولعور وقال لنا اوقفوا وطلعوا سالمين وجاعم ولعور في السيارة في الخلف وكان الباب الخلفي مفتوحاً وطلعوا مجموعة عسكر مسلحين على الباب الخلفي وطلع الباخشي على الباب الامامي معلق وسارت السيارة واستمر الملازم في تفتيشنا حتى فتش منا خمسة ضباط وهم : صالح شيخ البيحاني ومحمد سعيد عبدالله ومحمد امزربة وناصر امزربه وهود صالح واخذونا الى ميدان الشرطة العسكرية وبقينا في الميدان حتى جابوا القوة حقنا وعملوا لها طابور خلفنا وجابوا لنا ثلاثة دسوت كبيرة مليئة بالماء وشربناها ونهمونا بالاسماء وهم : صالح شيخ البيحاني ومحمد سعيد ابونقطة، ومحمد امزربه و ناصر امزربة وهود صالح وعند خروجنا من القوة حقنا سحبوني انا لنفسي واخذوني الى سجن الشرطة العسكرية والاربعة اخذوهم للتنفيذ علماً انهم كتبوا في صحيفة اكتوبر يوم سبعة وعشرين يونيو 78م بان المكتب السياسي شكل محكمة وحكمت بالاعدام على سالم ربيع علي وعلى جاعم صالح وعلي سالم لعور والضباط الذين قادوا العملية وعددهم خمسة اشخاص وهذا كذب لان المحكمة وهمية وليست فعلية، قد يتساءل لماذا لم يتم اعدامي انا لاني كنت صديقاً لمحمود صالح قائد الشرطة العسكرية آنذاك ومحمود صالح هو صهير علي عنتر وزير الدفاع وعندما نهمونا اصحاب شعبة الاستخبارات وجهاز امن الدولة اخذني محمود صالح الى سجن الشرطة العسكرية ووضعني هناك وابلغ الوزير بانه اخذني وديعة عنده ولما رد عليه الوزير امر ببقائي عنده وعدم تسليمي لامن الدولة او شعبة الاستخبارات وحاولوا اكثر من مرة سحبي ولم يسلمني لهم ، وبعد حوالي عشرة ايام قلدوا امراً باسم علي عنتر وتوقيع وجابوه لمحمود صالح الساعة الثانية بعد منتصف الليل من اجل ان الوزير بيكون راقد ومحمود ما يقدر يقيم الوزير من النوم الا ان محمود اخذ التلفون واتصل بالوزير الى غرفة النوم حقه وقال جابوا لي امراً منك بتسليم الملازم محمد سعيد ابونقطة وقال له الوزير لا اعطيت امر ولا بعطي امر لتسليمه لهم هذا ما علمته من محمود صالح، بعد ثلاثة اشهر من المعركة استدعاني الى مكتبه وقص لي بهذه القصة.

فضلي بار
انتسب لأرض أهل فضل التي عرفت قبل الاستقلال بـ (السلطنة الفضلية)، وكان المواطن الفضلي يخاطب سلطانه بكلمة (أبا) أي (والدي)، فإذا خاطب السلطان عبد الله بن عثمان الفضلي قال له (أبا عبدالله)، وهكذا كان يقول (أبا حسين) للسلطان حسين بن عبد الله الفضلي، و(أبا أحمد) للسلطان أحمد بن عبد الله الفضلي، و(أبا ناصر) للسلطان ناصر بن عبد الله الفضلي.

صعد الرئيس سالمين مبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لإلقاء كلمة بلاده عام 1973، واقتضت المناسبة حضور عدد كبير من قادة الدول، وتابع العالم كلماتهم. طيرت مصادر مقربة من الرئيس سالمين خبرا سمعته من أصدقاء محسوبين عليه، مفاده أن الشيخ (السلطان) أحمد بن عبد الله الفضلي (أحد سلاطين أهل فضل) الذي كان قد تمرد على البريطانيين وغادر البلاد، وشكل مع وطنيين آخرين (منظمة التحرير) في القاهرة عام 1965، وكان يتردد على الولايات المتحدة الأمريكية لاستيراد رافعات (كرينات) أمريكية مستخدمة إلى السعودية، وتزامنت فترة إحدى زياراته لأمريكا مع زيارة سالمين فانتهز الفرصة ليحادث سالمين هاتفيا.

حملت المحادثة دهشة السلطان أحمد أن سالمين- أحد بسطاء أهل فضل- أصبح رئيس دولة مساحتها (333) ألف كيلو متر مربع، ضمت ما كانت تعرف بمستعمرة عدن ومحمية عدن الشرقية ومحمية عدن الغربية.

لم يكن الشيخ أحمد مرتاحا من الخبر، إلا أن إجابة سالمين جاءت بهذه الصيغة الاستفهامية: «أبا أحمد، ألا يرضيك أن يكون حاكم البلاد من أهل فضل؟». اعترت الشيخ أحمد نشوة عارمة بأرض الفضلي وأهلها، ورد قائلا: «أفحمتني يا ولدي.. الله معك.. الله معك!».[2]

المصادر
نقلا عن موقع:www.yezen.info
أحمد سالمين يكتب عن والده لأول مرة
سالم ربيع علي مع ابنه
الرئيس سالم ربيع علي على متن السفينة السوڤيتية من نشطون إلى سقطرى. يناير1978.
^ الشبامي (2007-10-25). لأول مره وفي حوار مفتوح أحمد سالم ربيّع علي يسلّط الضوء على حياة والده الرئيس سالمين!. سقيفة الشبامي. وُصِل لهذا المسار في 2 فبراير 2009.
^ نجيب محمد يابلي (2008-06-26). الذكرى ال30 لاستشهاد الرئيس سالم ربيع علي (26/6/1978 - 2008/6/26).. عندما يكون حاكم البلاد من أهل فضل. صحيفة الأيام اليمنية. وُصِل لهذا المسار في 2 فبراير 2009.

بنذة موجزة عن تاريخ المناضل الشهيد علي احمد ناصر عنتر الذي تم قتله غدرا بتدبير من قبل الرئيس علي ناصر في 13 من يناير 1986م

متابعات بريد الحراك الجنوبي
الملف الجنوبي
العميد/ طيار عبد الحافظ العفيف

نبذة تاريخية موجزة عن حياة المناضل الجسور الشهيد علي احمد ناصر عنتر











نبذة عن اهم المحطات الكفاحية للمناضل الجسور الشهيد على عنتر


الشهيد علي احمد ناصر عنتر أحد ابرز القيادة التاريخية التي ملئت دنيانا وشغلت ناسها في مرحلة تاريخية كاملة كانت مرحلة تأسيس المشروع الوطني التحرري وبناء الدولة – الأمة في وطننا الغالي الجنوب .


تمتعت هذة الشخصية الفذة ,وهذة القامة الوطنية الهائلة بكاريزما لانظير لها وبتأثيرونفاذ الاساطير الملحمية. .


فتفاصيل حياة الشهيد علي عنتر كلها زاخرة بالعطاء , طافحة بالبطولات , مليئة بالمواقف الكفاحية والمأثر الوطنية الفريدة في مختلف المنعطفات التي مرت بها ثورة 14اكتوبر المجيدة ابتداء من انخراطة في حركة القوميين العرب وتشكيلة لبعض خلاياة السرية وبناء جيش التحرير في الضالع وقيادتة لة , مرورا بمحاربة المستعمر البريطاني وركائزة في ثورة شعبية عارمة اجبرت المحتل البريطاني على الرحيل واعلان الاستقلال الوطني الجنوبي وبناء الدولة الوطنية التي توحدت فيها 22أمارة ة وسلطنة ومشيخة ومستعمرة وانتهاء ببناء قوات مسلحة ضاربة حديثة العدة والعتاد واعداد الكوادر العسكرية المؤهلة تاهيلا عاليا , حيث كان شعار القوات المسلحة الذي وضعة الشهيد علي عنتر الشعار الخالد "وطن لانحمية لانستحقة ", والمساهمةالفعالة للشهيد مع بقية رفاقة المناضلين في بناء دولة النظام والقانون والعدالة الاجتماعية تحقق في ظلها التعليم للجميع والصحة للجميع والعمل للجميع.

نعم لقد كان الشهيد علي عنتر ولايزال اسطورة حية الهمت خيال كل التواقيين الى الحرية والعيش الكريم والغد الافضل والاجمل وغرست في اعماق ضمائر الاحرار قيم الحرية والتضحية والحب والولاء للوطن .

فسيظل علي عنتر نبراسا مضيئا لنا نستلهم من هذة الاسطورة البطولة والكفاح والثقة بالنصر خاصة وشعبنا الجنوبي يخوض ثورتة الثانية لأستعادة دولتة وحريتة وكرامتة التي تم مصادرتها واحتلالها في يوليو 1994من قبل سلطة صنعاء .

وفيما يلي يسر" الشبكة الاخبارية لـ صدى عدن" ان تقدم لكم نبذة موجزة عن اهم المحطات الكفاحية للمناضل الجسور الشهيد علي احمد ناصر عنتر هذا نصها:-

علي عنتر في سطور

- ولد عام 1937م في قريه الخريبه بمديريه الضالع محافظه لحج من اسره فلاحيه .
- تلقى تعليمه الاولي في كتاب ( معلامه ) ثم اضطر للعمل نتيجه للظروف المعيشيه الصعبه السائده في ظل الحكم الانجلو- سلاطيني .
- شارك في انتفاضه 1956م التي شهدتها مديريه الضالع وكان عمره حينها لا يتجاوز العشرين عاما .
- في عام 1958م وتحت وطأه ظروف المطارده والاضطهاد وشظف العيش توجه الى الكويت للعمل هناك .
- في الكويت التحق بحركه القوميين العرب وعمل بنشاط بين اوساط العمال اليمنيين المتواجدين في الكويت وشكل بين اوساطهم حلقات تابعه للحركه .
- في عام 1960م عاد مع عدد من رفاقه من الكويت واثناء عودتهم القي القبض عليهم في السعوديه حيث اعتقلوا وعذبوا بدون اي مبرر منطقي .
- بعد عودته الى الوطن ( الجنوب ) تم تعينه مسؤلاً لحركه القوميين العرب في منطقه الضالع حيث شكل خلايا سريه للحركه في المنطقة ضمت العديد من المناضليين .
- عندما انطلقت ثوره 26 سبتمبر 1963م عمل هو و رفاقه على افشال العديد من مخططات التأمر التي كان يحيكها الانجليز ضد ثوره 26 سبتمبر .
- اثناء قيام ثوره 14 اكتوبر 1963 بقيادة الجبهه القومية لتحرير الجنوب المحتل كان ضمن طلائعها الاوئل , حيث عمل ورفاقه على ترتيب العمل العسكري في الضالع وايصال السلاح للمقاتليين في جبهة ردفان .
- في عام 64 ارسل اول مجموعه من ثوار 14 اكتوبر للتدريب في تعز بقياده الشهيد علي شايع هادي .
- عين قائد لجيش التحرير لمنطقه الضالع , وقاد اول عمليه عسكريه ضد القوات البريطانيه ليله 24 -7-1964 , واظهر قدرات ومهارات قيادية عالية أكسبته الأحترام بين رفاقه كما اصبح اسمه يثير الذعر لدى المستعمرين واعوانه وظل قائداً فعالا في كل المعارك التي خاضها جيش التحرير التابع للجبهه القوميه لتحرير الجنوب المحتل في أكثر من جبهه حتى تحقيق الاستقلال الناجز في نوفمبر 1967م .
- شارك في اعمال المؤتمر الثاني للجبهه القوميه في جبله عام 1966م,حيث تم انتخابه عضو في القياده العامه للجبهه القوميه .
- اعيد انتخابه عضوا في القياده العامه في المؤتمر الثالث في خمر .
- شارك في المؤتمر العام الرابع للجبهه القوميه في مدينة زنجبار واعيد انتخابه عضوا في القياده العامه .
- تم انتخابه لعضويه اللجنه التنفيذيه للجبهه القوميه من الفتره 1969م-1972م .
- تم تعيينه قائدا للجيش عام 1969م.
- في 22يونيو 1969م وعقب الخطوه التصحيحيه المجيده انتخب عضواً في اول مجلس رئاسه تم تشكيلة .
- انتخب عضوا لمجلس الشعب الاعلى عام 1970م .
- تم تعيينه عام 1970م نائب لوزير الدفاع .
- في المؤتمر الخامس والسادس والتوحيدي انتخب عضوا في اللجنه المركزيه .
- حضرعدة دورات عسكريه في الخارج كان اولها في عام 1969م.
- في الفتره من 1975م -1977م تلقى دوره عسكرية في اكاديميه الاركان العامه السوفيتيه وتحصل اثرها على رتبه مقدم ركن.
- تلقى دوره اكاديميه عسكرية في اكادمية فرنزه العسكريه من عام 1974م-1975م .
- في يونيو 1978م تم ترقيته بموجب قرار جمهوري الى رتبه عقيد نظراً لتحقيقه نجاحات كبيرة في المهام المناطه به في سبيل حمايه الثوره وصيانة مكتسابتها .
- اعيد انتخابه في الدوره الانتخابيه لمجلس الشعب الاعلى عام 1978م ,وتم تعيينه نائبا لرئيس هيئه رئاسه مجلس الشعب الاعلى .
- انتخب عضواً في المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني في مؤتمره الاول .
- في مايو 1981م تم تعيينه نائب اول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع .
- انتخب عضوا في المكتب السياسي للحزب الاشتراكي في المؤتمر الاستثنائي للحزب .
- اعيد انتخابه عضوا للمكتب السياسي في المؤتمر الثالث للحزب في اكتوبر 1985م وظل عضوا فيه حتى يوم استشهاده في الاحداث الداميه صبيحه يوم الثالث عشر من يناير 1986م .
- ارتبط اسمه منذ بدايات النضال بمعارك الدفاع عن الثوره و مكتسباتها خلال مختلف المراحل كما اربتط اسمه بتطوير القدرات الدفاعيه لجيش جمهوريه اليمن الدمقراطيه الشعبيه وبالمشاركه في معارك التصدي والدفاع عن سياده الوطن .
كان يتميز بروح الصدق والصراحه والوضوح في اقواله وافعاله مما اكسبه حب الناس طوال حياته ولاتزال ذكراه تتميز بالحضور الحي بين اوساط شعب الجنوب حتى اليوم .

نبذة تاريخية عن الشهيد فيصل عبد اللطيف الشعبي اول رئيس وزراء لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية


متابعات بريد الحراك الجنوبي ****** الملف الجنوبي

العميد / طيار عبد الحافظ العفيف


فيصل عبد اللطيف الشعبي

من مواليد قرية شعب من منطقة الصبيحة أحد مراكز طور الباحة محافظة لحج.

خريج كلية التجارة من جامعة عين شمس بالقاهرة.

تولى وزارة الاقتصاد والتجارة والتخطيط في اول حكومة تشكلت بعد نيل الاستقلال في 30 نوفمبر1967م .

تولى منصب نائب رئيس الجمهورية ووزيراًللخارجية في 11فبراير1969م .

تولى رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية في 1969م .

يعد فيصل عبد اللطيف ابن عم الرئيس قحطان الشعبي اول رئيس للجمهورية اليمنية في الجنوب بعد حصوله على الاستقلال .

أحد أبرز حركة القوميين العرب في اليمن .

وأحد أعضاء أول مرتبة مسئولة عن القطر اليمني ، المكونة من:
فيصل عبداللطيف وسلطان أحمد عمر وسيف أحمد ضالعي وعلي أحمد ناصر السلامي.

كما يعد فيصل عبداللطيف أحد أبرز مؤسسي الجبهة القومية.

تمت تصفيته جسديا بدم بارد في زنزانته مساء الخميس الموافق 4 فبراير 1970م

الرئيس قحطان محمد الشعبي وفيصل عبد اللطيف الشعبي ورفاقهما من رموز حركة القوميين العرب كانا مؤهلين أكاديميا للقيادة ، وكانا مكملان لنضال عربي متجذر في النفوس ، له عقيدته وثوابته وثقافته على مستوى الرأي العام العربي ، الذي نسميه حاليا: ( رأي الشارع ).

رحمك الله يا أيّها الرئيس المظلوم ( قحطان محمد الشعبي )
رحمك الله يا أيّها الشهيد: ( فيصل عبد اللطيف الشعبي )

نبذة تاريخية عن حياة الشهيد المناضل قحطان محمد الشعبي اول رئيس لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية


متابعات تاريخية لبريد الحراك الجنوبي****** الملف الجنوبي
رئيس تحريرها العميد/ طيار عبد الحافظ العفيف

نبذة عن حياة ونضال الشهيد الرئيس قحطان الشعبي (اعداد ابنه نجيب)

ــ ولد قحطان محمد الشعبي في عام 1923م في قرية "شعب" بمنطقة "الصبيحة" (بمحافظة لحج حالياً) ولم يرَ أباه قط فقد ولد يتيماً حيث توفي والده قبل اشهر من ولادة قحطان.

ــ كفله بالرعاية قريبه الشيخ عبداللطيف الشعبي شيخ "وادي شعب" وهو والد الشهيد المناضل فيصل.

ــ وقحطان هو ثالث أخويه، حيث يكبره شقيقان هما سعيد ، وقد توفي في سن الشباب، ومريم وقد توفيت في ثمانينات القرن الماضي بعد رحيل قحطان عن الدنيا.

ــ ينتمي قحطان لأسرة فقيرة مثل جميع اسر منطقة قبائل الصبيحة بما في ذلك المشائخ الذين كانوا هم الآخرون فقراء.

ــ في سن الطفولة قام قحطان برعي الاغنام في وادي شعب، وعندما كبر قليلاً انزله الشيخ عبداللطيف الى عدن للدراسة.

ــ في البداية تعلم قحطان في وادي شعب القراءة والكتابة وحفظ اجزاء من القرآن الكريم، وعندما كبر قليلاً وأنزله الشيخ عبداللطيف الى عدن ألحقه بالدراسة في "مدرسة جبل حديد" التي كانت تعرف ايضاً ب "مدرسة أولاد الامراء"وأحياناً تعرف ب"مدرسة أبناء الشيوخ" لوجود عدد من ابناء السلاطين يدرسون بها كما ضمت عدداً من ابناء أهم الشيوخ ، وهذه المدرسة هي اشهر مدرسة في تاريخ عدن حتى اليوم ولا تزال معالمها قائمة.

ــ في أوائل الاربعينات من القرن المنصرم توجه قحطان في بعثة دراسية الى السودان ، وكان التعليم الجامعي هناك متطوراً لوقوعه تحت اشراف السلطات البريطانية حيث كان السودان يرزح حينئذٍ تحت الاحتلال البريطاني، واكمل قحطان تعليمه بتخرجه مهندساً زراعياً في كلية الزراعة بالخرطوم.

ــ مارس العمل السياسي وهو في سن الشباب عندما كان طالباً جامعياً بالسودان فقاد المظاهرات ووزع المنشورات المعادية للاحتلال البريطاني للسودان وتعرض جراء ذلك للاعتقال والضرب مراراً.

ــ بعد تخرجه عاد الى عدن ومارس العمل في مجاله كمهندس زراعي، وعمل لفترة مديراً للزراعة (وزيراً للزراعة) في أبين، وفي بداية الخمسينات من القرن الفائت انتقل للعمل في المنطقة الشرقية من الجنوب اي حضرموت حيث عمل ناظراً للزراعة (اي وزيراً للزراعة) لسلطنتي حضرموت وهما القعيطية والكثيرية، وفي اواسط الخمسينات عاد الى ما كان يعرف بسلطنة لحج المجاورة لبلاد قبائل الصبيحة ، وفي السلطنة اللحجية التي كانت تعرف ايضاً بالسلطنة العبدلية عمل قحطان مديراً للزراعة اي وزيراً للزراعة بالسلطنة.

ــ تفوق قحطان في مجال عمله مما اتاح له خلال سنوات قليلة ان يمنحه البريطانيون في عدن درجة وظيفية رفيعة كانت هي الاعلى على الاطلاق ولم يكن حينها يحملها من ابناء الجنوب سوى ثلاثة فقط احدهم هو قحطان الذي كان اصغرهم سناً وكان ذلك يثير عليه غيرة وحسد الآخرين، و يجب ان نعلم بأنه في عهد الاستعمار البريطاني كان للدرجات الوظيفية والرتب العسكرية والاوسمة قيمة عالية فلم تكن تمنح إلا لاعتبارات موضوعية ووفق شروط صعبة ودقيقة.


ــ في مطلع الخمسينات من القرن العشرين اصبح قحطان الشعبي واحداً من مؤسسي "رابطة ابناء الجنوب" التي اعتبرت حينئذ حزباً تقدمياً ووحدوياً فقد كانت تطالب باستقلال الجنوب ووحدته وهي دعوة تعد متقدمة مقارنة بما كانت بعض احزاب عدن تدعو اليه من استقلال لعدن وحدها ومنحها حكماً ذاتياً يؤدي الى قيام دولة في عدن فقط )!تزعم محمد علي لقمان هذه الدعوة ووضع كتاباً بعنوان "عدن تطلب الحكم الذاتي"! وكان هو وولده علي يتبنيان فكرة "القومية العدنية"!! )

ــ مع ازدياد النشاط السياسي لقحطان كقيادي رابطي مناهض للاستعمار دخلت القوات البريطانية في عام 1958م الى "الحوطة" عاصمة سلطنة لحج لإعتقاله ولحسن الحظ كان حينها موجوداً في عدن فاتجه الى منطقة "الوهط "القريبة من "الحوطة" ونزل عند اصدقاء حميمين له لساعات ومن ثم غادر الى تعز في المملكة المتوكلية اليمنية ، ومن تعز اتجه للقاهرة طالباً اللجوء السياسي.

ــ أسس المناضل فيصل عبداللطيف الشعبي فرع حركة القوميين العرب في اليمن عام 1956م عندما كان طالباً بالثانوية في مصر، وانضم قحطان وآخرون الى الحركة بشكل سري.. وفي عام 1960م استقال قحطان وزملاؤه من الرابطة وبينهم سيف الضالعي وعلي أحمد السلامي وطه مقبل وسالم زين محمد وعلي محمد الشعبي واحمد عبده جبلي وعبدالكريم سروري وغيرهم ، واوضح بيان استقالتهم الاسباب التي كان من اهمها ان الرابطة انحرفت عن المبادئ والاهداف القومية وذلك لإحيائها الدعوة الانفصالية القديمة التي كانت تهدف لإقامة دولة مستقلة بعدن والإمارات وليست يمنية الهوية.

ــ في أكتوبر1959 وضع قحطان وفيصل كتيباً باسم حركة القوميين العرب بعنوان" إتحاد الإمارات المزيف مؤامرة على الوحدة العربية" يعتبر أهم وثيقة سياسية وطنية خلال مرحلة الإحتلال البريطاني لجنوب الوطن, وفي هذا الكتاب ظهرت أول دعوة لإنتهاج الكفاح المسلح كوسيلة لتحرير الجنوب.

ــ في مايو 1962م صدر لقحطان كتابه الشهير "الاستعمار البريطاني ومعركتنا العربية في جنوب اليمن" ( وهو أهم مرجع للباحثين عن حقائق أوضاع جنوب اليمن في زمن الإحتلال البريطاني) وكرر فيه دعوتة القديمة لاقامه الجبهة القومية على مستوى جنوب اليمن وشماله لتعمل على إقامة نظام جمهوري في الشمال اليمني ومن ثم الإنطلاق لتحرير الجنوب اليمني من الإستعمار البريطاني وهذا الكتاب نشر قبل 26 سبتمبر 1962م بنحو اربعة اشهر ، وعقب 26 سبتمبر 1962م انتقل قحطان من الفاهرة الى صنعاء وعين مستشاراً للرئيس الراحل عبدالله السلال لشؤون الجنوب المحتل كما عين رئيساً لمصلحة الجنوب بصنعاء (أو ماكان يعرف بمكتب الجنوب بصنعاء).

ــ في فبراير 1963م ترأس اجتماعاً لعدد كبير من ابناء الجنوب الاحرار المتواجدين في الشمال، واعقب ذلك بيان بقيام جبهة لتحرير جنوب اليمن المحتل وهي التي اصبح اسمها لاحقاً الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل والتي اصبح قحطان أميناً عاماً لها وظل في هذا الموقع حتى تحقق الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م وظل فيه وهو رئيس لدولة الإستقلال (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) وحتى استقالته في 22 يونيو 1969. وقام أثناء حرب التحرير بتمثيل الجبهة القومية في كثير من المؤتمرات وفي كثير من الزيارات للدول العربية والصديقة المؤيدة لحركات التحرر الوطني، وكانت الجبهة قد تشكلت من عدد من المنظمات السرية في الجنوب اهمها فرع حركة القوميين العرب بقيادة فيصل عبداللطيف.

ــ في 14 أكتوبر1963هاجمت القوات البريطانية الشيخ راجح غالب لبوزة ومجموعته من آل قطيب بردفان العائدة من الجمهورية العربية اليمنية بعد مشاركتها في القتال قي الصف الجمهوري, وأستشهد لبوزة في ذلك الهجوم وإندلعت إنتفاضة قبلية في ردفان ضد القوات البريطانية فأعلن قحطان الشعبي باسم الجبهة القومية الكفاح المسلح لتحرير الجنوب وقام بتوفير الدعم بكافة اشكاله للمقاتلين في اول جبهة قتال وهي ردفان.. وأوصل بنفسه أول قافلة دعم الى جبهة ردفان وشارك في عدد من معارك جبهتي ردفان والضالع.

ــ في13يناير1966 وبترتيب من المخابرات العامة المصرية بقيادة صلاح نصر تم الإعلان عن قيام تنظيم سياسي جديد هو"جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل" التي ضمت عدداً من السلاطين والأمراء السابقين وبعض الشخصيات السياسية التي عارضت أسلوب الكفاح المسلح عندما بدأت ثورة14أكتوبر, وبموافقة وتوقيع عضو واحد من قيادة الجبهة القومية تم ضم الجبهة القومية إلى جبهة التحرير, فأعلن قحطان الشعبي من القاهرة عدم شرعية ضم الجبهة القومية إلى جبهة التحرير وأن تلك مؤامرة للقضاء على الجبهة القومية بعد أن أخذت الثورة المسلحة في الجنوب تحقق المزيد من الإنتصارات’ وعلى إثر ذلك أحتجزته السلطات المصرية (منعته من مغادرة مصر) كما أحتجزت رفيق دربه فيصل عبداللطيف.

ــ بعد نحو 9 أشهر من إحتجازه تمكن فيصل من تضليل الأجهزة المصرية وغادر إلى بيروت ومنها إلى عاد عبر تعز إلى الجنوب وعقد المؤتمر الثالث للجبهة القومية في منطقة "حُمر" باليمن الشمالي والقريبة من "قعطبة" وأقر المؤتمر فصل الجبهة القومية عن جبهة التحرير, وظل قحطان محتجزاً بمصر حتى وقعت الهزيمة المصرية السورية الأردنية أمام إسرائيل في حرب 5يونيو1967فأعادت القاهرة النظر في سياساتها الداخلية والخارجية واستقبل الرئيس المصري جمال عبدالناصر قحطان الشعبي واعتذر له عن إحتجازه بمصر وعن الموقف المصري من الجبهة القومية محملا المسئولية لصلاح نصر لأنه كان يضلله بمعلومات خاطئة عن الجبهة القومية وعن ما يحدث في الجنوب, ومن ثم سمح عبدالناصر للشعبي بمغادرة مصر فغادرها في أغسطس1967 إلى الجنوب عبر تعز ومصطحباً معه العضو القيادي بالجبهة القومية عبدالفتاح اسماعيل الذي كان قد إنضم إلى جبهة التحرير وهجر اليمن جنوبا وشمالا في شهر مايو1966 واستقر في العاصمة المصرية رافضاً حتى العودة لليمن للمشاركة في أعمال المؤتمر الثاني للجبهة القومية المنعقد في"جبلة"باليمن الشمالي في يوليو1966 والمؤتمر الثالث المنعقد في "حُمر" في نوفمبر1966!

ــ منذ يونيو1967 أخذت الجبهة القومية في الإستيلاء على في السلطة في السلطنات والإمارات والمشيخات فيما لم تنجح جبهة التحرير في الإستيلاء على السلطة في أي منطقة فقام مقاتليها في عدن بمهاجمة رجال الجبهة القوميةفي 3نوفمبر1967 واستمر الإقتتال الأهلي بين الجبهتين في عدن إلى6نوفمبر عندما شارك الجيش العربي في القتال في صف الجبهة القومية التي كان لها تنظيم واسع داخل الجيش وهو ما كانت تفتقده جبهة التحرير ولقيت جبهة التحرير هزيمة فادحة في الإقتتال الأهلي وهربت فلول مقاتليها إلى اليمن الشمالي,وهكذا سيطرت الجبهة القومية في 6نوفمبر1967على كامل أرجاء عدن (بإستثناء الأماكن التي تجمع فيها البريطانيون) وكانت من قبل قد أستولت على السلطة في السلطنات والإمارات والمشيخات فإعترف البريطانيون بأن "الجبهة القومية صارت هي الحكومة الفعلية في الجنوب العربي" ,وترأس قحطان الشعبي وفد الجبهة القومية الى مباحثات الاستقلال بجنيف امام الوفد البريطاني برئاسة اللورد شاكلتون, وضم وفد الجبهة القومية كل من: فيصل عبداللطيف , سيف الضالعي , خالد عبدالعزيز , عبدالله صالح العولقي (سبعة) , عبدالفتاح اسماعيل ومحمد أحمد البيشي ... وكان أحمد علي مسعد الشعيبي سكرتيراً للوفد ... كما رافق الوفد عدداً من المستشارين في الشئون العسكرية والمالية والإقتصادية والقانونية.

ــ بدأت مباحثات الاستقلال في 21 نوفمبر 1967، وفي صباح28نوفمبر عقدت الجلسة الأخيرة واستمرت طوال النهار والليل إلى اليوم التالي, وفي ظهر 29 نوفمبر 1967 دُعي الصحفيون ومراسلو وكالات الأنباء للدخول إلى القاعة التي عقدت فيها مباحثات الإستقلال ليشهدوا اللحظة التاريخية لحظة توقيع قحطان الشعبي ولورد شاكلتون على إتفاقية استقلال جنوب اليمن وذلك بعد احتلال بريطاني للجنوب دام نحو 129 عاماً بدأ باحتلال عدن في 19 يناير 1839 وانتهى بخروج آخر قوات للاحتلال في 29 نوفمبر 1967م من عدن والجنوب بهزيمة لم تشهد بريطانيا مثيلاً لها في أية مستعمرة لها في العالم.

ــ في صباح يوم الاستقلال 30نوفمبر1967 إزدحمت ساحات وشرفات مطار عدن وماجاوره من طرقات بعشرات الألوف من الرجال والنساء الذين قدموا من مختلف مناطق الجنوب لإستقبال قحطان الشعبي والوفد العائد من جنيف بعد أن إنتزع من الوفد البريطاني إستقلالا كاملا على مستوى السيادتين الداخلية والخارجية وقالت وكالات الأنباء بأن الشعب استقبل في عدن قحطان الشعبي كبطل تاريخي , وعلى طول الطريق من مطار عدن بحي خورمكسر إلى مقر الحكم بحي التواهي (مقر المندوب السامي البريطاني سابقاً) اكتظ جانبي الطريق بالجماهير التي أخذت تهتف بحياة قحطان الشعبي والجبهة القومية.

ــ في يوم الإستقلال انتخبت القيادة العامة للجبهة القومية المناضل قحطان الشعبي رئيساً لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وكلفته بتشكيل الحكومة واعلان الاستقلال رسمياً.

ــ في مساء يوم الإستقلال أقيم حفل جماهيري ضخم جداً في مدينة ألإتحاد ( مدينة الشعب لاحقاً ) ألقى فيه الرئيس قحطان الشعبي بيان إعلان الإستقلال , وفي نفس اليوم شكل حكومة مصغرة من 13 وزارة برئاسته.

ــ نتيجة التآمر الداخلي الذي تعرضت له دولة الإستقلال من قبل "اليسار الطفولي" في التنظيم السياسي الحاكم الجبهة القومية قدم الرئيس قحطان الشعبي إلى القيادة العامة للجبهة القومية إستقالته من كافة مناصبه في 22يونيو1969 وكذلك استقال فيصل عبداللطيف الذي كان قد تولى رئاسة الحكومة في ابريل,1969 , وأحتجز قحطان وفيصل في منزليهما لفترة قصيرة ثم نقلا إلى "معتقل الفتح"بحي التواهي بعدن في أواخر مارس1970حيث جرى في مطلع ابريل1970إغتيال المناضل فيصل في زنزانته فيما نقل المناضل قحطان إلى كوخ خشبي بمنطقة دار الرئاسة وظل معتقلا إنفراديا بدون محاكمة أو تحقيق أو حتى تهمة حتى أعلنت السلطة في عدن عن وفاته في 7/7/1981 ( عن 57 عاماً) وكانت أسرته قد تعرضت للمزيد من المضايقات في 1976م فأخذت منذ هذا العام في الهروب من الجنوب واحداً بعد الآخر (


ــ إتسم عهد الرئيس قحطان الشعبي بالإعتدال وكان إشتراكياً معتدلا على طريقة ألإشتراكية العربية في مصر والجزائر, وكان عهده عهداً أبيضاً فلم ترق فيه قطرة دم غيلة, ورفض الرئيس قحطان تنفيذ حكم الإعدام بحق عدد من سلاطين وحكام العهد الإستعماري حوكموا بعد الإستقلال حضورياً أمام محكمة أمن الدولة بعدن فقضت بإعدامهم وأصر اليساريون المزايدون في القيادة العامة للجبهة القومية على تنفيذ ألإعدام لكن الرئيس رفض ولجأ لإختصاصاته كرئيس للجمهورية وخفف الحكم إلى السجن لمدة 10 أعوام.

ــ هذا و قد فشلت كل الجهود والوساطات التي بذلها لدى عدن كثير من الحكام العرب لإطلاق سراح قحطان الشعبي من معتقله.

ــ رفض بعض أعضاء المكتب السياسي للحزب الإشتراكي اليمني (الذي تأسس في 1978كبديل للجبهة القومية) إخراج جنازة لقحطان الشعبي لكن الشهيد علي عنتر نائب الرئيس علي ناصر محمد أصر على إخراجها وفرض إرادته, وشاركت جماهير غفيرة في السير خلف الجنازة بينهم مئأت من مناضلي حرب التحرير الذين كانو قد تواروا في زمن الحكم الماركسي فقدموا من مختلف المحافظات ليودعوا الرجل الذي قادهم في مرحلة حرب التحرير, وجرى دفن جثمان الشهيد قحطان في مقبرة الشهداء بحي "كريتر".

ــ زوجة الشهيد الرئيس قحطان محمد الشعبي هي الشقيقة الوحيدة للشهيد المناضل فيصل عبداللطيف الشعبي, وقد توفيت إلى رحمة الله في صنعاء في عام 1998م. وقد أنجبت له: نجيب , ناصر , آمال ونبيل.

(انتهى)

نبذة تاريخية موجزة عن تاريخ الجبهة القومية وعلا قتها التاريخية بجبهة التحرير على ضوء ما ورد في الموسوعة الحرة ويكيييدياء










متابعات بريد الحراك البي ******* الملف الجنوبي




متابعة العميد / طيار عبد الحافظ العفيف








الجبهة القومية لتحرير الجنوب المحتل





من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
صفحة المسودة (غير مراجعة)اذهب إلى: تصفح, البحث
الجبهة القومية للتحرير (بالإنجليزية: National Liberation Front - NLF‏) هي إحدى فصائل المقاومة للاستعمار البريطاني لعدن. تمكنت من نشر نفوذها قبل الاستقلال على حساب منافستها جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل (جبهة التحرير) واستطاعت الانفراد بالسلطة بعد الاستقلال واعلان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في 30 تشرين الثاني من عام 1967.

محتويات [أخف]
1 تاريخ
2 الصراع مع جبهة التحرير
3 السيطرة على السلطة
4 المصادر

[عدل] تاريخ
تأسست الجبهة القومية في اليمن الشمالي في آب/أغسطس 1963 باسم الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل بقيادة بعض المنتمين إلى حركة القوميين العرب وبدعم من نظام الرئيس جمال عبد الناصر. وحتى نشأة جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل كانت الجبهة القومية للتحرير تتمتع بدعم الجمهورية العربية المتحدة التي كانت تقدم لها مساعدة مادية لا تُقدّر. بعد ذلك ذهب تأييد الجمهورية العربية المتحدة لصالح جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل وحدها. حيث بدأت الجبهة القومية بالاستقلال برأيها عن القاهرة، وأخذت تبتعد قليلاً عن القاهرة غير أنها حرصت على عدم قطع علاقتها مع مصر وعلى عدم مهاجمتها.

[عدل] الصراع مع جبهة التحرير
في 1966م أثناء مناقشة قضية الجنوب المحتل في القاهرة بحضور قحطان الشعبي، وسيف الضالعي وفد (الجبهة القومية)، وعبد القوي مكاوي، وخليفة عبد الله خليفة وفد (حكومة عدن المقالة)، ووفد (منظمة التحرير) اقترحت مصر أن يتولى رئاسة الوفد عبد القوي مكاوي ولكن قحطان الشعبي ظل مصراً على أن تكون رئاسة الوفد الجبهة القومية للتحرير باعتبارها هي التي تقود الثورة المسلحة حيث رأت مصر أن الأمم المتحدة هي ساحة سياسية، وليست ميدان قتال وأن عبد القوي مكاوي واجهة سياسية مقبولة لدى الرأي العام الدولي ولكن قحطان الشعبي رفض ذلك.

لذلك فكرت مصر في إيجاد تنظيم جديد على أمل أن يحل محل (الجبهة القومية)، فراحت تخطط لذلك وقامت بإقناع بعض القياديين في الجبهة القومية بالموافقة على الاندماج مع (منظمة التحرير) في إطار جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل التي جاء قيامها حصيلة محادثات جرت في تعز بين علي احمد ناصر السلامي كممثل للجبهة القومية وبين عبد الله الأصنج كممثل عن (منظمة التحرير)، وتولى الجهاز العربي رعاية تلك المحادثات التي دارت بصورة سرية دون علم، أو مشاركة معظم قادة (الجبهة القومية)، وفي الساعة الثامنة من مساء يوم 13 يناير عام 1966م قامت (إذاعة تعز) بقراءة بيان ينص على أن الجبهة القومية ومنظمة التحرير قد اتفقتا على الاندماج معاً في تنظيم واحد تقرر أن يطلق عليه اسم (جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل)، وكان البيان يحمل توقيعي الأصنج والسلامي. فأثار البيان ردود أفعال غاضبة في صفوف غالبية قادة (الجبهة القومية)، وتشكيلاتها المختلفة التي فوجئت بالأمر، واعتبرته قسرياً وغير شرعي وتم بضغوط من مصر.

دخول الجبهة القومية للتحرير في المنظمة الجديدة لم يكن بموافقة جميع قادتها لذلك لم تلبث المنازعات أن ظهرت بجلاء. حيث كان قادة منظمة التحرير السابقة يدركون أهمية السياسية والنضال المسلح بينما كانت الجبهة القومية للتحرير يفضلون النضال المسلح على السياسة بشكل أكبر.

إضافة إلى ذلك كانت الخلافات تدور حول السياسة التي ينبغي نهجها لطرد المحتل وبعد طرد المحتل لكل هذه الأسباب فسخ التحالف الذي جرى في 13 يناير 1966 في ديسمبر من السنة ذاتها. استعادت الجبهة القومية للتحرير حرية عملها وكثفت نشاطها العسكري في مناطق البلد الداخلية والمراكز الحضرية. وفي نفس الوقت قوت ووطدت أوضاعها في الجيش والشرطة والنقابات وفي صفوف المثقفين الشبان، وازداد تأصلها في الأرياف. ومع تبني هذا الخط القاسي عرفت الحركة الثورية تحولاً حاسماً.

أما جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل فقد أناطت نفسها بقيادة عسكرية مستقلة المنظمة الشعبية عهد إليها برعاية النضال المسلح، وبمكتب سياسي يقع العمل السياسي على عاتقه. وقد ضاعفت مجهودها على الصعيد الداخلي وبذلت نشاطاً دبلوماسياً واسع النطاق في الخارج وبالأخص في هيئة الأمم المتحدة.

[عدل] السيطرة على السلطة
نظراً لان قاعدة عدن لم تعد لها أهمية بالنسبة لإنجلترا منذ أن تقرر الجلاء عنها في شهر فبراير 1967. قررت لندن انهاء وجودها في اليمن الجنوبي. وقد تم اختيار التاسع من يناير 1967 كيوم حصول اليمن الجنوبي على السيادة الدولية.

مضت الأحداث السياسية والميدانية بشكل سريع فقد تفكك النظام الاتحادي على أثر تمرد 20 يونيو 1967. بعدها قامت الجبهة القومية للتحرير بسرعة بنشر نفوذها على معظم مناطق الاتحاد وكذلك على حضرموت. حاولت بعدها جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل السيطرة على بعض المناطق ولكن بعد فوات الاوان. حيث أدى هذا التسابق إلى اصطدامات دموية بالأخص في لحج ودار سعد والشيخ عثمان.

وبعد أن فشلت جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل (جبهة التحرير) في تصحيح الوضع لصالحها، توجب عليها أن تلين مواقفها السابقة. فقد انقطعت عن اعتبار نفسها الممثل الوحيد لشعب اليمن الجنوبي وتخلت عن مشروعها الرامي إلى تشكيل حكومة في المنفى.

وفي 2 نوفمبر أعلن وزير الخارجية في مجلس العموم ان حكومته قد قررت تقديم تاريخ استقلال اليمن الجنوبي هذا، إلى نهاية نوفمبر 1967 بدلاً من 9 يناير1968. وأدى إعلان رحيل البريطانيين القريب إلى تصعيد التوتر من جديد وعادت المنازعات بعنف في عدة أماكن من عدن وأدت إلى سقوط بضع عشرات من الضحايا.

هيمنت الجبهة القومية على كل البلد تقريباً ووجدت أنه من غير الطبيعي أن تفلت عدن من نفوذها. وأما جبهة التحرير فقد كانت عدن بالنسبة إليها ذات أهمية حياتية. فالإشراف على عدن كان أهم بكثير من السيطرة على مناطق البلد الداخلية. وهكذا كان الاستيلاء على عدن مسألة حياة أو موت بالنسبة لجبهة التحرير. وبعد عدة أيام من المعارك الطاحنة خسرت جبهة التحرير معركة عدن وعلى الفور بدأت مطاردة أتباعها ومناضليها وتبع ذلك تطهير الجيش والشرطة والإدارة منهم.

خرجت الجبهة القومية منتصرة من ذلك الصراع الدموي الذي دام من 1 إلى 6 نوفمبر 1967 وبسقوط عدن صار البلد كله تقريباً تحت سيطرتها. لهذا قررت بريطانيا، وهي على وشك الانسحاب أن مصلحتها تكمن في التعاون مع الجبهة القومية وتسليم السلطة لها وهذا ما حصل فعلاً، إذ استلمت الجبهة القومية من بريطانيا القواعد والمطارات والمنشآت العسكرية وكذلك الإدارات الحكومية المدنية، وتم اعلان تأسيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في 30 تشرين الثاني من عام 1967 وقحطان الشعبي رئيساً لها.

[عدل] المصادر
1) اليمن الجنوبي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً

المؤلف : الدكتور / محمد عمر الحبشي

ترجمة :الدكتور الياس فرح، الدكتور خليل أحمد خليل

دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، آذار (مارس) 1968م

2) http://www.26sep.net/

الحدة اليمنية القلب ينبض جنوبا وجهة نظر عن علاقة الجنوب والجنوبيين تاريخيا باليمن ووحدته بقلم زيد يحي المحبشي فهل ما كتب صحيح او فقط لتزوير التاريخ

الطاغية الإمام احمد ومواقفة من وحدة اليمن وكذا الوحدة من ادبيات الإمامة في اليمن


الملف الجنوبي ****** بريد الحراك الجنوبي


يتطرق الى كل البحوث المختلفة عن التاريخ الجنوبي وعلاقة الشمال بالجنوب تاريخيا حتى نصل الى جوهر الحقيقة الضائعة والحلقات المخفية لنستطيع معا وضع معالجات وتصورات للمستقبل الجنوبي اولا واليمني ثانيا والذي على ضوء ذلك نبني استراتيجية مشروعنا الجنوبي بوحدة جنوبية غير قابلة للأعرض والطلب ولا قابلة الى جذور التمزق والشتات .


عبد الحافظ العفيف


واليكم ما ورد في بحث الكاتب اليمني زيد بن يحي المحبشي


زيد يحيى المحبشي
البحث يعبر عن كاتبه
الوحدة اليمنية في مفهوم الراحل محمد أحمد نعمان: " أمٌ لكل اليمنيين، وينبغي التعامل معها على هذا الأساس كأم وليس كزوجة, فالأم في هذا السياق لا يمكن إلاّ أن نحبها مهما كانت، وبأي شكل بدت، أما الزوجة فنحن نختارها أو أقل شيء نقبل بها لهذا لا مناص من أن الوحدة هي بالنسبة لليمنيين (الأم), قدرنا الذي لا يمكن أن نوجد بدونه".

ظللت الوحدة في مختلف المراحل التاريخية ثابتةً في وجدان الشعب اليمني, رغم تقاسم الحكم في بعض الفترات بين أكثر من دولة, إلاّ أن هذه الدويلات لم تنجح في إرساء أي شكل من أشكال الانفصال, لأن الوحدة الجغرافية والتاريخية والاجتماعية والثقافية كانت أقوى وأكثر صلابة من النزعات الانفصالية الشاذّة والغريبة على اليمن وشعبه الواحد الموحد في مساره ومصيره منذ فجر التاريخ.

وهذا ليس كلاماً أو رأياً سياسياً بل حقيقة تاريخية وجودية لا يختلف عليها اثنان, خصوصاً في أوساط أبناء المناطق الجنوبية والشرقية وفي مقدمتها محافظة حضرموت الزاخر تاريخها بشهادات أبنائها واعتزازهم منذ ما قبل ميلاد المسيح بيمنيتهم وبتقاربهم مع إخوانهم في الجوف ومأرب والبيضاء أكثر من إخوانهم في المناطق الجنوبية.

الأحداث التي شهدتها المناطق الجنوبية في الأعوام الثلاثة الأخيرة أعادت إلى الذاكرة الأحداث المصاحبة لاستقلال شطري اليمن سابقاً وما بعده, بذات السيناريو وبذات الدوافع, ويكفينا هنا للتأكيد على هذه الحقيقة العودة إلى محاضرة لعبدالفتاح إسماعيل ألقاها أمام القيادات النقابية العمالية بتاريخ 20 شباط/ فبراير 1975, شخَّص فيها الوضع بدقة متناهية: "معروف تاريخياً أن الإقطاع – أكان في الجنوب أو في الشمال- لم يكن يوماً مع الوحدة اليمنية، ولم يكن تفكيره في يوم من الأيام يقوم على أساس الموقف اليمني الوحدوي.. إن مثل هذه الإقطاعيات لاشك أنها أوجدت العديد من رواسب التخلف والتفكير الضيق والإحساس بالانتماء العشائري والقبلي والإقليمي.. في وطنٍ عانى الكثير من ويلات التجزئة الإقطاعية ومن الإقطاعيات المتخلفة..".

لذا فقد كان عبدالفتاح إسماعيل يرى أن البلاد بحاجة ماسة إلى وعي حقيقي بخطورة المفاهيم التشطيرية التي غرسها الاستعمار والإمامة والإقطاعيين, وبضرورة العمل الجاد لتصحيحها, دون أن يفوته التأكيد على أن تلك المفاهيم لا يمكن أن يكون لها تأثير في شعبنا مستقبلاً, ومن يرفعها لا يمكن أن يقود نضال هذا الشعب, لأنهم لا يؤمنون بمجرى النضال الثوري اليمني في الوطن عموماً, داعياً أصحاب النزعات الانفصالية للعودة إلى التاريخ لأخذ الدروس والعبر: "لو نأخذ عبراً ودروساً من الماضي لوجدنا أن كل المواقف الانفصالية كان مصيرها الفشل، وانتهت وسقطت تماماً، فلو نأخذ مثلاً, مواقف الرابطة [رابطة أبناء الجنوب العربي] سنجد أن مصيرها كان الفشل، فقد كانت في أواخر 1958 من أقوى الأحزاب السياسية الموجودة في جنوب الوطن، ولكن رغم قوتها وتأثيرها سقطت، لسبب رئيسي هو أنها كانت أولاً: مشبوهة بارتباطها بالاستعمار، وثانياً: لأنها كانت ترفع شعار الجنوب العربي!! وكانت لا تؤمن بوحدة المنطقة ووحدة الوطن اليمني، وفي نفس الوقت كانت لا تريد أن تعتمد على جماهير الشعب، فكان لا بُد أن تسقط وأن تفشل وأن تتخلى عنها الجماهير، لأنها بالفعل لم تكن لتمثل طموح شعبنا من حيث الأهداف الوحدوية. كما أننا بعد الاستقلال نذكر جميعاً, كيف أن التيار اليميني في الجبهة القومية، عندما كان يعجز يلجأ إلى الاستعانة والاستنجاد بالتقاليد القديمة بكل قيمها العشائرية والقبلية في محاولةٍ منه لإشعال صراعات إقليمية مشبوهة من أجل إخفاء مواقفه وحقيقته, فالتيار اليميني, هو أيضاً، لم يستطيع أن يستغل قضايا الشماليين والجنوبيين.. بل أدى في الأخير بسببٍ من مواقفه تلك إلى أن يُهزم وينتهي إلى الفشل بفعل الخط الوحدوي داخل إطار الجبهة القومية.. نحن على ثقة بأن أية تيارات انفصالية سوف يكون هذا هو مصيرها, مهما ادعت وتسترت بأسلوب يميني أو يساري".

تاريخياً شهدت حقبة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي رواجاً فاقعاً للمقولات التشطيرية، سواء في أوساط أعداء الثورة والتحرر من الاستعمار والإمامة أو في أوساط أعداء الأنظمة الاستقلالية الثورية, بالتوازي مع سعي بعض قادة الجبهة الوطنية المتحدة وفي مقدمتهم أبو بكر باذيب لترسيخ فكرة التمايز النضالي: " إن ثورتي 14 أكتوبر و 26 سبتمبر تسيران في خطين متوازيين متعارضين لا يلتقيان!!" في حين سعت رابطة أبناء الجنوبي العربي والجمعية العدنية إلى ما هو أبعد من ذلك, وهو نفي يمنية أبناء المناطق الجنوبية والشرقية.

وسط هذه الأجواء الضبابية وجدت الحركة الوطنية نفسها منقسمة إلى تيارين, الأول: انفصالي آمنت به الرابطة الجنوبية والجمعية العدنية ومن لف لفهم, والثاني: وحدوي كانت في نطاقه حركة التحرر ممثلة في الجبهة الوطنية المتحدة فالجبهة القومية وتحديداً في العام 1955 الذي يعد عام الفصل في النضال الوطني على أساس وحدة الأرض والإنسان اليمني أو النضال خارج هذا الإطار، ومن حينها أصبح الموقف من إعادة الوحدة سلباً أم إيجاباً عاملاً حاسماً: إما أن تتحطم عليه القوى السياسية وتتعرى وطنياً إن كانت مبتعدة عن إعادة الوحدة أو يتقوى عمودها الفقري وتزداد نفوذاً وتوسعاً في أوساط اليمنيين, وبمعنى أخر "أصبح الموقف من الوحدة هو الموقف من ثورتي سبتمبر وأكتوبر والعكس".

صحيح أن قضية الوحدة قد وُضعت على بساط البحث في أهم مراحل نضال الشعب اليمني, وفي كل محطات تاريخه المليئة بالصراعات من أجل الوحدة، وهذا أيضاً لا يعني عدم وجود قوى ذات نزعات انفصالية ضيقة الأفق وجدت في كل مراحل التاريخ اليمني لتسير عكس تيار الوحدة تبعاً للعلاقة البندولية، بين الثقافة المحلية والثقافة الوطنية, وبين الهويات المحلية والهوية الوطنية, وبين الصراعات المحلية ومكانة الدولة المركزية من حيث الضعف والقوة, وبين الاستعمار والوحدة اليمنية.

ونحن اليوم وبعد مرور 20 عاماً من عمر الوحدة اليمنية مازلنا نشهد نتوءات انفصالية متقطعة هنا وهناك تتبدى في الممارسات المشدودة إلى الماضي وتظهر عبر بعض الأفكار والطروحات الشوفينية المغايرة لاتجاه حركة التاريخ الوحدوي اليمني, ما دعانا إلى هذه الوقفة السريعة ليس لتأكيد المؤكد وإثبات الثابت (الوحدة اليمنية) بل لكشف زيف وادعاءات الانفصاليين "الجدد" وتفنيد آرائهم وطروحاتهم الدخيلة على اليمن وتاريخه.

الوحدة في أدبيات الاستعمار

احتل الانجليز مدينة عدن في 1839 بتواطؤ من العثمانيين, لإيقاف زحف محمد علي باشا وبالتالي عودة العثمانيين إلى اليمن ثانية في 1849 وهو ما فتح الباب على مصراعيه لسيناريوهات غرس مفاهيم التقسيم الجغرافي والسياسي لأول مرة في تاريخ اليمن الواحد وإن اختلفت الأهداف.

اللافت هنا تزامن الدخول العثماني الأول إلى اليمن 1535, مع تفرق أيدي سبأ, ومع ذلك فقد كان العثمانيون حريصون على إبقاء اليمن تحت رايتهم موحداً باستثناء بعض المناطق ليتم إخراجهم فيما بعد تحت ضغط المقاومة الوطنية المستمدة قوتها من وحدتها الوطنية, في حين كان الدخول الثاني للعثمانيين 1849 بالتوازي مع التمدد الانجليزي, في وقت كانت فيه اليمن قد وصلت ذروة الانقسام والتشرذم, لذا كان من الطبيعي أن تسجل المقاومة الوطنية فشلاً ذريعاً, لأنها كانت تتم في غياب الوحدة.

كما أن إخراج العثمانيين في المرة الأولى أعقبه قيام دولة يمنية موحدة هي الدولة القاسمية, التي لم تدم طويلاً بفعل الانقسام المزري بين أئمتها والذي أغرى في نهاية المطاف الإنجليز والأتراك لاحتلال اليمن وبدء توجههما منذ القرن الثامن عشر إلى إنشاء كيانين جغرافيين وسياسيين عرفا لاحقاً باليمن الشمالية والجنوبية وتم تعميد هذا الانشطار بخط حدود النفوذ البريطاني- العثماني (1902- 1904) وتسجيله رسمياً في 1914 عندما وقع الطرفان معاهدة ترسيم الحدود والتي مثلت أول إقرار رسمي موثق لتقسيم اليمن سياسياً وجغرافياً والإشارة الأولى أيضاً لوجود شطرين منفصلين.

ورغم ذلك فقد بقي اليمن موحداً في علاقاته الاجتماعية والثقافية والنضالية ضد الاستعمار الانجليزي والوجود العثماني الأمر الذي مكّنه من إجلاء العثمانيين في نهاية 1918 ولكن عن جزء من اليمن, بينما بقي الجزء الآخر تحت الاستعمار الانجليزي ومن ثم تسلم آل حميد الدين حكم المناطق الشمالية والغربية من اليمن, بعد أن كانوا قد استطاعوا بفضل رفعهم لشعار إعادة الوحدة اليمنية من طرد العثمانيين تمهيداً لتحرير الجنوب المحتل.

حرصت السياسة الانجليزية في المناطق اليمنية المحتلة في طابعها العام على تعميق تمزيق الوحدة اليمنية, وتعميق اليأس في أوساط أبناء الشعب اليمني من عودة التحام جسدهم الواحد, في وقت تجزأ فيه اليمن إلى ثلاثة أجزاء هي الانجليز والأدارسة والإمامة؛ في حين كانت عناوين السياسة الاستعمارية واحدة في معانيها ومبانيها منذ عام 1839 بدءاً بسياسة "فرق تسد" ومروراً بسياسة معاهدات واتفاقيات الحماية وانتهاءاً بسياسة التقدم نحو الأمام وإعمال نظام الانتداب والاستشارة تبعاً لمقتضيات التجزئة ومتطلبات كبح جماح نمو الوعي الوطني الواصلة ذروتها في 1959 بإنشاء اتحاد الجنوب العربي, أملاً في تمديد سيطرة الاستعمار السياسية والعسكرية على المنطقة أكبر مدة ممكنة.

وتكمن خطورة ذلك في توجه الاستعمار منذ بداية عام 1934 إلى سلخ هوية الأجزاء الجنوبية والشرقية من اليمن عن هويتها التاريخية والجغرافية عبر تغليب الثقافات والهويات المحلية وتغذية النزعات الانفصالية, لضمان طمس الثقافة والهوية الوطنية اليمنية وإسكات الصوت اليمني الوحدوي.

ولهذا الغرض الاستعماري المقدس تم إيفاد وليم هارولد إنجرامز (1897- 1973) الضابط السياسي الانجليزي ومهندس معاهدة الصداقة الانجليزية - المتوكلية وأحد أخطر منظري التجزئة بين أبناء اليمن الواحد وطمس الهوية اليمنية لصالح الثقافات المحلية وتعميق التناقضات الداخلية, والمسؤول الأول عن المفاوضات حول الحدود مع الأئمة وتنفيذ سياسة التقدم نحو الأمام.

حيث حرص منذ وصوله إلى عدن 1934 على تأليف عدة كتب عن اليمن كان الغرض منها سلخ حضرموت وشبوة عن اليمن وحصر مصطلح "اليمن" على الأجزاء الواقعة تحت نفوذ الأئمة, فيما أعاد الأجزاء الجنوبية والشرقية الأخرى من اليمن إلى ما أسماه بالجنوب العربي مدعياً بأنه استخدم هذا المصطلح كما استخدمه الجغرافيون والمؤرخون العرب لتمييز تلك المناطق, في وقت كان فيه الانجليز يطمحون إلى خلق دولة بالجنوب اليمني على النمط الغربي وتحويل عدن إلى قاعدة لإطلاق ما أسموه بالعالم الحر.

يأتي هذا بعد فشل السياسات الاستعمارية المتبعة قبل 1934 وإدراكهم بخطورة تنامي الوعي الوطني اليمني على مخططاتهم البعيدة المدى وبالتالي تطلب المرحلة ضرورة دق إسفين التجزئة وإشاعة التمايز التاريخي والاجتماعي بين أبناء الشعب الواحد في خطوة مكشوفة لإحباط أحلام إعادة التحام الجسد اليمني.

ويكفينا للدلالة على هذا التوجه الخطير الوقوف عند مقولة انجرامز في كتابه "اليمن: الإئمة والحكام والثورات" صـ45- 47: "لقد وصفت اليمن ككيان طبيعي ضمن العالم العربي على الرغم من عدم اندماجها في كيان سياسي متحد.. إنها إقليم عربي معترف به تاريخياً وجغرافياً واؤلئك الذين يعيشون فيه أصبحوا يحملون في أعماقهم شعوراً مناطقياً مشتركاً.. إنه لم يكن لهذا الكيان على الإطلاق صفة الأمة الموحدة, بالمعنى الذي يفهمه الأوربيون من كلمة الأمة، فلم يحدث أبداً أن اعتبر اليمنيون أنفسهم بهذا المعنى حتى الوقت الحاضر.. إن العرب واليمنيون جزء أصيل منهم ميالون بطبعهم إلى الاختلاف والفرقة والتنافس على السلطة, ولذا فهم فرديون وأصحاب طفرات وفورات مفاجئة, ومفهومهم للوحدة ليس إلا فكرة غامضة وصوفية يمكن أن تتغلب عليها المغريات المادية.."

ومع إطلالة العام 1952 بدأ الانجليز بترجمة سياستهم الجديدة عبر الترويج لإقامة كيانين اتحاديين فيدراليين حسب التقسيم الإداري في الإمارات ومستعمرة عدن وتوحيدها في دولة جديدة تسمى "دولة الجنوب العربي الاتحادية" على أن تبقى مستعمرة عدن خارج الاتحاد, وفي 1954 قدموا وجهة نظرهم بشأن الاتحاد الفيدرالي وإدارته على أن تتكون من المندوب السامي, وتكون له رئاسة الاتحاد والعلاقات الخارجية والقرار الأول في حالة الطوارئ, ومجلس رؤساء يضم رؤساء البلاد الداخلية في الاتحاد, ومجلس تنفيذي وآخر تشريعي. وفي 19 شباط/ فبراير 1959 أُعلن رسمياً عن قيام اتحاد إمارات الجنوب العربي بالتوازي مع إعلان الإمام أحمد الانضمام للجمهورية العربية المتحدة وهو ما جعل الجامعة العربية تنتقد اتحاد الجنوب بشدة محذرة من خطورته في ترسيخ التجزئة.

حدث إعلان دولة الجنوب العربي المزيف والمجافي للحقائق التاريخية والسياسية والاجتماعية والثقافية لم يشذ عن مخطط تدجين الهوية الوطنية لصالح الهوية المحلية المصطنعة, وتعميق الهوة بين علاقات أبناء هذه المناطق وهويتهم الوطنية الأم, وتعميق النزعة الانفصالية التي وجدت في الجمعية العدنية ورابطة أبناء الجنوب العربي ضالتها المنشودة على أمل الحلول مكان الاستعمار بعد رحيله لتنفيذ مخططاته.

والحقيقة أن الاستعمار وجد حينها أن قوة وجوده واستمراره ومقومات أمانه متوقفة على التجزئة لأنها ستبقى إذا اُضّطر للرحيل, وذلك ما نجد دلالته في قراءة انجرامز لمستقبل اليمن بعد زوال الوجود المصري والبريطاني: "سيبقى [اليمن] على عادته القديمة في الانقسام، لأن طبيعة الأثرة والفردية عند العرب كفيلة بذلك, ولأن لهفتهم للفوز بالمغانم المادية... ستقودهم حتماً بعيداً عن التسامي الروحي.. ومعنى ذلك أن التحديث سيأخذ مدى أبعد ولكن دون أن يكون هناك اتجاه أكثر من وحدة متماسكة إلاّ إذا كان نكاية في حكم مكروه من الشعب أو استجابة لبريق فكرة جديدة، وإذا ولدت هذه الوحدة في اليمن فلا شك أنها ستدفع اليمنيين إلى الأمام ولكن لابد أنه سيمر وقت طويل قبل أن يمكن لأي أفكار جديدة أو وعي اجتماعي عميق أن يتغلب على تلك الأفكار القديمة".

الوحدة في أدبيات الإمامة

صحيح أن الإمامة قد رفعت شعار إعادة الوحدة وتحرير الجنوب المحتل في نضالها ضد العثمانيين, كما هو صحيح أيضاً أنها ظلت في صراع مع الانجليز, تتحرك تحت شعار الوحدة ظاهرياً, لكنها لم تكن تمتلك أي مشروع للوئام الاجتماعي التوحيدي, لسبب بسيط هو أنها رغم رفضها الاعتراف بالمحميات ودولة اتحاد الجنوب العربي, إلا أن مواقفها من إعادة الوحدة ظلت مندرجة تحت إطار الادعاءات التاريخية لأسلافها في الجنوب, وهو ما حال دون بذل مساعي جدية لتوحيد اليمن, وباعد المسافة بينها وبين الأمراء والسلاطين خصوصاً في الفترة (1918-1934)، حيث كانت كل الأمور مواتية لإعادة توحيد اليمن ما أدى في خاتمة المطاف إلى ظهور الحركة الوطنية التحررية وانكشاف حقيقة أن بقاء الإمامة والاستعمار مرهون ببقاء الوضع التجزيئي القائم والمحافظة عليه, باعتباره من مقومات الأمان والاستمرار في علاقة جدلية مفيدة للطرفين.

وما يهمنا هنا هو التأكيد على أن مطالب إعادة الوحدة قد تأطرت على مستوى اليمن في العام 1918, وأخذت طابعها التوثيقي في العام 1924 عندما قدم المصلح التونسي عبدالعزيز الثعالبي مشروعه التوحيدي إلى الإمام, داعياً فيه إلى عقد مؤتمر يمني يضم الإمام والسلاطين والمتنفذين من أبناء المناطق اليمنية المحتلة لإعلان الوحدة لكن الإمام رفض ذلك المشروع كما رفضه السلاطين وان كانوا قد ابدوا الاستجابة العلنية لسبب بسيط هو ربط الثعالبي مقترحه بضرورة توجه الإمام في المقام الأول إلى إصلاح نظامه السياسي كشرط واجب لتحقيق الوحدة وهو شرط يتفق مع مطالب السلاطين لكن شريطة التخلي عن الادعاءات الإمامية التاريخية في الجنوب, والإيمان بالمواطنة اليمنية المتساوية في ظل سلطة وحدوية يكون فيها الشعب هو صانع القرار.

تجدر الإشارة هنا إلى أن الإمام كان قد عين القاضي محمد الشامي مفاوضاً رسمياً لمملكته مع السلاطين والاستعمار منذ عشرينيات القرن الماضي, كما انه أنكر اتفاقية الحدود بين الانجليز والأتراك لعام 1914 غير أن إصراره على الادعاءات التاريخية دفعه في نهاية حزيران/ يونيو 1915 إلى استنكار هجوم الأتراك على عدن معتبراً إياه تعديا على حقوقه وهو موقف عجيب وغريب يشي بما لا يدع مجالاً للشك بوجود علاقة سرية تربطه بالانجليز منذ ما قبل الاستقلال بدت بصماتها واضحة في الحرص على عدم تضمين اتفاقية دعان لعام 1911 بين الإمام والأتراك أي إشارة إلى الوحدة اليمنية ما يعني موافقته الإستباقية على نظرية التجزئة, وفي هذا السياق فقط يمكن تفسير رفض الإمام يحيى نداء الوالي العثماني اثناء رحيل القوات التركية نهاية 1918 لتسلم لحج وتوجهه بعد الاستقلال مباشرة إلى إعلان استحالة إعادة الوحدة موثقا ذلك باعتراف رسمي في 1934 عندما وقع معاهدة الصداقة والتعاون مع الانجليز المتضمنة إبقاء الوضع القائم في الجنوب على ما هو عليه لأربعة عقود قادمة إلى أن تنشأ ظروف تسمح بإعادة فتح التفاوض.

كل هذا يجعلنا أمام عدة حقائق أبرزها:

- وجود مؤامرة انجليزية إمامية لإضاعة الجنوب اليمني نسجت خيوطها قبل استقلال الشمال عن الأتراك وتعمقت في 1934 دافعها في البداية خوف الإمام من دعم الانجليز لخصومه الأدارسة وفي النهاية تخّوف الانجليز من الأفكار القومية العربية ونفوذها إلى اليمن.

وقد شهدت نهاية الخمسينيات حركة مكوكية لتقارب الانجليز والإمامة حول حلول وسطية اقتصرت مخرجاتها على دفع ترسيم الحدود إلى نهاياتها وتراجع الأعمال العدائية ضد بعضهما البعض والتعاون في وقف المد الثوري الوطني في شطري اليمن.

- اعتماد الإمامة والانجليز على كل ما هو متخلف من مؤسسات الحكم الطائفية والقبلية والسلاطينية والاستبدادية ما حال في بداية الأمر دون حصول الحركة الوطنية التحريرية التوحيدية على مقومات النجاح لكنها سرعان ما استعادت عافيتها منذ منتصف العام 1955.

- تدعيم المعارضة للادعاءات الإمامية في مستعمرة عدن والمحميات وكشف حقيقة عدم جدية الإمامة في إعادة توحيد اليمن وعدم استعدادها لتقديم الوحدة على الأطماع السلطوية ولو تطلب ذلك التنسيق مع الاستعمار والتغاضي عن أعماله في تعميق الهوة بين أبناء الشعب الواحد وتفتيت قوة اليمن الواحد وضرب وحدته الوطنية.



الوحدة في أدبيات الحركة الوطنية

مرت الحركة الوطنية بأربع مراحل هي: مرحلة العمل السياسي والإعلامي السري في الثلاثينيات، مرحلة الإيقاظ والتيقظ في الأربعينيات، مرحلة الاحتجاجات في الخمسينيات، مرحلة التمرد والثورة في الستينيات والتي أنهت عهداً مظلماً من تاريخ اليمن. في حين كانت قضية الوحدة اليمنية حاضرة في كافة مراحل النضال السياسي المعاصر فكانت تارةً: " مركزاً للتقارب بين أقطاب الحركة الوطنية في الشطرين", وتارة أخرى: " بؤرة للصراع بين الاتجاهات الوحدوية والاتجاهات الانفصالية وسبباً في الاستقطابات السياسية".

الانقسام حول شعار الوحدة اليمنية احتل مكانة خاصة في العام 1955 تمثلت في انعقاد اجتماع موسع بعدن ضم الأحزاب السياسية والنوادي والهيئات وانبثق عنه خطان, الأول, "انفصالي" آمنت به رابطة أبناء الجنوب العربي والجمعية العدنية ومن لف لفهم، والثاني: "وحدوي" كانت في نطاقه حركة الأحرار والجبهة الوطنية المتحدة المنبثق عنها فيما بعد الجبهة القومية, وما بينهما كان الموقف من حقائق التاريخ والجغرافيا هو الفيصل في تكذيب توجه الاستعمار وأتباعه من القوى الانفصالية وهزيمتهم وانتصار القوى الوطنية المؤمنة بوحدة اليمن الطبيعي بعد فشل الجمعية العدنية في تقديم أي مشاريع تذكر في مضمار الحركة الوطنية الثورية, وعجز الرابطة الجنوبية عن بناء موقف وطني يمني يعطي للثقافة والفكر الشمولي وطنيته على صعيد الوطن اليمني الواحد.



أولاً: الحركات الانفصالية

واكب تعجيل الاستعمار بطبخة اتحاد الجنوب العربي انقسام حاد بين قوى الحركة الوطنية من حيث موقفها من الاحتلال ومقاومته, وموقفها من شعار إعادة تحقيق الوحدة اليمنية. حيث فضّل الفريق الأول "الكفاح السياسي", والاكتفاء بإقامة دولة اتحاد الجنوب العربي تحت رعاية المندوب السامي, وترسيخ التمايز والاختلاف بين شطري اليمن, وبذلك تطابقت شعاراته مع مخططات الاستعمار ما جعل من هذا التيار بمثابة القوة الاحتياطية للاستعمار والتي كانت تمثلها وقتها الجمعية العدنية ورابطة أبناء الجنوب العربي.

وتشير وثيقة صادرة عن الرابطة في 1958 نشرتها مجلة اليمن التابعة لجامعة عدن في ايار/ مايو 2004, إلى نوعين من الأحزاب القائمة حينها من حيث درجة الموالاة للاستعمار, أولاها "تعمل على تنفيذ مخططات الانجليز" وفي مقدمتها الجمعية والرابطة وحزب الشعب الاشتراكي والاتحاد الوطني وتيار عريض من السلاطين والأمراء ، والأخرى: "غير موالية للاستعمار" مع بعض التحفظات كالبعثيين وجزء من حزب الشعب الاشتراكي والإخوان المسلمون والقوميون العرب (جناح قحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف) وعدد من السلاطين والأمراء الذين عزلتهم حكومة الاستعمار بسبب معارضتهم لسياستها.

ومعلومٌ أن الجمعية العدنية كانت تنادي بعدن للعدنيين فيما كانت الرابطة الجنوبية في بداية عملها تسعى إلى توحيد أراضي الجنوب المجزأة تحت رايتها, غير أن دخول سموم ذوي السلطة والسلطان في صفوفها دفع بالكثير من قادتها إلى الانفصال عنها وإعلان النضال ضد طروحاتها والذي وصل ذروته في 1954 عندما أعلنت الرابطة أنها تمثل قوة احتياطية للاستعمار.

تبني الرابطة لدولة "اتحاد الجنوب الفيدرالي" تمت مواجهته حينها بمقاومة جماهيرية قوية وتُوجت بانتفاضة 24 أيلول/ سبتمبر 1962 ضد المجلس التشريعي بعدن والحكم الذاتي ومقاطعة الانتخابات التشريعية قبل ذلك في 1955 تحت شعار "يمنية المنطقة ووحدتها", لكن إجادة الرابطة لفن التلاعب بشعارات الوحدة اليمنية والوحدة العربية أعطاها فسحة للتمويه على مواقفها الانفصالية, وكذا إرباك الحركة الوطنية التوحيدية وبلبلة صفوفها, في وقتٍ كانت شعارات الرابطة غامضة وغير صريحة من قضية الوحدة اليمنية "وحدة شعب الجنوب الكبير"!.

والأخطر من هذا لجوءها إلى طرح الوحدة اليمنية في إطار الوحدة العربية, أي ليس بوصفها قضية قائمة بذاتها بل كقضية معلقة بقضية أخرى ومشروطة بها ما جعلها تدفع باتجاه تعجيل الاستعمار بولادة اتحاد الجنوب العربي 1959 لقطع الطريق على دعاة الوحدة اليمنية.

هذه الأمور مجتمعة كشفت مدى عمق النفس الانفصالي لدى الرابطة بدلالة حرصها على تضمين دستورها الدعوة إلى "اعتبار الجنوب العربي وحدة طبيعية سياسية واقتصادية في كيان منفصل عن اليمن" وهو ما جعل هذا التوجه المنكِر ليمنيته محكوم في خاتمة المطاف بالسقوط الذريع عشية إطلالة 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 1967.



ثانيا: الحركات الوحدوية

تساعد الوثيقتان الصادرتان عن مؤتمر الطلبة اليمنيين الدائم بالقاهرة عام 1956 في تكوين صورة عن طبيعة المشاريع المطروحة حينها فيما يتعلق بالوحدة اليمنية, وكذا مشروع قيام دولة مستقلة بمعزل عن الشطر الشمالي, حيث حذر المؤتمر في بيان له من خطورة هذا المشروع على حاضر ومستقبل اليمن وما يرمي إليه من تجذير ممنهج لفكرة "وجود شعبين متمايزين في اليمن", معلناً في الوقت ذاته تمسكه بالوحدة.

ومن هنا جاءت الجبهة الوطنية المتحدة عام 1955 التي رفعت لأول مرة في تاريخ المنطقة شعارات وطنية منادية بالاستقلال السياسي الناجز عن الاستعمار وبوحدة اليمن، إلاّ أن نجاح الاستعمار في تدجينها قاد إلى عدة انشقاقات كانت من نتائجها في بداية الأمر ترسيخ دعائم حكومة الاتحاد الفيدرالي وبلبلة المواقف من الوحدة اليمنية والتي سرعان ما تحولت إلى صراع مسلح بين فصائل الحركة الوطنية المتحدة في 1966 (جبهة التحرير والجبهة القومية).

وسط هذه المعمعة برزت في الساحة الجنوبية رؤيتان فيما يتعلق بموقع شعار الوحدة في سلم الأولويات بالنظر إلى طبيعة المرحلة, الأولى: ترى أن المرحلة هي مرحلة وطنية (وثيقة حزب العمل- النقابات العمالية)، فيما رأت الثانية: أنها مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية (نشرة اتحاد الشعب), وبالتالي إقرار التيار الأول بان الوحدة هي المهمة الأساسية للمرحلة الوطنية الحاضرة ولها الأولوية على ما عداها لأنه بحلها تُحل المهام الأخرى بما فيها المهام الاجتماعية؛ فيما أصر التيار الثاني: على أن تحقيق الوحدة أمرٌ مشروطٌ بإقامة حكم وطني- ديمقراطي في الشمال, والى حين تحقق ذلك ينبغي الحفاظ على النظام الديمقراطي في الجنوب.

التيار الثاني بدوره انقسم إلى فريقين فيما يتعلق بموقع الوحدة في إطار مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية ومستقبل قضية الوحدة حيث ذهب الأول: إلى استحالة انجاز مرحلة الثورة بدون قيام الوحدة (أنيس حسن يحيى، سلطان أحمد عمر، عبدالعزيز عبدالولي) باعتبار الوحدة مهمة أساسية وان الثورة تجري على مستوى الوطن؛ فيما شكك الثاني: في إمكانية الانتقال إلى الاشتراكية من دون الوحدة (عبدالفتاح إسماعيل). ناهيك عن بروز تيار ثالث: يرى أن الاستقطاب الدولي الذي إنشّد إليه شطرا اليمن قد جعل تحقيق الوحدة أمراً مستحيلاً وهذا ما يفسر حقيقة نجاح أعداء الثورة اليمنية في جعل قضية الوحدة مسألة ثانوية في فترات زمنية ربما وصلوا فيها إلى قمة السلطة سواء في الشمال أو الجنوب.

نجيب قحطان الشعبي في مقالة له نشرها موقع تاج عدن بتاريخ 9 شباط/ فبراير2010 تحت عنوان "الوحدة اليمنية: نشوء وتطور الفكرة واهتزاز الانجاز", خلُص إلى أن الوحدة ظلت الشعار المحرك لكافة القوى الوطنية المنبثقة عن الجبهة الوطنية المتحدة رغم تباين تياراتها وتصارعها فيما بينها وتباين مواقفها من الاحتلال وفي مقدمتها الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل 1963 بقيادة قحطان محمد الشعبي وفيصل عبداللطيف والذي وضع حينها وثيقة هي من أهم الوثائق السياسية عن الاتحاد الجنوبي "المزيف", ومن حينها لا تكاد تخلو وثيقة أو بيان أو تصريح للجبهة الوطنية من الحديث عن الوحدة اليمنية وفي مقدمتها ميثاقها الوطني الذي أكد في ديباجته على أن "إعادة وحدة شعبنا العربي في إقليم اليمن شماله وجنوبه سيراً نحو وحدة عربية متحررة مطلب شعبي وضرورة تفرضها المرحلة". كما أفرد الميثاق باباً خاصاً أثبت فيه وحدة الكيان اليمني عبر التاريخ. في حين تضمن البرنامج التنظيمي السياسي للجبهة الحديث عن آفاق وحدة النضال اليمني: "إن وحدة الأرض ووحدة الشعب اليمني ظلت عبر التاريخ على الرغم من حالات التمزق والتجزئة الآنية، وحدة متماسكة على كافة المستويات.. ولم تتمكن أية نهضة أو حضارة حقيقية أن تقوم إلا في ظل هذه الوحدة".

نخلص مما سبق إلى أن الوحدة ظلت حاضرة في مختلف مراحل النضال الوطني باعتبارها من الأهداف النبيلة, ولذا ليس من قبيل المفارقة أن نجد الحديث عنها تاريخياً في المناطق الجنوبية والشرقية كان سابقاً للحديث عنها في المناطق الشمالية والغربية, كما تشهد بذلك كل أدبيات ووثائق الحركة الوطنية الجنوبية, وهو ما يؤكد دورها التاريخي والريادي في إعادة الوحدة ويكشف زيف المتنكرين اليوم للوحدة والمطالبين بإعادة كيان الجنوب العربي الدخيل على وحدة اليمن أرضاً وإنساناً.

وبالمناسبة فإن مقولة الاستعمار التي يرددها البعض فيما يتعلق بأن الجنوب "إقليم ذو تاريخ سياسي مستقل عن شمال اليمن" تعد مقولةً ساقطة تاريخياً. ولو عدنا إلى عهد التبابعة لوجدناهم يذيلون ألقابهم الملكية بلقب (ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات وتهامت) دون أي ذكر للجنوب العربي. والملاحظ على ذلك النص أيضاً إضافة لفظة يمنات في الوقت الذي أضيفت فيه حضرموت, مما يدل على وجود صلة وثيقة بينهما. والاهم من هذا وذاك أن إطلاق يمنات حينها, إنما أُريد به الإشارة إلى سواحل اليمن الجنوبية, فيما أطلقت لفظة تهامت على سواحل اليمن المطلة على البحر الأحمر, وهي حقيقة تاريخية وثقتها أمهات كتب التاريخ العربي القديم التي حاول الاستعمار تزييفها بهدف تشويش الموقف من الوحدة اليمنية, وطمس هويتها الوطنية التاريخية, ووحدتها الجغرافية الضاربة في أعماق التاريخ, ومن ثم دفع اليمنيين إلى التحليق فوق رمال الطبقات وصراعاتها الدامية, لأنه يعلم في قرارة نفسه أنه "عندما تغيب بوصلة الانتماء الوطني و الهوية الوطنية, يصبح الوقوع في تيه ومستنقع الانتماءات والولاءات العشائرية والطبقية أمراً طبيعيا" وذلك غاية أماني أعداء اليمن ووحدته قديماً وحديثاً.

Al-mahbashi@maktoob.com

عبد القوي مكاوي وعلاقته بجبهة التحرير وموقفه من استقلال الجنوب في عام 1967م

نبذة تاريخية عن الجنوب العربي ما قبل استقلال الجنوب عن بريطانيا ثم اليمن الجنوبي بعد الإستقلال الأول 1967م

متابعة ملف الجنوب****** بريدالحراك الجنوبي

اعداد العميد/ طيار عبد الحافظ العفيف

نقلا عن مختلف المراجع والمصادر المذكرة في هذا الملف










وثائق تاريخية مهمة عن الجنوب للاطلاع ( ماكان يعرف باليمن الجنوبي)

الجنوب العربي وحركة التحرر الوطني.
يتميز الجنوب العربي بموقع جغرافي فريد يمتد من باب المندب غرباً وجبل الشيخ سعيد من على امتداد المداخل الجنوبية للبحر الأحمر ومداخل المحيط الهندي مما جعله يكسب أهمية إستراتيجية جعلته نقطة صراع منذ الحقب التاريخية للتنافس والحماية للمصالح الإستراتيجية والتجارية في المحيط الهندي وباب المندب ليجعل منه جسر دولياً في وسط المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط. وبهذه المكانة الإستراتيجية للجنوب العربي وجد نفسه هذا الشعب داخل حلقة الصراع الدولي للسياسة التي أفرزتها الحربين العالميتين من بروز سمه جديدة للعصر في الصراع السياسي في ذلك الوقت (المعسكر الاشتراكي - المعسكر الرأسمالي) وهذا الصراع أدى إلى بروز حركة التحرر الوطني من الاستعمار في حق تقرير المصير للشعوب والتي أقرتها الأمم المتحدة لتصفية مخلفات الاستعمار لنيل الاستقلال لهذه الشعوب. وباندلاع ثورة 23 يوليو في مصر 1952م لعبة دوراً بارزاً في التأثير على مجريات الأمور في الوطن العربي والشرق الأوسط عموماً سواء من حيث المفاهيم والمنطلقات الفكرية التي طرحتها كمنهاج وخطة عمل على الصعيد الداخلي أو بالنسبة لمجمل تحالفاتها وعلاقاتها مع القوى والأنظمة القائمة ونظرتها لطبيعة التحالف مع القوى الخارجية. والواقع أن تأثير الثورة على الحركة القومية العربية كان كبيراً لدرجة أنه ما من حزب قومي إلا وطلب ربط مصيره بمصير ثورة مصر التي قادها عبدالناصر وكانت حركة القوميين العرب الأكثر تأثراً بالثورة المصرية. ودخل الجنوب العربي ضمن هذا الصراع القومي لمفهوم الوحدة العربية ويمننة الجنوب على طريق قيام الدولة العربية الموحدة من خلال إنشاء الحركة الوطنية والمتمثلة في مجموعة من التنظيمات السياسية للعمل الوطني وتفعيل دورها مع كافة الشرائح في المجتمع المدني المتمثل في النقابات العمالية والمهنية وغيرها من التحالفات الشعبية لكي تلعب دوراً كبيراً في توعية الشعب نحو حركة التحرر الوطني ودعوة إلى دمج إمارات الجنوب العربي مع اليمن على طريق الوحدة العربية وبانتصار ثورة يوليو ودعمها للقوميين قُدر لهذا الشعب أن يسجل صفحة من صفحات الدمج ألقسري لهوية وتاريخ وثقافة شعب الجنوب العربي المتأصل في جذور التاريخ الإنساني والحضاري في مملكاته الأولى مثل مملكة حضرموت التي سادة قبل ثمانية عشر قرناً قبل الميلاد ومملكة قتبان التي تعتبر أول دولة أسست نظام برلماني في العصر القديم والذي يعتبر بمثابة نظام البرلمانات الحديث. أًسس مبدأ القرار الجامعي وكان ذلك بداية العصر الميلادي وكذلك شق الطرقات وترصيصها بالأحجار وحفر الأنفاق لتسهيل طرق القوافل التجارية. وبهذه الدعوة القومية وبحسن النوايا لشعب الجنوب التواق لوحدة الأمة تخلا عن كل هذا التاريخ ليقدم للأمة أروع صور التضحية والحب قوبلت بالجحدان والنكران وطمس الإنسان.
الحرب العالمية الأولى وسلطنات الجنوب العربي.
عاشت الدول العربية والإسلامية قبل عام 1918م تحت دار الخلافة العثمانية وبهزيمة العثمانيين منحت بعض الدول استقلالها مثل مناطق أقاليم شبة الجزيرة العربية التي منحت فيها تهامة وزبيد استقلالها عن الخلافة العثمانية وذلك بحسب الاتفاقية التي أبرمة في 25 ذي الحجة سنة 1336هـ الموافق 31 ديسمبر 1918م عقدت الهدنة بين دولة تركيا والمملكة البريطانية وحلفائهما وقد قبلت تركيا بلا قيد أو شرط بعد هزيمتها هذه الاتفاقية وقد حددت الاتفاقية بين الأتراك والبريطانيين على مسالة الحدود وتسليم الحكم في اليمن إلى الإمام يحيى بعد أن تكبدوا خسائر في حربهم إلى جانب ألمانيا وقد هاجم قائد الجيوش التركية علي سعيد باشا سلطنة لحج العبدلية في 22 شعبان من عام 1333هـ وفي الساعة الحادية عشر ظهراً بدأت تتجمع القوات العثمانية حول لحج وفي الساعة الرابعة عشراً هاجم الأتراك مدينة الحوطة وأطلقوا عليها المدافع وفي صباح يوم الاثنين الساعة العاشرة أبيحت المدينة للناهبين ثلاثة أيام وأصبحت المدينة خراباً وأهلها فقراء ففشت المجاعة في البلاد وضجت العباد حتى فتحت الطريق إلى عدن وفي ليلة غرة شهر رمضان توفي السلطان علي بن أحمد بن علي سلطان لحج وخلفه ابن عمه السلطان عبدالكريم فضل بن علي وقد شنت الحرب تحت فتوى شيخ الإسلام في الأستانة صرح لهم إباحة أموال المسلمين المهاجرين لأنهم فروا من بلاد المسلمين للنصارى والمراد بها عدن وهو الميناء الرئيسي لسلطنة لحج التي سقطت تحت يد الانجليز في ذلك الوقت وتركيا تحارب لصالح ألمانيا وهي حرب ليس للمسلمين فيها لا ناقة ولا جمل على ما ذكرت في المصادر.
وقد سعى السلطان عبدالكريم بدوراً كبيراً في جعل من اليمن دولة موحدة مستقلة تضم كل من الشوافع والزيود في اليمن تحت سيادة الإمام يحيى معارضاً قيام دولتين أحدهما في صنعاء وأخرى في تعز وفي مارس 1919م انسحبت كافة القوات التركية وبهذا تم تعين الإمام يحيى بن حميد الدين ملكاً على المملكة المتوكلية وذهب في توسعة ناقضاً كل الاتفاقيات والمساندة في دعمه من أشقاءه في الجنوب والسلطان عبدالكريم في لحج وبدأ يفرض سياسة أمر الواقع من أجل احتلال سلطنة لحج العبدلية وهي إحدى سلطنات الجنوب الهامة. وفي عامي 1925-1926م بدأت مسألة مناقشة اتفاقيات الحدود مع الإمام يحيى فرفض الاعتراف بهذه الاتفاقيات وأدخل إمارات الجنوب العربي والملكة المتوكلية في دوامة الصراع السياسي المدعوم لصالح قوى أخرى.
لقد تعرض سلاطين إمارات الجنوب العربي إلى هجوم كبير بوصفهم دعاة للانفصال والفرقة وبالخيانة لأوطانهم وأن هذه القوى المدعية متناسية الحقائق التاريخية لهذا الشعب الذي يشكل مجموعة إمارات ومشيخات ووجودها وجود تاريخي يؤكده العصر الإسلامي الذي نشأت فيه أكبر دول في الجنوب العربي اشتهرت بتراثها التاريخي العظيم وللحقيقة. نستعرض بعض هذه الملاحظات لتوضيح الأمر للقارئ:

وفي عام 1948م وبعد قيام جامعة الدول العربية تقدمت السلطنة العبدلية بمذكرة إلى هذه المنظمة العربية طالبة قبولها عضواً أو تمثيلها في اللجنة الثقافية أسوةً ببلاد المغرب فاعترضت حكومة اليمن على ذلك الطلب بحجة أن لحج محمية بريطانيا وجزء مقتطع من اليمن وألا يمكن بأي حال يكون لها ممثلون في الجامعة العربية وعلى هذا الأساس فليس لحضرموت أو لحج أن تعتبر نفسها سلطة قائمة بذاتها وأن تثبت وجودها في الخارج كهيئة أو حكومة ذات سيادة مستقلة.
وقد اثأروا ممثلو اليمن زوبعة كبيرة ضد سلطنة لحج على الرسالة التي قدمها السيد محمد علي الجفري مستشار عظمة سلطان لحج لصاحب الدولة رئيس الوزارة المصرية بتاريخ 8 ربيع الثاني سنة 1367هـ الموافق 18 فبراير عام 1948م وضح فيها مزاعم المعارضين لتمثيل لحج في الجامعة العربي بحجج قاطعة لا تدع مجالاً لأولئك الذين يحلمون بضم إمارات الجنوب العربي إلى اليمن.
وهذا نص المذكرة السياسية التي أرسلتها سلطنة لحج إلى الجامعة العربية والوفود التي حضرت جلسات الجامعة في شهر فبراير 1948م:
حضرة صاحب الدولة:
بعد الإجلال والاحترام اطلعنا اليوم على اعتراضات أبداها حضرة مندوب حكومة اليمن على انضمام سلطنة لحج إلى بعض لجان جامعة الدول العربية عامةً كما اطلعنا على نشريات أخرى غير صحيحة نشرتها جريدة المصري حول هذا الطلب وإني بصفتي مستشار عظمة السلطان وقد انتدبني لتمثيله في الجامعة أتشرف بأن أقدم لدولتكم المذكرة الآتية:
- أولا: أن سلطنة لحج مستقلة منذ مائتين وثلاثين عاماً وقبل أن يكون للانجليز أي تدخل في السياسة العربية وقبل أن تستقل اليمن بمائتي سنة.
- ثانياً: أن سلطنة لحج ليست محمية بريطانية ومعاهدتها مع الانجليز معاهدة صداقة وود وقد سلمنا الصورة الرسمية عنها إلى معالي الأمين العام.
- ثالثاً: أن عظمة السلطان لا يتقاضى مرتباً من الانجليز ولكن بريطانيا في مقابل استثمار ملاحات بلدة الشيخ عثمان ومقابل المياه الحلوة المستغلة منها تدفع نحو أربعين ألف روبية.
- رابعاً: أن سلطنة لحج مستقلة استقلالاً داخلياً كاملاً ولا يوجد فيها مستشارون إنجليز ولا أي موظف إنجليزي ولا أي مندوب من قبل بريطانيا في أي دائرة ولا المحاكم الشرعية.
- خامساً: أن سلطنة لحج مستعدة لتنفيذ الرغبات العربية القومية ولكنها لا تقبل الانضمام إلى حكومة لا تقوم على أساس نظامي من دستور أو قانون وتطلب من جامعة الدول العربية انتداب لجنة تكون ضيفة عليها لتحقيق الأوضاع الحاضرة في لحج واليمن وترى الفرق الشاسع بينهما في النظام وحكم الشورى والحرية الشخصية وحالة التعليم والصحة وغير ذلك من المرافق العامة.
فمن هذا يتضح ما في تلك الأقوال من مغالطات غير صحيحة، كما أننا نطلب سماع ردنا عليها والوقوف على وجهة نظرنا في مواجهة حضرة مندوب حكومة اليمن الذي لم يراع الأصول السياسية المتعارف عليها بين الحكومات وبعضها.
وفي الختام أرجوا أن تتفضلوا بقبول فائق الاحترام

هذا وإني أختم كلمتي بأنه ليس هناك طريق للوحدة اليمنية وتنفيذ الرغبات القومية العربية إلا الطريق الذي ألمعت إليه آنفاً، أن تقوم في اليمن حكومة نظامية مدنية تعترف بوجود العلم والفن ولا تعتبر الجامعات والكهرباء والراديو والطيارات من عمل الشيطان،،
محمد علي الجفري
الحركة الوطنية ويمننة الجنوب.
ظلت عدن بعد سقوطها في أيدي البريطانيين تابعة لحكومة بومباي وكانت بريطانيا تهتم بالميناء فقط فهي تسعى لزيادة التبادل التجاري مع الأقاليم المحيطة وكانت تركز اهتمامها لتعزيز التجارة بين الشرق والغرب في ميناء عدن ولم يتدخل الإنجليز في شؤون إمارات الجنوب العربي إلا بعد معاهدات الحماية دون تدخل فعّال في شؤونها وفي أول إبريل عام 1937م فصلت عدن عن الحكومة الهندية كولاية تابعة لها إلى مستعمرة تابعة للتاج الملكي البريطاني مع استمرارها كميناء حر وجاء هذا التغير في سلسلة المتغيرات الإستراتيجية التي حكمت بين الشرق والغرب لهذا عملت بريطانيا لنقل كافة مهام السلطة الإدارية إلى وزارة المستعمرات تحسبتاً لأي متغيرات دولية وكذا استقلال الهند التي نالتُه في عام 1947م وكل هذه الظروف والمتغيرات في معطيات أمور الجنوب العربي أدت إلى بروز المشاركة الفعلية في الصراع ما بين دعاة الاستقلال بالثورة السلمية في نيل حق تقرير المصير وبين دعاة الثورة المسلحة في الجنوب نحو تحقيق الوحدة العربية اليمنية.
وعلى هذه المتغيرات بدأت بريطانيا في عام 1947م على تأسيس مجلس تشريعي يضم ثمانية من الموظفين وثمانية آخرين من غير الموظفين يتولى الحاكم العام تعين أربعة من الفئة الأولى مع أفراد الفئة الثانية ودخلت عدن ومع إمارات الجنوب مرحلة جديدة من العمل السياسي تجلى ذلك في ظهور منظومة الأحزاب السياسية وإنشاء الجمعيات والنقابات وفي بداية الخمسينات تكونت الجمعية العدنية وحزب رابطة أبناء الجنوب العربي وكذا مجموعة من الأحزاب الصغيرة التي لم تنجح في الاستمرار مثل الحزب الوطني الاتحادي والمؤتمر الدستوري وحزب الأمة والحزب الشعبي.
وفي يوليو عام 1955م طالبت الجمعية العدنية وحزب الرابطة بانتخابات فعلية للمجلس التشريعي في عدن وقد تم تحديد عدد المرشحين للانتخاب في بعض الأعضاء لأول مرة أن يعتمد الترشيح على أربعة وقد تحصلت الرابطة على ثلاثة مقاعد من الأربعة المرشحين وبهذا ظل الحاكم العام يملك الصوت المرجح في المجلس وفي مايو 1956م قدمت الرابطة مجموعة من المقترحات لتحقيق مزيد من الخطوات في طريق الحكم الذاتي وإقامة مجلس تشريعي منتخب ووزارة منتخبة والاعتراف باللغة العربية كلغة رسمية والعمل على تخفيض عدد الموظفين الانجليز في المستعمرة للمناصب العليا وفي نوفمبر 1957م أعلنت الحكومة البريطانية عن تغييرات دستورية جديدة في المجلسين التنفيذي والتشريعي ونص الدستور الجديد الذي تحول إلى قانون في نوفمبر 1958م على أن يضم المجلس التشريعي الجديد أثنى عشر عضواً منتخباً وخمسة أعضاء بحكم مناصبهم في الحكومة وستة معينين ورئيساً يعينه الحاكم العام وقد أزالت هذه الترتيبات الجديدة الأغلبية التي كانت للموظفين في المجلس التشريعي وعهدت بالمسؤولية دوائر التعليم والأشغال العامة والمواصلات والعمل والخدمات الاجتماعية والصحة إلى خمسة من أعضاء المجلس التشريعي على أن يكون ثلاثة منهم منتخبين وظل الحاكم محتفظاً بالسلطات التشريعية والتنفيذية في يديه إلا أن اللغة العربية أصبحت للمرة الأولى اللغة الرسمية والبديلة عن الانجليزية في المجلس التشريعي.
وبدخول الرابطة انتخابات المجلس التشريعي وجهت لها ضربة سياسية قوية في سمعتها في ذلك الوقت من قبل أعضاؤها الذين أيدوا المقاطعة وقد اشتعلت بينهما الاختلافات وأظهرت التناقضات. وبهذا الموقف عملت القوى الوطنية إلي تجميع النقابات في عدن وقد كانت توجد في عام 1955م ثلاث نقابات وازداد عدد هذه النقابات فيما بعد إلى 25 نقابة حتى بلغت عام 1956م إلى 30 نقابة وفي نفس هذا العام أنشئ مؤتمر عدن للنقابات (المؤتمر العمالي) ويضم فيه اتحاد عمال الميناء والبترول، والوظائف المتنوعة الحكومية والمواصلات والبريد والوظائف المهنية والوظائف المتنوعة. وفي عام 1962م شُكل حزب الشعب الاشتراكي كواجهة للعمل السياسي بما يسمى مؤتمر عدن للنقابات تعتبر هذه المرحلة هي مرحلة البدايات لثورة بمفهومها الشامل كمقدمة إستراتيجية للعمل السياسي والشعبي تحت نظريتين، معركة التحرير للجنوب العربي متمثل في الثورة السلمية، ومعركة الثورة المسلحة المتمثلة في أيدلوجية الفكر القومي للوحدة العربية ويعتبر حزب الشعب الاشتراكي هو الحزب السياسي الوحيد الذي أنشئ في ذلك الوقت وقد برز على أنقاض حزب الرابطة بعد هزيمته السياسية على كافة الجوانب الشعبية والنقابية بغض النظر فيما حققه من انجازات سياسية على صعيد العمل السياسي وتقديم قضية الجنوب العربي في المحافل الدولية والأمم المتحدة.
باندلاع الانتفاضة المسلحة بقيادة الشيخ غالب بن راجح لبوزة من ردفان بدأت التناقضات على الساحة السياسية بين مؤيد ومعارض فالأحزاب التي نادت بالعمل السلمي لانتزاع الاستقلال باعتباره الأسلوب الوحيد الذي يلبي مطالب جماهير الشعب وأهدافه وآماله مثل حزب رابطة أبناء الجنوب العربي الذي انطلق من أن الجنوب العربي شعب مستقل عن ما يسمى بالتراب اليمني وهو يعتبرها نظرية خرافية لأنه لا يوجد شيء اسمه طين يمني متميز بملامح وسمات وخصائص وصفات عن التراب العربي ويعتبرون هذا الموضوع موضوعاً جدلياً لا طائل تحته ولا جدوى إطلاقاً من إثارته معتبرين أن الجنوب جنوب عربي ليس من حيث شكل التسمية ولكن من حيث الجوهر والمحتوى والدلالات التاريخية وقد شجنت الرابطة النضال المسلح واعتبرته خطراً يهدد الجنوب بالدمار.
أما حزب الشعب الاشتراكي يعتبر النضال المسلح وسيلة رئيسة للضغط على الاستعمار من أجل الوصول إلى حلول سياسية أفضل وليس لإحراز انتصار عسكري حاسم وقد أيد ذلك الطرح حزب البعث في الجنوب والتزاماً بذلك الخط مضموناً ومحتوياً وسلوكاً.
الاتجاه الثاني تيار الثورة المسلحة وهذا التيار ينقسم إلى قسمين:


بدأت فكرة الثورة عبارة عن تيار نظري ولم تكتمل لدى الثورة أية خطة عمل إستراتيجية للعمل السياسي والعسكري والشعبي وكما ذكرنا سابقاً أن المؤتمر العمالي للنقابات لعب دوراً كبيراً في تحريك الشعب للمظاهرات والاحتجاجات والإضرابات والعصيان المدني وفي خلال هذه الفترة تمت لقاءات بين القوى الوطنية دعا إليها بعض رجال القبائل البارزين وممثلون من ضباط الجيش الاتحادي وممثلون عن حركة القوميين العرب واستطاعت هذه الشخصيات أن تتزعم الدعوة لاجتماع القوى الوطنية في دار السعادة بصنعاء وذلك في تاريخ 24 فبراير سنة 1963م وفي هذا الاجتماع الذي حضره أكثر من ألف شخص من القبائل ومن الجنود ومن الضباط الأحرار وممثلي حركة القوميين العرب استقرت الرؤى على تشكيل لجنة تحضيرية لتقوم بإعداد مشروع ميثاق في صيغة نداء إلى الفئات الوطنية لكي تلتقي في جبهة واحدة أطلق عليها في البداية جبهة تحرير الجنوب المحتل وانتخبت لجنة تكونت من 11 عضواً تم اختيارهم من الحاضرين وكان من أبرزهم قحطان الشعبي وناصر السقاف وعبدالله المجعلى ومحمد على الصوماتى وثابت علي المنصوري ومحمد أحمد الدقم وبخيت مليط وأحمد عبدالله العولقي وعيدروس حسين قاضي وعلي محمد الكاظمى وعبدالله محمد الصلاحي. وعقدت اللجنة التحضيرية عدة اجتماعات توصلت بعدها إلى إعداد مشروع ميثاق تمت الموافقة عليه في 8 مارس سنة 1963م وأقره الحاضرون من رجالات القبائل والضباط والجنود الأحرار وممثلي القوميين العرب ويتكون الميثاق من مقدمة ومن نقاط عريضة حددت الأهداف والمبادئ التي تناضل من أجلها.
وفي 19 أغسطس 1963م صدر بيان رسمي بقيام الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل وشكلت قيادة للجبهة مكونة من ستة ممثلين عن قطاع القبائل وستة ممثلين عن حركة القوميين العرب وقد لعبة أحداث 14 أكتوبر 1963م التي حدثت بين قبائل ردفان والسلطات البريطانية عندما وجه إنذاراً إلى قبائل ردفان بتسليم السلاح وبدأ التحدي بإرسال قوات ضخمة مدعمة بالمصفحات والدبابات وطائرات لقصف قرى ردفان وتأديب قبائلها مما أثار الشيخ غالب بن راجح لبوزه ودفعه في دخول معركة مسلحة مع القوات البريطانية مما جعل الجبهة القومية أمام أمر واقع فاستغلتها الجبهة القومية وأعلنت في بيان لها اندلاع الثورة المسلحة وأنها المسئولة عن أحداث 14 أكتوبر وبهذا الموقف قضت الجبهة القومية على كافة معارضيها في قيام الجبهة المسلحة للتحرير وقد قرأ البيان من صنعاء أثناء وجود بعض كبار المسئولين العرب في صنعاء وطلبت الجبهة القومية تدعيمها بالسلاح والإمكانيات الضرورية لاستمرار الثورة فوافق المسئولين العرب على أمداد الجبهة ببعض المتطلبات على أن يدرس الموضوع في القاهرة وبعد ذلك عززت جبهة ردفان ببعض الإمكانيات لتقوية استمرارها وأرسلت الجبهة القومية ممثلاً عنها ليتولى قيادة الجبهة وهو الشيخ عبدالله المجعلى وذلك بعد استشهاد الشيخ غالب بن راجح لبوزه في أول يوم لاندلاع الثورة في ردفان وبهذا أصبحت ثورة ردفان شعلة للثورة الشاملة في ربوع الجنوب العربي كله وقد عملت الجبهة القومية على توسيع نشاطها في تلك الفترة وبدأت تستقطب بعض التجمعات السرية التي ظهرت في المنطقة قبل قيام الثورة المسلحة وبدأت في السعي لانضمام هذه التجمعات مثل جبهة الإصلاح اليافعية والجبهة الوطنية والمنظمة الثورية لتحرير الجنوب وتنظيم الضباط الأحرار والجبهة الناصرية وبهذا أصبحت الجبهة القومية مكونة من سبعة تنظيمات سرية استطاعت بالفعل أن تتوسع وأن تتغلغل في كافة صفوف الجماهير وأن تقطع دابر تلك التشكيلات والأحزاب السياسية التي لها موقف من الثورة المسلحة.
أما الأحزاب السياسية الأخرى مثل حركة القوميين العرب والبعثيين والشيوعيين رغم حجم كل منهم ودوره فقد ساهمت إلى حد ما فكرياً في تعميق أسلوب النضال المسلح في أوساط الجماهير في المنطقة وقد التزم حزب البعث في الجنوب بخط حزب الشعب الاشتراكي.
الدمج ألقسري وجبهة التحرير.
في 23/12/1963م دعا الرئيس جمال عبدالناصر إلى مؤتمر القمة العربية الأول ومن أجل ذلك عمل على توحيد الصف العربي وتنقية الأجواء وكانت هذه الخطوة بمثابة تنشيط لدور الجامعة العربية وفي يوم 5/7/1964م عقدة بمبنى الجامعة العربية بالقاهرة وتحت رعايتها مؤتمر وطني للجنوب المحتل حضرة الأمين العام المساعد للجامعة وعدد من الأحزاب والهيئات والشخصيات المستقلة وحزب الشعب الاشتراكي وحزب رابطة أبناء الجنوب العربي والمؤتمر العشبي بحضرموت والاتحاد الشعبي الديمقراطي والسلطان علي عبدالكريم والسلطان أحمد عبدالله الفضلي ومن المشائخ محمد أبوبكر بن فريد وشخصيات مستقلة مثل السيد عبدالقوي مكاوي وعمر شهاب وقد عبر الأمين العام في كلمته عن غرض الرئيس إلى هذا اللقاء وهو الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الاستعمار واتخاذ خطة موحدة لدعم النضال الوطني والتوجه يداً واحدة إلى لقاء اللجنة الفرعية لتصفية الاستعمار التي تزور القاهرة لتستمع إلى أبناء الجنوب العربي المحتل. وقد أصدرت الأطراف المجتمعة بياناً مشتركاً وتحديد إطار العمل الوطني في مواجهة الاستعمار يداً واحدة والنضال المقدس وشجب مؤتمر لندن اللادستوري والمطالبة بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالجنوب المحتل. وفي يوم 30/7/1964م وقعت الأطراف على الميثاق الوطني الذي نص على إقامة مجلس تنسيق يمهد لقيام تكتل وطني في الجنوب. وفي 1/10/1964م شكلت قيادة من 12 عضواً لتكوين المنظمة لتوحيد النضال وقيام المنظمة وتم التوقيع من قبل الأطراف المشتركة على دستور منظمة تحرير الجنوب المحتل مقرها الجنوب المحتل ولها فروع داخل العالم العربي وخارجة وحدد الدستور والأعضاء المؤسسين للمنظمة: حزب رابطة الجنوب العربي، حزب الشعب الاشتراكي، هيئة تحرير الجنوب اليمني وشخصيات من الجنوب وكذا السلطان علي عبدالكريم. والسلطان أحمد عبدالله الفضلى. ومحمد عيدروس اليافعي والشيخ محمد أبوبكر بن فريد.
في 13 يناير 1966م وقع بيان عن منظمة تحرير الجنوب المحتل والجبهة القومية وعرض البيان لأبرز أسباب قيام جبهة التحرير بأنها تطورات جديدة للموقف الاستعماري وأن القوى الوطنية تقف ممزقة ومتصارعة أمام الاستعمار ومخططاته ولهذا اتفقت الجبهة القومية ومنظمة التحرير على الاندماج في تنظيم ثوري واحد لقيادة الشعب يحمل اسم جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل وفي اليوم الثاني أعلن السيد قحطان محمد الشعبيى الأمين العام للجبهة القومية بلاغاً إلى الصحافة حدد فيه موقف الجبهة من حدث الدمج ونفى قيام الدمج بين التنظيمين وأن الذي وقع على بيان الدمج هو عضو واحد من الجبهة القومية وهو إجراء غير شرعي قام به وأنه مخالف للميثاق الوطني والنظام الداخلي وأن أي اندماج لا يقرره المجلس التنفيذي أو المجلس الوطني بل أنه من صلاحيات المؤتمر الوطني الذي يضم المجلس التنفيذي والمجلس الوطني وممثلين لكل قواعد الجبهة العسكرية والشعبية وأكد البلاغ أن الجبهة القومية مستمرة في قيادة الثورة بتنظيماتها العسكرية والشعبية والفدائية
الحرب الأهلية والاستقلال.
إن الخلاف بين الجبهتين أدى إلى ضرب الجبهتين وتعميق الخلاف بينهما وسنلخص وجهة نظر الجبهة القومية على أساس أن تكون الوحدة الوطنية على تنسيق عسكري وسياسي فقط أما الاسم فهو الجبهة المتحدة لتحرير الجنوب اليمن المحتل أن تكون نسبة التمثيل 50% لكل من الجبهتين أما جبهة التحرير فكانت وجهة نظرها أن الجبهة لا تمانع أن تكون الوحدة الوطنية على أساس التنسيق العسكري والسياسي على أن تحقيق الوحدة كاملة بين قواعد وقيادة الجبهتين وأن الاسم لا يقدم ولا يؤخر وإن كانت تحرص على اسم جبهة التحرير نظراً لاعتراف الدول العربية والصديقة بها أما التمثيل أكدت جبهة التحرير أن هذا ليس مشكلة أساسية وتوافق عليها على المستوى السياسي أما المستوى العسكري بنسبة 6:2 ثلثين لجبهة التحرير وثلث للجبهة القومية وقد رفضت الجبهة القومية هذا الاقتراح وانتهت المحادثات الأولى بالفشل وبدأت المعارك بين الجبهتين وخرجت كافة الزعامات الوطنية والدينية وفئات الشعب تنادى بإيقاف الاقتتال الأهلي واستجابت الجبهتين لهذه النداءات وفي يوم 3/10/1967م حددت الجبهتين موعد ومكان الاجتماع في القاهرة خارج نطاق الجامعة العربية لمناقشة النقاط الأربع التي نص عليها الاتفاق السابق وقد ابتدأ القتال في 29/9/1967م وفي 10/10/1967م بدأت اجتماعات الوحدة الوطنية من جديد في القاهرة وتعثرت المحادثات من الوهلة الأولى ووصلت إلى موقف متأزم عند مناقشة مسئولية الحكم وقد انفض الاجتماع بين الطرفين دون جدوى وفي 23/10/1967م أعلنت بريطانية الانسحاب من الجنوب العربي وقررت الانسحاب خلال الأسابيع الثلاثة القادمة أي قبل شهرين من الموعد المقرر لمنح الاستقلال للجنوب العربي في 9 يناير المقبل عام 1968م وقد بادرت كلاً من الجبهتين بإعلان بيان رسمي يعلن فيه الاتفاق على جميع المسائل التي تم بحثها لمطالبة الشعب والجيش الوقوف بصلابة في وجه ما من شأنه الإضرار بثورته وفي 2/11/1967م وقعت اشتباكات بين القومية والتحرير طوال يوم استخدمت فيها كافة الأسلحة التي بحوزتهم وفي يوم 4/11/1967م وجهت القومية والتحرير نداءً مشتركاً من القاهرة تطالب الوطنيين في عدن بإيقاف القتال وفي يوم 7/11/1967م أعلن الجيش تأييده للجبهة القومية وتدخل بالفعل لصالح الجبهة القومية وحسم الموقف وفي 9 نوفمبر 1967م أعلن سيف الضالعي رئيس المكتب السياسي للجبهة القومية أنه يجب على بريطانيا أن تعترف بسيادة الجبهة القومية على الجنوب وأن تبدأ بالتفاوض معها بشأن نقل السلطة إليها بعد الاستقلال يعتبرها الممثلة الوحيدة للشعب وفي يوم 11 نوفمبر 1967م أعلن متحدث في لندن باسم وزارة الخارجية البريطانية أن بريطانيا قد ردت على طلب الجبهة القومية بالاعتراف بها رسمياً باعتبارها الحكومة الفعلية في عدن وبعدها بدأ الحوار فعلاً بين الجبهة القومية والحكومة البريطانية وفي 21/11/1967م بدأت المباحثات الخاصة بالاستقلال للجنوب العربي برئاسة قحطان الشعبي ممثل الجبهة القومية وكلاً من فيصل عبداللطيف الشعبي وسيف الضالعي وعبد الفتاح إسماعيل ومحمد أحمد البيشى واستمرت المفاوضات حتى 27 نوفمبر 1967م والوفد البريطاني برئاسة لورد شاكلتون وهكذا ففي 30 من نوفمبر 1967م ولدت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وفي نفس اليوم أصدرت القيادة العامة للتنظيم السياسي للجبهة القومية بياناً أعلنت فيه الجبهة القومية السلطة العليا في الجمهورية وأعلن في البيان عن أتباع الشكل الرئاسي للحكم وعين قحطان محمد الشعبي رئيساً للجمهورية ورئيس كذلك مجلس الوزراء وقائداً عاماً للقوات المسلحة وسيف الضالعي وزيراً للشؤون الخارجية وعلي سالم البيض وزيراً للدفاع ومحمد علي هيثم وزيراً للشؤون الداخلية ووزيراً للصحة بالوكالة ومحمود عبدالله عشيش وزيراً للمالية وعبدالفتاح إسماعيل وزيراً للثقافة والإرشاد القومي وشؤون الوحدة اليمنية وفيصل عبداللطيف الشعبي وزيراً للاقتصاد والتجارة والتخطيط وعادل محفوظ خليفة وزيراً للعدل والأوقاف وفيصل شملان وزيراً للأشغال العامة والمواصلات وعبدالملك إسماعيل وزيراً للعمل والضمان الاجتماع ومحمد عبدالقادر بافقية وزير التعليم وسعيد عمر العكبري وزير لشؤون الإدارة المحلية والزراعة وحدد البيان دور ومكان الجبهة القومية في البلاد بأنها قائد الثورة والسلطة العليا وكما أعلنت المبادئ الأساسية لسياسة الدولة في الحقل الخارجي وهي الالتزام بميثاق الأمم المتحدة والحياد الايجابي وعدم الانحياز والتضامن مع شعوب البلدان والعداء للاستعمار وفي 12 ديسمبر 1967م قبلت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية عضواً في جامعة الدول العربية وفي 15 من ديسمبر من نفس العام قبلت في منظمة الأمم المتحدة،،
المراجع :
الكاتب جواد علي ... المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ... الجزء الثاني
الكاتب سقاف علي الكاف ... حضرموت عبر أربعة عشر قرناً
الكاتب أحمد عطية ...تجربة الثورة
الكاتب عادل رضا ...ثورة الجنوب
الكاتب فالكوفا ... السياسة الأستعمارية في جنوب الجزيرة العربية
الكاتب جاد طه ...السياسة البريطانية في جنوب الجزيرة العربية
الكاتب أحمد فضل بن علي محسن العبدلي .... هدية الزمن في أخبار لحج وعدن
الكاتب صلاح البكري ...حضرموت وإمارات الجنوب العربي


1. أن سلاطين هذه الإمارات ليست بريطانيا من منحتهم هذه الألقاب وليست هي من جعلتهم سلاطين على هذه الأرض ولم يفصلوا هذا الجزء من اليمن كما يوهموا الآخرين في مقالاتهم وخطبهم السياسية. 2. أستقل السلطان فضل بن علي العبدلى بمخلاف لحج وعدن من الأتراك سنة 1145هـ وأقر الحوطة عاصمة له وأسس السلطنة العبدلية في ظل ظروف اختلال أحوال العرب بالحروب الوهابية وتوسع محمد علي باشا على السيطرة لباب المندب فاستبقت بريطانيا الأحداث واحتلت عدن. 4. كما كانت على مسرح الأحداث سلطنة الفضلى تحت رئاسة سلطانها حامد بن عبدالله الفضلى ومشيخات يافع والضالع والصبيحة والعواذل. 5. أما حضرموت فقد كانت تحت الدولة الكثيرية منذ ثمانية قرون وظلت باقية حتى بعد ظهور الدويلات وبقية إلى 1967م حتى تم تسليم البلاد إلى الجبهة القومية هي وسلطنة القعيطى في الساحل. 8 ربيع الثاني 1367هـ مستشار عظمة السلطان 18 فبراير 1948م الإمضاء 1. الجبهة القومية من ديسمبر 1962م إلى 1967م. 2. الاندماج ألقسري وجبهة التحرير. 3. دافع السلطان محسن بن فضل العبدلى عن عدن ورفض بيعها للانجليز وشنت الحرب حتى تم الاستيلاء على عدن في 19 يناير 1839م.