متابعات اراء القراء فيما يخص الملف الجنوبي
الحراك الجنوبي وبارقة الأمل
الأحد , 05 يونيو, 2011, 08:38
عبد الكريم سالم السعدي
ما حملته الوثائق التي تمخض عنها اجتماع القاهرة الذي عقد مابين 9-11/5/2011م من أهداف ومبادئ أعتقد أنها جاءت لتشكل واقعا جديدا للحركة النضالية المنضوية تحت مسمى الحراك الجنوبي السلمي بل ولكل القوى السياسية التي تحمل القضية الجنوبية كمشروع أساسي في أدبياتها ووثائقها وتناضل في سبيل نصرتها .
تلك الأهداف والمبادئ التي حملت مفرداتها ما يمكننا اعتباره محطة كانت الحركة النضالية في الجنوب تحتاج أليها لالتقاط الأنفاس واستعادة الهدوء بعد رحلة مضنية في محيط التباينات متلاطم الأمواج , فهاهو مشروع يولد يحمل حلا جنوبيا تلتف حوله شريحة واسعة من المؤيدين من أبناء الجنوب وهذا بحد ذاته يعطينا جميعا دافعا للتقارب والالتفاف حول اجتهادا معينا حتى وأن كان مازال هناك خلافا حوله فيكفينا أننا توحدنا حول هذا الاجتهاد لدراسته من جميع النواحي وإظهار عيوبه أن وجدت وتقييمها وإثرائها بعطاء العقل المتحرر من قيود التعصب والثورية المتطرفة , والدعم والدفع بإيجابياته وتأمينها ورفدها بما يضمن عدم تأويلها واستغلالها لغير ما وجدت له واعتبار ما وصل إليه أخواننا حلا ولو مرحليا يمنحنا استراحة نعيد فيها ترتيب أولويات أدمغتنا واستعادة نقائها خصوصا وأن الحل لقضايانا يجب أن يكون على مراحل لسبب بسيط هو أن تلك القضايا قد وجدت في حياتنا على مراحل أيضا فلم نفق يوما من نومنا لنجد أن الجنوب العربي قد أصبح جنوبا يمنيا , ولا جمهورية اليمن الديمقراطية قد أصبحت جمهورية يمنية بل أن تلك المتغيرات قد جاءت على مراحل ونتيجة تراكمات مجزأة ومتواصلة من الاجتهادات التي جانب البعض منها التوفيق والصواب !!
وسواء اتفقنا أو اختلفنا حول مخرجات اجتماع القاهرة فأن ذلك لا يلغي حقيقة أن هناك جهد قد بذل وافرز واقع جديد التف حوله الكثير من أبناء الجنوب لا يمتلك أحدا القدرة على تجاوزهم أو إلغاؤهم ولكنه يمتلك الحق في أن يناقشهم ويطرح مشروعه الآخر الذي لا يفترض به أي(المشروع) أن يكون معاديا لطرحهم ومشروعهم بل يجب أن يكون تقييما للطرح الآخر ووثيقة موازية للوثيقة الأخرى والمهم هو أن ترافق أي مشروع يطرح (آلية عمل) لتنفيذه وان لا يكون مبهما ... وتبقى في الآخر كل الاجتهادات عبارة عن وجهات نظر يجب أن تأخذ حقها من الاهتمام وأن تأخذ تأشيرة اعتمادها كبرنامج عمل من خلال استفتاء أبناء الجنوب عليها !!
لا احد يستطيع الإنكار أننا شاركنا كجنوبيين خصومنا في إلحاق الأذى بنا بل ووفرنا لهم الحجج والمبررات ومهدنا لهم السبل لذلك على مدى تاريخنا الحديث تارة بالخضوع والاستسلام والقبول بما يقرره الآخرون لنا دون أدنى مناقشة أو اعتراض وتارة أخرى بتضخيم خلافاتنا وتبايناتنا والنفخ فيها حتى تتحول إلى قنابل تدك موانعنا وتحولها إلى سبلا توصل من يريد الشر بنا إلى بغيته واليوم إذا نحن لم نغير سلوكنا في التعامل مع قضايانا ونتعلم كيفية إدارة دفة تبايناتنا فأننا بذلك أنما نعلن بكل أسف أننا لا نستحق أن نكون سادة لأنفسنا!!
إذا كنا متفقين على أن حل القضية الجنوبية وعودة الحق الجنوبي لن يأتيا من خلال ألزعيق والنهيق والصوت العالي وهي (أنكر الأصوات) وندرك أن هناك طريقتان لا ثالث لهما لاستعادة الحق أولاهما : (ألنار والحديد) أي القوة العسكرية والاقتصادية , والأخرى بالحوار الهادئ مع التمسك الذي لا يقبل التشكيك بالحق , وبالحنكة والدهاء السياسي وصحة قراءة المشهد السياسي وإجادة خلق واستخدام وتوظيف الأوراق السياسية من خلال دراسة المتغيرات والمواقف محليا وإقليميا ودوليا ,فلماذا نصر على إن نتمم ( خيبتنا ) في الأولى ب (إضاعتنا) للأخرى؟؟
بعض الأخوان وأنت تحاوره تشعر بأنه يعاني من مشكلة قوامها انه يعطيك محصلة حوارك معه قبل أن تبدأ الحديث مما يخلق عندك الشعور بأنه لا جدوى من الحوار معه ودائما ما يودع دائرة الحوار بغضب مزمجرا ومرددا (ثوره ثورة يا جنوب) وكأنك أنت بمنأى عن هذا الشعار وهو الحاضن الشرعي له وهذه الثقافة هي جزء من الكابوس الجاثم على صدورنا خصوصا عندما تصدر هذه اللغة من أناس نعرف إخلاصهم ووفائهم للقضية ... ونحن لا نختلف مع هؤلاء من منطلق اتفاقنا مع أولائك وليست لدينا تحفظات على أطروحات هذا أو ذاك بل أننا نقف على نفس المسافة تجاه جميع الأطراف إلا فيما ينتج عن هذه الأطروحات والمشاريع من أسباب الفرقة والتشرذم لإدراكنا أن ذلك لا يخدم قضيتنا خصوصا انه يتجاوز في كثير من الأوقات دوائر التباينات الضيقة ويفرض نفسه على المشهد في الساحات ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق