لبيض.. قضية ووطن..!
9/23/2012 10:09:18 AM أخر تحديث للصفحة في
عـبـيـد الـحـاج
هذا الرجل أحب وطنه أكثر من نفسه.. أحب اليمن.. وأحب الوحدة.. وأحب شيوخ وشباب ونساء شعبه أكثر من أهله..!
وليس أصعب من اختيار الصيغ للتعبير الصميمي عن الكثير من صفات الإباء والإصرار التي تكتنزها كينونة رجل ارتبطت حياته قولاً وفعلاً بقضية وطنه.. لربما في أطول وأصعب مسيرة نضال لثائر وطني وحدوي عرفها التاريخ المعاصر، جديرة لأن تضاهي مسيرة مانديلا وجيفارا وعرفات وغيرهم من أحرار العالم..!
البيض.. القائد المناضل الذي تضرب جذوره وجذور آبائه في أعماق أرض السعيدة, علينا أن نتفهم أنه اصطدم بعقم عقلية “الاستحواذيين والانفصاليين القبليين” المسجونين في أقبية التخلف المشيخي والقبلي والعسكري العفن، التي لم تسعفهم ثقافتهم الوطنية الضحلة لهضم هذه الحقائق.. واعتقدوا واهمين أن إقصاء الرجل وإعلان الحرب عليه عام 1994م، كفيلة باقتلاعه من جذوره ونفيه بعيداً عن وطنه وشعبه، ليكشفوا خوفهم ورعبهم من هذا المارد الوحدوي الذي جاء لينقذ اليمن من براثن هيمنة المثلث الثلاثي الأضلاع -القبلي والعسكري والديني- الجاثم على أنفاس الشعب والمتحكم بمصيره..!
البيض.. هو الذي حمل مشاعل الوحدة بشجاعة وأعلن صرخته المدوية الشهيرة في وجه المتشددين حينها:
سأوقع على الوحدة.. وسأعلنها من عدن.. ولتفعلوا ماشئتم..!
وليس غريباً هذا التمسك الحميمي بالقضية الكبرى حتى النصر أو الشهادة..!
فالوحدوي، يبقى وحدوياً.. ويعيش وحدوياً بكل الحلم والأمل وقوة الشكيمة.. وبروح الحكمة في اتخاذ المبادرات المصيرية..!
ناضل في الثورة وكان أحد الذئاب الحمر الذين دوخوا الاستعمار في جبال ردفان، ومن ثم في الضالع (جحاف) ووديان حضرموت..!
صنع مع رفاقه انتصار ثورة 14 أكتوبر التي مهدت للوحدة.
جاء الى الوحدة بروح وطنية وحدوية مخلصة.. لأنه قائد وطني لا يعرف المداهنة والتزلف.. ولا يعرف لغة الغدر والخداع والخيانة.
هو صادق كالشمس.. وعنيد كالجبل.
ولأنه وحدوي حقيقي بدون حسابات سياسية أو شخصية ضيقة، فقد طرح مشروع الوحدة الاندماجية، بينما كان الطرف الآخر طرح مشروع الوحدة الكونفدرالية.
اشترط ربط الوحدة بالتعددية السياسية والحزبية وحرية الصحافة والرأي وضمان حقوق الإنسان، والتي بفضلها وصل الشعب إلى هذا الوعي السياسي والحقوقي بحيث فجّر ثورته الشبابية السلمية.. وهذا أيضاً بفضل البيض بعد الله تعالى.
اشترط بناء الدولة المدنية.. دولة المؤسسات والنظام والقانون، وناضل من أجل ذلك، ودخل في صراع مع القوى القبلية والدينية والعسكرية التقليدية التي رأت في مشروع الرئيس البيض الحضاري خطراً حقيقياً يهدد مكانتها ومصالحها، فأعلنت عليه الحرب.
جاء الوحدة مضحياً غارماً ليس غانماً، عندما تنازل عن الرئاسة، وقاد الدولة في عدن بكل مؤسساتها، وكذا القوات المسلحة والأمن بكل وحداتها، والوزارات وقوى الشعب .. إلى آخره .. إلى الوحدة وهو ينظر إلى هذا اليمن الكبير..!
ولكن.. ولسوء الحظ.. اصطدم بالعقليات العصبية المتخلفة.. وواجه عمليات غدر وخيانة ربما غير مسبوقة في التاريخ اليمني المعاصر.
فكانت حرب 94م.. وكانت الكارثة التي خلقت شرخاً في النفوس.. وفي الأرض والإنسان..!
علي البيض عليه اليوم أن يحافظ على تاريخه النضالي الوحدوي.. عليه أن يلتقط اللحظة التاريخية للعودة إلى حضن الوطن.. فاليمن بشعبها وجبالها ووديانها.. اليمن الكبرى تنتظره، وعليه أن يحرص بأن يظل كما عهدنا كبيراً!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق