الشموليون عائدون الى الجنوب - بقلم : د.محمد صالح السعدي
السبت, 22 أيلول/سبتمبر 2012 23:31
عدن - لندن " عدن برس " خاص -
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه اجمعين .
الشموليون عائدون , نعم , هذه حقيقة لا مفر منها الان , وبعد قرابة خمس سنوات من النضال الذي قاده نخبة من رجال شعب الجنوب واستنهضوا الشارع الجنوبي للوقوف ضد طواغيت نظام علي صالح وممارساتهم الاجرامية.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه اجمعين .
الشموليون عائدون , نعم , هذه حقيقة لا مفر منها الان , وبعد قرابة خمس سنوات من النضال الذي قاده نخبة من رجال شعب الجنوب واستنهضوا الشارع الجنوبي للوقوف ضد طواغيت نظام علي صالح وممارساتهم الاجرامية.
تسلق على ركاب الثورة وعلى شهدائها وجرحاها ومعتقليها وعلى احلام شبابها وطموحات رجالها ونسائها وبرائة اطفالها , تسلق الشموليون القادة السابقون الحفنة المتمصلحون الذين حكموا الجنوب زهاة 23 عاما , عاثوا فيها فسادا وخرابا وحكموا البلاد بالحديد والنار وسفكوا الدماء وسلكوا طريق الشيطان فعاشت البلاد في انغلاق وانزلاق وانعزال وفساد في الدين والروح والانسان , وما ان استشعروا بقرب الخراب والانهيار , ارغمتهم افعالهم الاجرامية برمي الجنوب الى المجهول دون حساب ومسؤلية ولا ادراك لعواقب الامور , فما كان الا معاناة ثمانية عشر عاما من الظلم والطغيان .
الا ان الشعب في الجنوب استفاق وقرر الكفاح والوقوف , ورفض الواقع الاليم والخوف من اصنام النظام وطواغيته وكهنته , فمتخض عن ذلك اول حركة سلمية معارضة في الوطن العربي وهو الحراك الجنوبي .
الا اننا اليوم نشاهد مشهدا لا نراه الا في ما تنتجة استيديوهات هوليوود , وهي عودة امير الظلام بعد ان مات في مشهد خيالي , وها نحن نراه اليوم في مشهدنا الجنوبي وهي عودة امراء الظلام(( القادة السابقون)) الى الساحة السياسية وليست مجرد عودة فقط , بل تربعوا على عرش الحركة الاحتجاجية والحقوقية والنضالية للشعب في الجنوب , واقصوا القيادات الشابة وحجموها وعقروها , و منهم من عزل واتهم في امانته , في سلسله من المنشورات والبيانات والاتهامات والخصومات اثقلت وفرقة الشارع الى شيع وفرق وطوائف متكاره ومتحاربه فيما بينها .
والسؤال الان لكل مواطن , هل تستطيع ان تحدد وبالاسماء القيادات الشابه والنخب المتعلمة الغير مرتبطة لا بالنظام الشمولي ولا بالقادة السابقين ولا بنظام علي صالح والقادرة على حمل القضية الجنوبية ؟
الاجابة : لا
والسبب في ذلك انه ومنذ اللحظة التي عاد فيها تلك الحفنة من القيادات السابقة , عملت بما لديها من اموال وهي اموال الجنوب وبما لديها من اتصالات بعناصرها الذين باتوا يحلمون بعودة الايام الخوالي , عملت على اقصاء وتحجيم الشخصيات في الداخل الجنوبي , واظهار وتضخيم الشخصيات والقيادات السابقة على الساحة السياسية عبر الاعلام واسكات الافواه المعارضة وواستغلال الشباب المحتاج الى المال , فتكاليف المهرجانات و الاعلام والمسيرات والاعتصامات وما يتخلالها من اموال تصرف للقات والوجبات والمنشورات والملصقات والتغطية الاعلامية والصحفية لا تقدر عليها القيادات الشابة الجديدة فهي لم تنهب اموال الجنوب سابقا ولا تملك اموال كبيرة , والمتبرعون كانوا من قيادات سابقة او تجار لهم شروطهم الخاصة والتي تضعهم في المقدمة وتحول هذه القيادات الشابة الى خدم وليسوا مستشارين ويتم التخلص منهم ان اوضحوا اعتراضهم وامتعاضهم من ما يحدث في الشارع من اختلاف و عن اي انحراف عن الخط النضالي وتسبيق المصلحه الخاصه على المصلحه العامه .
قال الرسول ( صلى ) : (( لا يلدغ المؤمن من جحره مرتين )) .
قال الله تعالى : (( ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار )) .
قال الله تعالى : (( ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار )) .
ان على الشارع في الجنوب ان يدرك ان عودة القادة السابقون ليس حلا للقضية ولكن تعقيدا لها , فما ان عادوا الا واستفشى مرض الاختلاف والفرقى والصراعات الجانبية وكلها من اجل الزعامه والرياده والحصول على اكبر نصيب من الكعكه الجنوبية التي ادرك القادة السابقون انهم اضاعوها وسلموها على طبق من ذهب لنظام علي صالح في حرب صيف 94 م .
وخلال الفترة بعد حرب 94 م والى قيام الحراك لم تتحرك القيادات السابقة في اي نشاط خارجي او داخلي من اجل مساعدة الشعب في الجنوب , كما لم يظهر عليهم اي تغيرات في حياتهم واتجهاتهم , كبوادر التوبة والاصلاح, اصلاح الذات والنفس بل تشغلبت اوضاعهم وانعكست لتكشف لنا وجوها مخيفة واكاذيب , كذبوا و عبؤا بها الشارع الجنوبي خلال فترة حكموهم , فقد تحول اغلبهم الى تجار برجوازيين راسماليين واصبحوا من ذوي الاملاك والشركات والمصانع , والاغرب انهم تجنسوا بجنسيات غربية ومن سخريات القدر ان منهم من يحمل جنسية أوربية وهو من صدى صوته على المنابر في كل ذكرى استقلال الجنوب عن التاج البريطاني وصدى صوته ببطولاته ضد الاستعمار ؟؟؟؟؟؟ واليوم اصبح مواطنا لتلك الدولة ويحمل جنسيتها ؟؟؟؟ .
لقد منعوا الناس ممتلاكاتها عبر التاميم وحولوا الاقتصاد من الاقتصاد الحر الى الاقتصاد الاشتراكي المغلق , لكنهم مع انفسهم مارسوا الاقتصاد الحر والاتجار بكل شيء فاصبحوا من اصحاب الملايين ...؟؟؟؟
لماذا يتعامل القاده السياسيون في الشمال مع القاده السابقين في الجنوب بالرغم من هزيمتهم في حرب 94 م ؟
لقد ادرك القادة في الشمال ان الصراع في الجنوب لن يحل عبر التعامل مع القيادات الشابة التي عاشت الظلم والقهر خلال فترة حكم نظام علي صالح , وعليه فهي حريصة على الدفاع عن حقوق الشارع , لكن القيادات السابقة اثبتت سلفا انها منعزلة تماما عن الشارع وتشوبها الخلافات والصراعات وتستهويها الزعامه وعليه سيسهل البيع والشراء في ذممهم فكم باعوا واشتروا في الجنوب سلفا .
قال الله تعالى : (( ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون )) .
لقد وصف الله وشبه الاناس الذين لا يفقهون ولا يتعلمون من تجاربهم وتجارب الاخرين والتاريخ بشر الدواب فهم كالصم والبكم لا يعقلون , فهل يعقل ان نقبل بعودة تلك القيادات والتي اضاعت الجنوب سلفا , وكشفت عن حقيقتها, فمارسة الشيوعيه على الشارع من اجل فرض سطوتها وسيطرتها وسياسة الحزب الواحد والاقتصاد المغلق ومارست لنفسها الحريه المطلقه و الاقتصاد الحر وسمحت لنفسها باخذ اموال الجنوب واشاعت ان اخذ الاموال بايدي جنوبيه خير من اخذها بايدي شماليه واقول لهم ان السرقة ليس لها جنسية , ان هؤلاء القاده اثبتوا يوما بيوم انهم ابعد عن ما يعانيه الشارع فهم غير مهتمين بتنمية ودعم القيادات الشابة والحركات السياسه والتعددية ولا بالحريات والمساوه , لانهم يقصدون السلطه والكرسي , واتصالاتهم مع الشمال دليل على ذلك , كما انهم مستعدين للتحالف مع الشيطان ولا حق يقام برعاية الشيطان ؟ , والاكثر وضوحا من الادله هي المناطقية التي يعيشها القاده السابقون فها نحن نرى ونسمع تجمع قيادات وعودة قيادات من محافظة واحده وبدعم وحماية من السلطات العليا , وتحصل على دعم مالي وسياسي ولوجستي وتعقد التحالفات لتتربع على عرش الحراك والجنوب وفي نفس الوقت يبهت ضوء كثير من القيادات والحركات في محافظات اخرى , فمنطق المناطقية يمارس في الجنوب وتغذيه القيادات السابقه فهي احدى الوسائل المستخدمه في تفريق الشارع وافساح الطريق لهم ولعناصرهم في السيطره على المشهد السياسي .
واخيرا اذكر ان مقالي ياتي اليوم وقد تمكن القاده السابقون من الحصول على مكاسب كبيرة وعاد بعضهم ولن يغير مقالي من الامر شيء وقد يتهمني البعض باني من دعاة التفرقة ولكن كتبت المقال ليكون شاهدا على ما يجري في الجنوب حاضرا ومستقبلا , وعلى كل من شارك في اضاعة القضية وحقوق الناس والشهداء , واقول ان القيادات السابقة عائدة بعقليتها الشمولية ووقوفها عائقا للعقيده والشريعه وهذا جلي , فما ان يقول شخص قال الله وقال الرسول ( صلى ) والا اتهم بانه اصلاحي التحزب ؟؟اليس الجنوب به فقهاء وعلماء ومسلمون ام انه غير ذلك ؟؟ , واقول ان العقلية الاقصائيه والتفردية هي فحوى عقلية ومنهجية القادة السابقون .
نسئل الله العلي القدير ان يغير في امرنا ويبدل ما هو شر بما هو خير وهذا مرهون بنا فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم , نسئل الله السلامة واعلاء كلمته .
والله من وراء القصد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق