يسر شبكة الطيف الاخبارية ان تنشر تقرير صادر عن مركز عدن للبحوث والدراسات ، وهذا التقرير خاص باوضاع القضية الجنوبية خلال قترة النصف الأول من عام 2012 م ، وقد اعتكفت إدارة المركز على وضع ملخص موجز للتقرير بمايسهل على القراء الاطلاع عليه .
بسم الله الرحمن الرحيم
مركز عدن للبحوث والدراسات: تقرير عن القضية الجنوبية خلال النصف الأول من عام 2012م.
المقدمة:
كان مركز عدن للبحوث والدراسات الاستراتيجية عادة يصدر تقارير شهرية وفصلية حول مواضيع معينة لتغطيتها من كافة النواحي . وهذا ليس نتاج عجز فكري وسياسي , وإنما انطلاقاً من الأوضاع التي يعمل فيها المركز , فهو يعمل والجنوب يقع تحت الاحتلال , ودون توفر ابسط المقومات التي يحتاجها أي مركز بحوث , وإنما بالاستناد على العزيمة النضالية والوطنية لإدارته وأعضائه من النساء والرجال المجهولين الذين يخدمون قضية وطنهم بنكران ذات عظيمة.
في هذا التقرير اقرت إدارة المركز اصدار تقريراً نصف سنوي يشتمل على عدة أوجه بما يعبر عن رؤية الاقسام الرئيسية المكونة للمركز , وبما يجعله يحتوي على معظم القضايا التي تتعلق بالقضية الجنوبية خلال النصف الأول من هذا العام , والعوامل الاقليمية والدولية المؤثرة عليها .
بناء على هذه الرؤية طلبت إدارة المركز من كافة الأقسام إعداد تقاريرها كل في مجال اختصاصه وبشكل موجز . وعند استلام إدارة المركز للتقارير من الأقسام كان أقل تقرير منها لا يقل عن خمس صفحات حجم كبير , مما جعل إخراج تقرير المركز على النحو الذي اعدته الاقسام سيكون بما لا يقل عن ستين صفحة حجم كبير , وهذا أمر من الصعب على المركز مادياً من حيث طباعته وتصويره... الخ , كما سيكون أمر صعب على مواطني ومواطنات شعب الجنوب تصويره وتوزيعه لما يعانون من حياة بؤس وفقر. ولهذا قامت إدارة المركز بإعادة صياغته مع الحرص والتركيز على حشد أهم المعلومات الضرورية واخراجه بهذه الصورة التي نشر بها. وقد تطرق التقرير إلى عدة قضايا أهمها:
المبادرة الخليجية وموقف شعب الجنوب منها:
كان أهم حدث له تأثير على القضية الجنوبية بعد انطلاقتها في 23 مارس 2007م هو الثورة الشبابية في الجمهورية العربية اليمنية في فبراير من العام الماضي ، وما نتج عنها من أزمة وصراع وانقسام بين طرفي الحكم في صنعاء , تكللت بالتوقيع على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية من قبل الطرفين في الرياض بتاريخ 23 نوفمبر 2011م . هذه المبادرة التي كانت كل خطواتها لا تمس قضية شعب الجنوب بصلة , ولم يكن لشعب الجنوب دور فيها . بل تم تغييبه حتى عن صفة الشراكة كشريك فيما تسمى بدولة الوحدة "الجمهورية اليمنية".
بموجب هذه المبادرة تم إزاحة الدكتاتور علي عبدالله صالح من رئاسة الدولة , واستبداله بنائبه عبدربه منصور هادي "جنوبي" , وتشكيل حكومة وفاق وطني بين طرفي الصراع برئاسة محمد سالم باسندوه " جنوبي" , فكان أهم ما افرزته هذه المبادرة إنها اعادت إنتاج وتوحيد القوى والعناصر التي شاركت في احتلال الجنوب عام 1994م , ولكن الجديد فيها إنها ضمنت تمثيلا هزيلا للحزب الاشتراكي اليمني الذي كانت قيادته السابقة هي الموقعة على اتفاقية الوحدة عام 1990م. كما تمكنت القوى التقليدية المتصارعة على الحكم من القضاء على الثورة الشبابية وحولتها من ثورة إلى أزمة سياسية.
من أجل القضاء على القضية الجنوبية صرح الشيخ حميد الأحمر منذ فترة طويلة ولعدة مرات أن الرئيس القادم سوف يكون جنوبي , وكان يرغب أن يكون ذلك الرئيس علي ناصر محمد أو ياسين سعيد نعمان , ولكن إصرار الرئيس صالح بأن يكون الرئيس القادم هو نائبه عبدربه منصور هادى جعل حميد الأحمر يختار باسندوة رئيساً للوزراء , ومع أن مثل هذا التنصيب لشخصين جنوبيين على رأس الدولة والحكومة إخلال كبير في التمثيل , غير أنه كان بغرض تحقيق عدة أهداف: القضاء على القضية الجنوبية , إظهار ادعاء الجنوبيين أنهم مظلومين وغير ممثلين في السلطة بأن الأمر قد تغير وأنهم أصبحوا مصدر القرار فيها , وأنه بمثابة رد الاعتبار لهم , والواقع أن الشخصان ممثلان لطرفي الصراع على السلطة في صنعاء وليس ممثلان لشعب الجنوب.
كان من الطبيعي أن يعلن شعب الجنوب موقفه من هذه المبادرة , وقد تجلى ذلك في الرسالة التي وجهها رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي إلى شعب الجنوب في يوم 25 نوفمبر 2012م والذي اشار فيها أن المبادرة لا تعني شعب الجنوب لا من قريب ولا من بعيد. فهي مبادرة صيغت من قبل طرفي الصراع وبما يخدم أهدافهما , وهي بالنسبة لشعب الجنوب حقيبة ملغمة بالمكائد.
الانتخابات الرئاسية وأهدافها:
أعتقد الطرف الأخر في الوحدة إن تقديم مرشح جنوبي في هذا الانتخابات سوف يجعل الجنوبيين يندفعون بشكل كبير في التصويت , أو في اقل تقدير سوف تحدث العملية الانتخابية شرخ عميق في الجسم الجنوبي بين مؤيد ومعارض , لكن وعي شعب الجنوب وإيمانه بعدالة قضيته اثبت عكس ذلك , وجسد أروع صور الوحدة الوطنية لأنه يدرك إن المساومة على قضية وطن مقابل منصب رئيس دولة هي مساومة خاسرة . وبالمقابل عندما رأت القوى السياسية الفاعلة في ساحة الجمهورية العربية اليمنية , ولاسيما الموقعة على المبادرة الخليجية إن الجنوب رافضاً للانتخابات دفعت بكل قواها بشكل غير مسبوق لانتخاب هادي , واعتبرت التصويت له هو تصويتاً لبقاء الوحدة , وعملت بكل السبل على إخفاء حقيقة الرفض الجنوبي للانتخابات .
مع أن الطرفان ساهما في انتخاب هادي , غير أن كل طرف له نظرة مختلفة في الأمر , فالرئيس صالح وحزبه المؤتمر الشعبي العام , الذي هادي جاء منه وبدعمه يرى في ذلك بأنه ضمانة لبقاء شرعيته في الحكم والحفاظ على مصالحه بأقل الخسائر , بينما الطرف الأخر علي محسن الأحمر وحميد الأحمر وحزب التجمع اليمني للإصلاح يرى في الأمر بأنه السبيل المتاح للقضاء على شرعية صالح وبأقل الخسائر.
وهنا تجدر الإشارة أنه من خلال وقائع التاريخ أن الطائفة الزيدية التي ظلت تحكم اليمن الشمالي منذ وصول الإمام الهادي إلى صعدة سنة 289 هجرية من منطقة بيشة في الحجاز " السعودية حالياً " وحتى اليوم . أي على مدار " 1134 سنة" كانت القوى التي تتصارع على الحكم فيها , وحتى لا تصل إلى مرحلة الحرب الأهلية تختار شخصية محايدة وضعيفة وليس لها جذور قبلية تتولى الحكم لفترة معينة ثم يتم التخلص منها. وهذا الأمر ينطبق على اختيار هادي وباسندوة . فهما لا يمتلكان قاعدة قبلية أو حزبية وبقائهما مشروطاً بفترة سنتين.
جاء رفض شعب الجنوب للانتخابات الرئاسية مسبقا في وثيقة اصدرها الحراك السلمي في 15 فبراير الماضي والتي جاء فيها " إن رفض شعب الجنوب للانتخابات الرئاسية ليس رفضا لشخص عبدربه منصور هادي , ولكن رفضا مبدئيا ووطنيا لاستمرار احتلال الجنوب , فالمحتل ليس شرطا أن تكون صاحب عيون زرقاء , أو يكون أجنبي , أو مسيحي , أو يهودي , وإنما المحتل هو تلك الدولة أو الجماعة التي تفرض إرادتها الظالمة والقاهرة على شعب من شعوب العالم بقوة السلاح والقمع القهر والمذلة وتنهب خيراته وتنتهك أعراضه , وهذه الصفات كلها مجتمعه مارستها سلطات صنعاء على شعب الجنوب منذ عام 1994م وحتى اليوم , ولهذا إن شعب يعتبر أي رئيس للدولة والحكومة في صنعاء والأجهزة المدنية والعسكرية التابعة لهما عناصر احتلال حتى ولو كان انتماءهم جنوبي , ومن واجب شعب الجنوب تحرير وطنه من نير هذا الاحتلال الغاشم". وقد جسد شعب الجنوب هذه الرؤية بالرفض المطلق للانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 21 فبراير 2012م .
مؤتمر الحوار الوطني :
أصيغت الألية التنفيذية للمبادرة الخليجية بحنكة بالغة الذكاء , فقد غيبت شعب الجنوب وقضيته في كل بنودها وفي خطوات تنفيذها , وأعطت لطرفي الصراع على الحكم في صنعاء كل ما يضمن حقوقهما , وتجنبت حتى ذكر ما يوحي الاعتراف بشراكة الجنوب في الوحدة . بل حتى ما يوحي بأن الجنوب له ميزة خاصة , فقد نصت في بندها الثامن عشر أنه " مع بداية المرحلة الانتقالية الثانية يدعو الرئيس المنتخب وحكومة الوفاق الوطني إلى عقد مؤتمر حوار وطني شامل لكل القوى والفعاليات السياسية بما فيها الشباب والحراك الجنوبي، والحوثيين وسائر الاحزاب وممثلين عن المجتمع المدني والقطاع النسائي، وينبغي تمثيل المرأة ضمن جميع الاطراف المشاركة". وهذا ما يجعل تمثيل الجنوب أسوة بحزب سياسي أو منظمة مجتمع مدني.
في الخطابات والتصريحات يقال بأن كل القضايا سوف تطرح في مؤتمر الحوار الوطني دون خطوط حمراء , ولهذا سارعت بعض الشخصيات الجنوبية عن قصد أو دون قصد إلى الترويج لأهمية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني . غير أن أي إنسان يفقه أبسط قواعد السياسة سيدرك أن تلك الاقوال مجرد شعارات كاذبة , لأن الحوار سوف يجري تحت سقف الألية التنفيذية للمبادرة الخليجية , ونصوص المبادرة نفسها حسمت الأمر في بندها التاسع عشر الفقرة " ب" حيث جاء فيها " يقف الحوار أمام القضية الجنوبية بما يفضي إلى حل وطني عادل لها يحفظ لليمن وحدته واستقراره وآمنه". وبهذا يكون تحقيق أمال وطموحات شعب الجنوب ليس بيده ووفقاً لإرادته وإنما بيد غيره . لأنه حتى افتراضاً في حالة دخول الحراك الجنوبي وقوى الثورة السلمية الجنوبية مؤتمر الحوار الوطني فإن الطرف اليمني الشمالي قد حبك اشكالية يصعب على الجنوبيين تجاوزها , فهو سوف يدفع بعناصر جنوبية موالية له، لديها رؤية مغايرة لرؤية قوى الثورة الجنوبية تجاه حل القضية الجنوبية , وتدعي أن من حقها تمثيل الجنوب , وهذا ما تجلى في الكيان السياسي الوهمي " مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية" الذي أعلن عنه في عدن يوم الأربعاء 23 مايو 2012م , والذي جاء من ضمن قراراته " يكلف المؤتمر الهيئة التنفيذية بتشكيل لجنة فنية متخصصة لإعداد مشروع الرؤية الثورية لحل القضية الجنوبية ومناقشتها وإقرارها من قبل الهيئة في أسرع وقت ممكن... يكلف المؤتمر الهيئة التنفيذية باتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة لضمان مشاركة المجلس في مؤتمر الحوار الوطني وتقديم الرؤى الناجعة للقضايا الوطنية وفي مقدمتها القضية الجنوبية". وهذا المجلس هو صنيعة حزب الاصلاح.
جاء موقف قوى الثورة الجنوبية من مؤتمر الحوار في وثيقة صادرة في 5 مايو 2012م، والتي جاء في بندها التاسع " إن ممثلو شعب الجنوب الشرعيون لن يدخلوا في أي حوار غير قائم على مبادئ أساسية وهي: حوار بين طرفين متساويين , على أساس جنوبي ـ شمالي , حوار يلبي مطالب شعب الجنوب وحقه في الحرية وتقرير المصير, تحت إشراف عربي ودولي ضامن".
كما أصدرت لجنة الاتصال والتواصل للقاء التشاور والتوافق الجنوبي يوم 6 مايو 2012م بيانا عبرت فيه عن موقفها من مؤتمر الحوار الوطني جاء فيه " إن الحوار الذي نريده نحن هنا في الجنوب، نريده حواراً وتفاوضاً بين جنوب مكتمل التشكيل وشمالا مكتمل التشكيل، بين طرفين سياديين، يعترفان ببعضهما، يملك كل منهما حق تقرير مصيره. هذه هي المرجعية المحلية للحوار والتفاوض المرتبط بالقضية الجنوبية، أما مرجعياتها الإقليمية والدولية فهي البيان الإقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي الذي صدر في مدينة أبها السعودية عام 1994م، والقرارات الدولية 924 و 931 ، الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بذات الشأن عام 1994م، ولا نرى في عدا ذلك إلاّ التفافا على قضية الشعب الجنوبي وتهميش لحقوقه".
هذه الرؤى يرى البعض أنها غير سليمة لأن المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني هي فرصة للجنوبيين ليطرحوا قضيتهم , وأنهم لن يخسروا شيئاً , وأنه في حالة عدم مشاركتهم سوف يكونوا عرضة لعقوبات مجلس الأمن الدولي . وبالمقابل يري البعض أن أصحاب مثل هذا الرؤية لم يطلعوا بشكل جيد على نصوص الألية التنفيذية للمبادرة , فقد أوضحت نصوص المبادرة أنها اتفاق بين طرفين وملزمة للطرفين , وجاء في بندها الثالث الفقرة (ب) "يشير مصطلح (الطرفان) إلى التحالف الوطني(المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه) كأحد الطرفين، وإلى المجلس الوطني (أحزاب اللقاء المشترك وشركاؤه(. وهذا يعني إن هذا المبادرة ملزم التقيد بها من قبل الأطراف الموقعة عليها, وشعب الجنوب ليس طرفاً فيها . كما أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم " 2014". جاء مدعما ومؤكدا على ما جاء في المبادرة وملزماً للطرفين الموقعين عليها.
اعتبر كثير من الجنوبيين أن حوار سفراء بعض الدول العظمى ودول الخليج العربي ولقاءاتهم بالجنوبيين وزيارتهم لمحافظات الجنوب يعد بمثابة إنجاز حققته القضية الجنوبية . وهذا فيه جزء من الصحة , غير إن الأمر الهام والخطير الذي لم يدركه الجنوبيون إن كل ذلك كان بناء على طلب الطرف اليمني الشمالي , فهو يرى أن أي حوار يأخذ طابع جنوبي ـ شمالي هو بمثابة اعتراف رسمي بالطرف الجنوبي , وهو أمر غير مقبول بالنسبة له , ولهذا حتى المسئولين الحكوميين الذي عقدوا لقاءات بالقوى الجنوبية كانوا في معظم الاحوال جنوبيين , وفي حالات استثنائية فيهم شخص شمالي.
كما عملت وتعمل منظمات أجنبية ولاسيما المنظمات الألمانية على عقد لقاءات وحوارات مع الجنوبيين في الداخل والخارج , وتتحمل نفقات مالية كبيرة بغرض الدفع بالجنوبيين للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني , وكل ذلك بإيعاز من الطرف اليمني الشمالي , لأنه يدرك أن أي حوار بدون الحراك السلمي الجنوبي هو حوار فاشل , ولهذا مهما عملت كل الجهات على استقطاب عناصر جنوبية للمشاركة في الحوار , فان تلك المشاركة فاشلة بدون أن تكون قيادة الحراك السلمي الجنوبي وشباب ونساء الجنوب الذين يخوضون غمار معركة الثورة الجنوبية على الأرض هم المشاركون في الحوار . وهؤلاء يدركون أن مشاركتهم دون ضوابط وطنية جنوبية هي بمثابة تنازل جديد عن وطنهم وإلى الأبد. وتفريطا بتضحيات شعبهم.
الحوار الوطني الجنوبي ـ الجنوبي:
حاولت القوى المعادية لثورة شعب الجنوب أن تبث دعايتها المسمومة أن شعب الجنوب وحراكه السلمي مشتت وغير موحد وليس له قيادة , فأنساق الكثير من أبناء الجنوب وراء هذه الاكذوبة بقصد وبدون قصد , فأي شعب في العالم لا يمكن أن يكون كله مجمعا على رؤية وهدف واحد , ومن الطبيعي جداً أن لا ينفرد فصيل بعينه في قيادة نضال ثورة شعب , ومع ذلك كانت غالبية شعب الجنوب مجمعة على قضيتها وتقود نضالها قيادة وطنية شابة مكافحة رغم انعدم الامكانيات المادية , وحققت ثورة شعب الجنوب نجاحات رائعة . وعن نية صادقة استجابت بعض قيادات الثورة السلمية الجنوبية لدعوة توحيد فصائل الحراك السلمي , فتم عقد اجتماع زنجبار في 9 مايو 2009م واعلن عن توحيد فصائل الحراك وانتخاب مجلس أعلى للحراك مكون من رئيس وأربعة أعضاء , واعتبار علي سالم البيض رئيساً شرعياً للجنوب, فكانت قرارات ذلك الاجتماع غير مدروسة ومتسرعة.
أصدرت بعض القوى الجنوبية في اليوم التالي بيانات اعتبرت فيه يوم عقد هذا الاجتماع يوما أسودا في تاريخ الثورة الجنوبية , وقالت أنه بمثابة تكرار للدمج القسري الذي حدث بين فصائل الكفاح المسلح في 13 يناير 1966م . وقد أثبت الأيام صحة هذه الرؤية . فمنذ ذلك اليوم تم القضاء على الاطر النضالية والتنظيمية لفصائل الثورة الجنوبية , وروح المنافسة فيما بينها , وانتقلت قيادة الثورة من الداخل إلى يد قائد واحد في الخارج , والذي لم يعمل يوما على تدعيم الأطر النضالية والتنظيمية للحراك , وإنما مزق تلك الأطر وقيادتها. مع كل ذلك استطاعت الروح الوطنية النضالية لشعب الجنوب وقياداته في الداخل مواصلة المسيرة.
عندما فشلت القوى المعادية لثورة شعب في حملتها الدعائية السابقة , ولاسيما بعد رفض شعب الجنوب الدخول في أي حوار غير قائم على الندية بين طرفي الوحدة , تبنت تلك القوى فكرة الدعوة إلى عقد مؤتمر حوار جنوبي ـ جنوبي . وبقدر أن الحوار هو قيمة إنسانية حضارية , لكن عقد مؤتمر حوار وطني جنوبية دون دراسة معمقة قد تكون له عواقب وخيمة على ثورة شعب الجنوب , وذلك إن المؤتمر قد يظهر انقسامات مفتعلة رتبت لها مسبقاً بهدف استغلالها عن وجود خلاف في موقف شعب الجنوب من قضيته , ولهذا إن أي مؤتمر حوار وطني جنوبي ـ جنوبي من المفترض أن تكون القوى المشتركة فيه متفقة مسبقاً على السقف الذي سوف يعقد تحت ظلاله الحوار , وهو إن "القضية الجنوبية هي قضية وطن وشعب ودولة وهوية تعرض للاحتلال" وأن الهدف من هذا الحوار هو الخروج برؤية موحدة تجاه حل هذه القضية , والاتفاق على أي قضايا تخدم الهدف الرئيسي.
ولأن الدعوة إلى عقد مؤتمر حوار وطني جنوبي ـ جنوبي ليست دعوة صادقة من قبل البعض نجد إن كثير من القوى حتى التي ليس لها صلة بالوطن الجنوبي تدعو إليه لتحق اهداف متعدد منها سياسية وإعلامية ومنها مالية .
المجال الاعلامي :
رغم الحصار الإعلامي المطبق والرهيب الذي كرسه الاحتلال , واستجاب له المحيط الإقليمي والدولي تجاه قضية شعب الجنوب , فإن اخلاص أبناء الجنوب لقضيتهم منذ بدايتها جعلهم يعملون على تدعيمها إعلامياً بكل الوسائل المتاحة بما فيها الوسائل البدائية , ولعبت صحيفة الأيام دوراً فاعلاً في سبيل قضية شعبها دفعت ومازالت تدفع ثمناً باهضاً , وعمل رجال الاعلام والثقافة الجنوبيين داخل الوطن على استغلال أي صحيفة للكتابة فيها وفقاً لما هو ممكن . كما إن أبناء الجنوب في أرض المهجر والشتات كان لهم دور هام عن طريق فتحهم لمواقع الكترونية سخروها لخدمة قضية شعبهم , وحرص الكثير من قيادات وكوادر الجنوب في الخارج على استغلال ما هو متاح لهم للظهور والحديث والكتابة عن القضية الجنوبية , فكانت كل تلك روافد هامة لدعم القضية إعلامياً.
وكان الحلم الذي يراود أبناء الجنوب في داخل وطنهم هو امتلاكهم لوسيلة إعلامية " إذاعة أو تلفاز" فأتى الاعلان قبل ثلاث سنوات عن افتتاح قناة عدن لايف , ورغم بساطة مادتها الاعلامية وقلة قدراتها المادية والبشرية كان ذلك بمثابة نقلة نوعية لا يستهان بها , غير أن القناة في فترتها الأولى ظلت تعبر عن رؤية الجهة التي عملت على افتتاحها , ثم اصبحت حالياً تعبر عن رؤية الجهة التي تنفق عليها مالياً وتمجيدها . بل استخدمت للنيل من أي جهة أو شخص له رأي مخالف , ولم تصبح بعد معبرة عن رؤية شعب الجنوب بكل قواه الوطنية , حتى أن بعض قيادات الحراك السلمي البارزة في داخل الوطن محرم ذكرها في هذه القناة. ويقال أن قناة أخرى تحمل اسم "سماء عدن" سوف يتم افتتاحها قريباً , ونأمل أن لا تكون مثل أختها , وأن تكون أكثر مهنية وأن تستفيد من الخبرات الإعلامية والثقافية الجنوبية المتراكمة وما أكثرها.
وأستفاد الجنوبيون والجنوبيات ولاسيما الشبان والشابات في المجال الاعلامي باستغلالهم الرائع لمواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت , فقد جعلوا منها وسيلتهم الأولى للإعلان عن مواعيد فعالياتهم النضالية ونشر أخبار قضية شعبهم والتعبير عنها , ونشر جرائم سلطات الاحتلال ضد شعبهم , ولكن بدأت في الآونة الاخيرة مع الأسف تسود سلبية غير مقصودة بأن بعض الشبان والشابات يعتبرون ما يقومون به من جهد بسيط على هذه الشبكة في منازلهم يعفيهم عن الخروج إلى ساحات النضال الحقيقي .
القيادات الجنوبية السابقة في الخارج والداخل:
لا نشك في اخلاص كل جنوبي وجنوبية لقضية شعبه , فكيف إذا كانوا قيادات سابقة , ومن هذا المنطلق كان معظم أبناء الجنوب يتوجهون بالدعوات المتكررة لتلك القيادات بالخروج عن صمتها لتكون صوت شعبها لدى المنظمات والدول , وأعتقد أبناء الجنوب إن تلك القيادات قد استفادت من تجربتها المريرة والقاسية في أرض الشتات وهي مبعدة عن وطنها قسراً في تصحيح أخطائها السابقة , والتكفير عنها بروح وتفكير جديد يخدم قضية شعبها , ولكن حلم البسطاء الجنوبيين لم يرد له الله أن يتحقق بالشكل الذي أرادوه , فلم تقم تلك القيادات بما هو مرجو منها لعدة أسباب اهمها: تلك القيادات تربت ومارست عدم الثقة فيما بينها , وعاشت فترة صراعات قذرة كانت اطراف رئيسية في صنعها , ولم تستطع حتى اليوم التخلص منها , وكانت قيادات يحكمها الفكر الواحد والرأي الواحد والحزب الواحد , ولم تعش فكر التعدد والتنوع في تحقيق الهدف الواحد , ولم يُقدر كل طرف وضع الطرف الأخر الزماني والمكاني بروح مسئولة وحقه في النضال وفقا لما هو مسموح به , ولهذا لم تتمكن تلك القيادات أن تلعب أدوارا مختلفة في التكتيك لخدمة الهدف الاستراتيجي . فكان الأسهل لها تصدير خلافاتها إلى داخل الوطن , وتحت مسميات وشعارات نضالية لا تمس للحقيقة بصلة, وانقسمت إلى فريقين , فريق اظهر ذاته معتدلا , وفريق اظهر ذاته متطرفا, واوهم كل فريق جزء من شعب الجنوب أن نهجه صائبا وكأنه مدعوما من أطراف اقليمية ودولية , وسعي كل طرف ان يكون هو صاحب التأثير القوي على الساحة الجنوبية. وكاد ذلك يؤدي إلى صراع فعلي داخل المجتمع الجنوبي , غير أن معظم قيادات ونشطاء الحراك ومناضلي ومناضلات شعب الجنوب في الداخل كانوا أقوى بصيرة وأشد حنكة. بعد أن تبين لهم أن كل ذلك الانقسام جوهره الفعلي خلاف على أموال شعب الجنوب , والبالغة قرابة مليارين ونصف المليار دولار أمريكي , التي استحوذ عليها طرف بعينه .
وعلى العموم تبين أن القيادات الجنوبية في الخارج ليس لها قدرة كبيرة على لعب دور في التأثير على القيادات والشخصيات العربية والدولية , فهي لم تكن تهتم بالعلاقات الشخصية مع الغير أثناء حكمها .
أما القيادات السابقة الموجودة في الداخل البعض منها شارك بقدر ما يستطيع , ولأنها لا تمتلك أموالا حتى تقدمها لشعبها فقد التزمت الغالبية الصمت , وفي احسن الاحوال عبرت عن دعمها لنضال شعبها بصوت خفي.. وهي على كل حال خدمت قضية شعبها بصمتها لأنه صمت إيجابي.
أنشطة سياسية وإعلامية وتربوية ودينة موجهة ضد القضية الجنوبية:
تقوم السلطات الحاكمة في صنعاء في الآونة الأخيرة بجملة من الانشطة الهامة في المجالات المذكورة أنفاً , ولكن أحدثها ما تسمى بالحملة التوعوية التي تنظمها وزارة الأوقاف ودائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة , حيث بدأت بعقد دورات تدريبة لعلماء الدين وخطباء المساجد والدعاة والمرشدين والمرشدات , وتكوين فرق دعوية للنزول إلى المدارس والجامعات والمعسكرات تحت مبرر مكافحة الإرهاب والتطرف , ولكنها في الوقت نفسه تعمل على وصف الحراك الجنوبي بأنه تيار متطرف يهدف إلى تمزيق الوطن ويقوم بأعمال مسلحة ويقتل الموطنين الأبرياء , وأنه يجب التصدي له بكل الوسائل باعتبار ذلك واجب ديني ووطني. بالإضافة إلى تركيز خطب الجمعة والمحاضرات في المساجد في الاتجاه نفسه , ويمكن وصفها بأنها حملة تكفيرية جديدة ضد الجنوبيين.
كما يعمل حزب التجمع اليمني للإصلاح ـ الحزب الديني المتطرف ـ على تكوين كيانات جنوبية مشابهة للكيانات الجنوبية التي أعلن عنها أبناء الجنوب في الفترة الأخيرة , وذلك بغرض خلق قوى جنوبية تخدم أهدافه الاحتلالية , وبما يضمن جعل الصراع جنوبي ـ جنوبي . فهذا الحزب يرى في نفسه أنه الحزب المؤهل لتولي الحكم , وإن شعب الجنوب وحراكه السلمي يشكل العقبة الكأداء.
عدم ظهور تأييد اقليمي ودولي فاعل للقضية الجنوبية:
لا يستطيع أحد أن ينكر أن شعب الجنوب قد أوصل قضيته إلى الرأي العام العربي والدولي , غير أنه بالمقابل لا بد من الاعتراف أنه حتى الآن لم يبرز لها تأييد اقليمي ودولي فاعل, وذلك لعدة أسباب أهمها:
1. النظام الحاكم للجنوب سابقا غرس في ذهن ووعي الرأي العام العربي والدولي أن اليمن الجنوبي واليمن الشمالي هما شعب واحد وأرض واحدة , وأن انفصالهما كان بفعل الاستعمار والإمامة . بالإضافة إلى الاخطاء القاتلة التي رافقت التوقيع على الوحدة , فهي لم ترتق إلى مستوى التوقيع على توحيد شركتين صغيرتين.
2. عدم قدرة القيادات الجنوبية وكوادر الجنوب السابقين في التأثير على صانعي ومتخذي القرار في الدول العربية وفي مقدمتها دول الخليج العربي وكذا في الدول العظمى , وعدم السعي للاتصال بقيادات وسائل الاعلام والمنظمات المدنية والحقوقية الفعالة على الصعيد الدولي .
3. تمسك مجموعة من أبناء الجنوب بمواقعهم القيادية في هيئات دولة الاحتلال المدنية والعسكرية, وعضويتهم في مجلسي النواب والشورى , وهذا ما يظهر للعالم أن الجنوب شريك أساسي في الدولة , فهم في لقاءاتهم بالجنوبيين يدعون أنهم معهم , وفي لقاءاتهم بالطرف الأخر والأطراف الخارجية يقولون العكس أو يظهرون في أحسن الاحوال قليل من التعاطف ويصورون القضية الجنوبية كقضية مطلبية , فهم غير مستعدون أن يضحوا بمصالهم المادية على قضية قد تكون خاسرة .
4. يوجد تيار جنوبي يلعب دورين , جزء منه يحافظ على علاقته بسلطات الاحتلال , والجزء الأخر يحافظ على علاقته بقوى الثورة الجنوبية , وفي حالة انتصار طرف معين يكون قد ضمن مصالحه عن طريق الجزء الموجود فيه , ويعتبر أهم جنوبيان ضحيا بمصالحهما المادية من أجل القضية الجنوبية: الدكتور/ ناصر الخبجي , والاستاذ / صلاح الشنفرة عضوا مجلس النواب. وهناك مناضلين جنوبين ضحوا بمصالحهم المادية ولكنها كانت بمستوى أقل.
5. حب بعض الجنوبين للسلطة والمال ومنهم بعض الذين كانوا يتشدقون في حديثهم عن القضية الجنوبية جعلهم ما أن تم عرض عليهم مناضب قيادية في الفترة الاخيرة حتى لبوا الدعوة وتركوا قضية شعبهم.
6. الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان حاكما للجنوب وشريكاً في التوقيع على الوحدة كان بقائه في ساحة العمل السياسي أولاً كجزء من المعارضة ثم اشتراكه في التوقيع على المبادرة الخليجية وفي حكومة الوفاق الوطني سبب آخر من اكتساب شرعية احتلال الجنوب . ولكن للأمانة التاريخية أن معظم كوادر هذا الحزب في الجنوب يشكلون جزء فعال من الساحة النضالية الجنوبية , وهذا ما يجل تلك الكوادر مدعوة إلى مناقشة وضع حزبها قبل فوات الأوان , فقد تحول هذا الحزب من قائد للجنوب إلى مشارك في حكومة احتلال الجنوب . بل أصبح حزباً تابعاً لحزب التجمع اليمني للإصلاح.
7. بقدر ما شهدت عضوية الحزب الاشتراكي اليمني انحساراً في الجنوب بعد عام 1990م ولم يشهد الجنوب بعد احتلاله عام 1994م ظهور قوى حزبية جديدة لبقاء الحزب الاشتراكي على الساحة , فإنه بالمقابل كرس الحزبان الرئيسيان الشماليان " المؤتمر والاصلاح" جهودهما وأموالهما لتواجدهما الحزبي في الجنوب , والذي اصبح تواجد على اساس مصلحي وديني , بالإضافة إلى تواجد تيار ديني آخر في الجنوب وهو التيار السلفي. وكل هذه تيارات توهم القوى الخارجية إن الجنوبيين متمسكين بالوحدة.
8. عملت أطراف الحكم في صنعاء منذ عام 1990م على زرع القوى الجهادية التكفيرية في الجنوب , وكانت تستخدمها وقت الضرورة , أما في الفترة الاخيرة فقد أوعزت لتلك القوى المتطرفة أن تجعل من الجنوب ساحة للإرهاب , وهذا ما أدى إلى قلق العالم من أن يصبح الجنوب ملجأ للإرهاب . وقد أصدر مركز عدن تقريرا متكاملا عن الجماعات الارهابية التي تقاتل في الجنوب بتاريخ 7 مارس من هذا العام ويمكن الرجوع إليه , فقد تم نشره في عدة مواقع الكترونية على شبكة الانترنت بعنوان " مركز عدن للدراسات يقدم دراسة بحثية عن أهداف الحروب التي تجري على أرض الجنوب هذه الأيام".
9. لم يكن اختيار شخصين جنوبيين على رأس الدولة والحكومة في صنعاء أمرا ارتجاليا , وإنما له ابعاد كبيرة ومؤثرة على القضية الجنوبية , فقد أرادوا من هذا الاختيار إيهام لعالم أنه بوجود شخصين جنوبيين على رأس السلطة يعبر عن رحابة صدر الطرف الأخر في الوحدة , وأن هذان الشخصان بإمكانهما حل قضايا الجنوبيين , وأنهما سيكونان سبباً للتأييد الدولي لبقاء الوحدة , والحصول على دعم مالي دولي سخي , وهذا ما حدث , وأن تواجدهما في هذين المنصبين سيحدثان شرخ في الكيان الجنوبي بين مؤيد ومعارض. وإنهما سوف يتمكنان من السيطرة على الاوضاع في الجنوب من خلال تعيين عناصر جنوبية موالية لهما لديها القدرة على اختراق قوى الثورة الجنوبية وتمزيقها وضربها.
10. أتت علاقة علي سالم البيض بإيران التي علاقتها أصلا متوترة مع محيط الجنوب الاقليمي ومع الدول الغربية التي تعتبر إيران راعية للإرهاب لتضيف إشكالية جديدة للموقف الدولي من القضية الجنوبية. ولهذا على قيادات الجنوب أن تقرأ الموقف الاقليمي والدولي المعلن في الآونة الأخيرة ولاسيما موقف دول اجتماع الرياض المنعقد في 23 مايو 2012م قراءة متعمقة بما يخدم قضية شعبها.
الخاتمة:
إنه مع كل المصاعب التي تقف أمام ثورة شعب الجنوب والاخطاء اليسيرة التي وقع فيها الحراك السلمي الجنوبي , فإن هنالك انجازات رائعة تحققت على مختلف المستويات , ويعتبر أهم انجاز حققته ثورة شعب الجنوب وحراكها السلمي هو إعادة الاعتبار للهوية الوطنية الجنوبية بكل معانيها بصورة لم يسبق لها مثيل . بل وغرس هذه الهوية في اذهان وفكر الجيل الجديد من الشباب والأطفال حتى اصبح هذا الجيل هو الحامل الفعلي لها والقوة الثائرة والمناضلة من أجلها , وأصبحت لديه روح الاستعداد للتضحية في سبيل انتصارها . ولهذا فإنه مهما طال الزمن أو قصر , فإن انتصار القضية الجنوبية أصبح حتمي وقادم لا محالة إن شاء الله.
كما إنه بالمقابل على مناضلي ومناضلات شعب الجنوب أن يرسخوا إيمانهم بالله وثقتهم بنصره لهم , لأنهم أصحاب قضية عادلة , وأن يتمتعوا بالصبر والنفس الطويل في نضالهم , ويكون ولائهم للوطن وليس للأشخاص , ويقبلوا ببعضهم البعض ويعززوا الثقة فيما بينهم , فهذه صفات حميدة وحضارية , وأن يتركوا روح الانانية والكبرة وحب الظهور وتقلد المناصب القيادية الوهمية , فهي صفات ذميمة وقبيحة.
إدارة مركز عدن للبحوث والدراسات الاستراتيجية
صادر في العاصمة عدن بتاريخ 28 مايو 2012م
Adencenter67@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق